سيرة الموحّد
عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي .
ولد في الرياض سنة 1293هـ / 1876م وتعلم مبادئ القراءة والكتابة علي يد الشيخ عبد الله الخرجي وختم القرآن الكريم على يد الشيخ محمد بن مصيبيح كما درس جانباً من أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ . توافرت للملك عبد العزيز من الصفات القيادية ما مكنه من حمل المسؤولية وتأسيس دولة حديثة كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها. من خصال الملك عبد العزيز: إيمانه بالله قبل كل شيء وتمسكه بالعقيدة ونبل هدفه الذي اعتمد فيه على الله ـــ عز وجل ـــ ثم على أبناء شعبه وقوة شخصيته وموهبته القيادية وحكمته المتميزة ومن صفاته أيضاً صبره على المكاره وإنسانيته ورحمته بالغير وعفوه عند المقدرة وعرف عن الملك عبد العزيز أنه لم يحقد على أحد حتى تجاه من ناصبه العداء أو أساء إليه بل تمكن من تحويل خصومه إلى أصدقاء مخلصين وعاملين له. وكان ـــ رحمه الله ـــ بارًّا بوالديه واصلاً رحمه عطوفاً على الفقراء والمساكين محبا للعلماء ومُقرِّباً لهم في مجالسه الخاصة والعامة.
وأثَّرت حياة التنقل مع والده بين مضارب البادية بعد رحيله مع أسرته عن الرياض عام 1308 هـ / 1890م في شخصيته؛ حيث تعود على حياة البادية بما فيها من قسوة وشظف عيش.
ولتأكيد مواقفه السياسية على الساحة الدولية من خلال مقابلة القيادات السياسية المؤثرة، فقد زار الملك عبد العزيز الكويت والبصرة والبحرين، ومن أبرز زياراته الخارجية تلك التي قام بها إلى مصر عامي 1364 هـ / 1945م و1364 هـ / 1946م. أوفد أبناءه إلى الخارج في مهام سياسية عديدة كان لها الأثر البالغ في تأسيس مكانة عربية وإسلامية ودولية للمملكة. وقد لقب الملك عبد العزيز في عهده إضافة إلى لقب الإمام بعدد من الألقاب السياسية خلال مراحل تكوين الدولة. حفلت حياة الملك المؤسس بالكفاح والبناء الذي امتد قرابة 40 عاما وكانت وفاته ـــ رحمه الله ـــ ضحى الإثنين 2 ربيع الأول 1373 هـ الموافق 9 نوفمبر 1953 م وصلي عليه في الحوية ونقل في الحال بالطائرة إلى الرياض حيث دفن ـــ رحمه الله رحمة واسعة ـــ في مقبرة العود.