وزارة الحج: تقليل أعداد الحجاج يدخل في «فقه الأولويات»

وزارة الحج: تقليل أعداد الحجاج يدخل في «فقه الأولويات»
وزارة الحج: تقليل أعداد الحجاج يدخل في «فقه الأولويات»

أكد الدكتور عيسى رواس وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة المشرف على ندوة الحج الكبرى أن فقه الأولويات الذي تحمله الندوة هذا العام التي تعتبر أكبر تجمع بحثي إسلامي جاء استجابة لدعوة المملكة بتقليل أعداد الحجاج بسبب مشروعات التوسعة التي يشهدها الحرمان الشريفان، وكحاجة علمية وعملية للأخذ به في الحج وشعائره لأدائها بيسر وأمن واطمئنان.
وأوضح رواس أن موضوع ندوة الحج الكبرى لدورتها الـ 38 لهذا العام "فقه الأولويات في الحج" هو من أهم ما تحتاجه الأمة في هذا العصر لتنظيم أداء شعيرة الحج وتيسير إقامتها على أحسن الوجوه بما يحقق مقصد الشارع من تشريعها، مع حفظ أمن الحج والحجيج وإظهار موسم الحج بالمظهر الديني والحضاري اللائق بدين الإسلام وبأمة محمد صلى الله عليه وسلم، التي هي خير أمة أخرجت للناس.

#2#

وقال: "لهذا وقع اختيارنا على موضوع "فقه الأولويات في الحج" ليكون موضوع ندوة هذا العام لتأصيل مفهوم الأولويات وبيان شروطه وضوابطه وأهميته في هذا العصر الذي تكاثرت فيه الواجبات وازدحمت فيه المسؤوليات وكثرت فيه أعداد الحجيج، وليكون سبباً لنشر ثقافة فقه الأولويات بين المسلمين بعامة والحجاج منهم بخاصة، لتكون عوناً لهم على أداء عباداتهم وطاعاتهم بوعي وبصيرة وبأمان واطمئنان".
وفيما يتعلق بأهداف الندوة أشار إلى أنها تتلخص في تأصيل فقه الأولويات وتعميقه وتعميمه بين المسلمين كحاجة علمية وعملية والتأكيد على أهمية الأخذ بفقه الأولويات في الحج وشعائره لأدائها بيسر وأمن واطمئنان وبيان الصلة بين فقه الأولويات في الحج وبين مقاصده وإظهار العلاقة بين فقه الأولويات في العبادات والصدقات وتحقيقه ثواب الفرد وحماية الجماعة ودفع الضرر عنها والتحقق من أن فقه الأولويات في الحج يقلل كثيراً من مشكلات الحج والحجيج وبخاصة مشكلة الزحام، وإبراز المفهوم الإسلامي الأصيل للتدين والعبادة الذي يراعي الظروف والأحوال من غير تنطع ولا انحلال، والتركيز على إثبات عظمة الشريعة الإسلامية ومرونة فقهها بما احتواه من قواعد وآليات فعالة تضمن ثبات المقاصد والمبادئ وتراعي الظروف والأوضاع والإمكانات، إلى جانب إثراء الفقه الإسلامي ومكتبته ببحوث علمية رفيعة لنخبة من علماء العالم الإسلامي في هذا الموضوع المهم.
وفي ذات السياق استقبلت وزارة الحج ملخصات الأبحاث العلمية المشاركة في ندوة الحج الكبرى لدورتها الـ 38 لهذا العام تحت موضوع "فقه الأولويات في الحج" التي تنافس في إعدادها 200 مشارك من الباحثين والمفكرين والمثقفين من العلماء البارزين من جميع أنحاء العالم الإسلامي ونخبة من الفقهاء من داخل المملكة، التي جرت العادة في إقامتها برحاب مكة المكرمة خلال الفترة من 3 - 5 ذي الحجة الحالي، التي وصلت لـ 32 ملخصاً، كاشفة في أول مؤتمر صحافي عقدته أمس بمكتب وزير الحج بمحافظة جدة عن رؤساء الجلسات العلمية وبرنامج حفل الافتتاح.
وفتحت الوزارة ممثلة في الأمانة العامة للندوة باب المشاركة لـ 213 دولة حول العالم مخاطبة أكثر من 80 دولة وتلقت موافقة 67 دولة لتؤكد 54 دولة مشاركتها في الندوة عبر 167 باحثاً منهم 32 امرأة و135 رجلاً معززة روح الشراكة بين مختلف الشرائح الاجتماعية والعلمية والعلماء الشرعيين مع نظرائهم من مختلف التخصصات دعماً للرأي الشرعي وإنجاح هذه التظاهرة الإسلامية التي تتجدد في كل عام وتحقق الفائدة منها وفقاً لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال التوعية والتثقيف لحجاج بيت الله الحرام.
من جانبه أوضح الدكتور هشام بن عبد الله العباس أمين عام ندوة الحج الكبرى أن البرنامج العلمي للندوة يبدأ الثلاثاء المقبل بالجلسة العلمية الأولى وتتضمن فقه الأولويات في الحج خاصة وضوابطه وشروطه ومعايير الترجيح بين الأقوال في فقه الأولويات ومسالك العلماء في ذلك، لتعقد على إثرها المحاضرة الرئيسة الأولى للندوة حول أثر توسعة المسعى والمطاف ومرمى الجمرات وتوسعة الحرمين في فقه الأولويات في الحج ودور حكومة خادم الحرمين الشريفين في ذلك، يعقبها حفل الافتتاح لفعاليات الندوة والمشتمل على كلمة الدكتور بندر بن محمد حجار وزير الحج رئيس الندوة وكلمة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وكلمة الأمين العام للندوة الدكتور هشام بن عبد الله العباس.
ولفت إلى أن الجلسة العلمية الثانية خصصت لبيان وجوه الأولوية والتفاضل بين حج النفل والتصدق بتكاليفه والآثار المترتبة على تقديم حج النفل على الصدقة على الحجاج والمجتمع، وفقه الأولويات في المفاضلة بين الصلاة في المسجد الحرام وفي مساجد مكة عموماً في موسم الحج، مضيفاً أن الجلسة الثالثة تركز على أثر فقه الأولويات في تحقيق مقاصد الحج في الواجبات والسُّنَن وأولوية أدائها وتكرار الحج وأخبار السلف في ذلك جمعاً ودراسةً وبياناً للحكم وبيان أحكام التوكيل في حج النفل وأثر ذلك في تيسير أداء المناسك. وقال: "يشتمل ثاني أيام فعاليات الندوة على الجلسة العلمية الرابعة التي يتصدرها بيان أحكام التوكيل في حج النفل وأثر ذلك في حل مشكلة الزحام ومراتب أداء العبادات في الحج، واجبات وسُنَناً، مع ملاحظة سعة خلاف الفقهاء في أحكام المناسك وأثر ذلك. فيما تحمل الجلسة الخامسة فقه الأولويات في الترتيب بين حقوق الله تعالى وحقوق العباد في المناسك والقواعد الفقهية في فقه الأولويات المتعلقة بالمصالح العامة والخاصة والتمثيل لها من أحكام الحج وتطبيقات فقهية واقعية في فقه الأولويات في الحج وآثارها، جعلت أمانة الندوة الجلسة العلمية السادسة مخصصة للآثار التعبدية والروحية لفقه الأولويات في الحج، والآثار الحضارية لفقه الأولويات في الحج، والآثار النفسية لفقه الأولويات في الحج".

الأكثر قراءة