أمير الرياض .. ومستقبل الأسر المنتجة
الأسر المنتجة ظهرت أخيراً في مختلف مناطق بلادنا، وبدأت تزداد القناعة بجودة إنتاجها وبالذات في مجال الأطعمة والحلويات .. بل إنها أفضل من المطاعم والمخابز نظافة وجودة وطعماً .. لكن مشكلة تلك الأسر المنتجة أنها تحتاج إلى مظلة توفر لها الدعم المادي والمعنوي، وأهم أشكال الدعم مقر دائم ومساعدة في التسويق الحديث .. وفي الأسبوع الماضي افتتح معرض ''منتجون'' برعاية أمير منطقة الرياض ونائبه، وبتنظيم من الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، وخلال جولة الأمير خالد بن بندر في أرجاء المعرض تجلت روح الدعم والتشجيع للأسر المنتجة، لدرجة أن الأمير استجاب أكثر من مرة للعودة إلى جناح لم يتوقف أمامه بعد أن لحقت به صاحبة الجناح، داعية الأمير أن يجبر خاطرها وخاطر مَنْ معها للتوقف أمام منتجاتها المتنوعة بل وتذوقها.
وبعد أن رأى الأمير حجم الحضور، الذي كما أشار المهندس منصور الشثري عضو مجلس إدارة الغرفة المشرف على المعرض، يبلغ 500 أسرة منتجة، وافق على المطلب الأول لهن جميعاً، وهو تخصيص مقر دائم لمعروضاتهن، بل ربما يتم تخصيص أكثر من مقر في مدينة كبيرة مثل مدينة الرياض .. وستكون المقار الدائمة المجانية، إضافة إلى كونها عنواناً معروفاً، دعماً في المنافسة بالسعر أمام مطاعم ومحال ستحارب بشراسة لإخراجهن من السوق .. كما أن القروض الميسرة من بنك التسليف والادخار وبرنامج كفالة التابع للصندوق السعودي للتنمية الصناعية، سيوفران التمويل اللازم لمؤسسات صغيرة يمكن أن تكبر حتى تصبح متوسطة ثم كبيرة إذا أخذت بسياسة النمو والاندماج .. وكي تبلغ هذا الهدف وتحقق المطلوب لا بد من دعمها أيضاً بالتدريب وبرامج التسويق عبر نوافذ ووسائل الإعلام المختلفة والمعارض في مختلف المدن والمحافظات.
وأخيراً، برنامج الأسر المنتجة سيوفر العمل الشريف والحياة الكريمة لأعداد كبيرة من السيدات والفتيات في المدن والمحافظات والمناطق الريفية إذا وجد مظلة واحدة تشرف عليه .. أما إن أصبح مثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا مرجعية موحدة له، فإن مصيره التعثر والنمو البطيء، ولا سيما في ظل المنافسة الشديدة ''كما أشرنا من قبل''، ولذا فإن أمير منطقة الرياض خالد بن بندر بن عبد العزيز، وقد أظهر حماساً كبيراً للفكرة وللبرنامج، مدعو إلى خطوة مهمة وهي تأسيس إدارة نسائية تابعة لإمارة منطقة الرياض تسمى ''إدارة الأسر المنتجة''، والنص على أن تكون الإدارة نسائية، لأن تجارب إدارة الرجال للنساء في المؤسسات الصحية والاجتماعية أظهرت الكثير من الإشكالات .. ومهمة هذه الإدارة النسائية التي ستكون مثالاً يحتذى به في المناطق الأخرى، التي من المؤمل أن يغطي نشاطها المحافظات التابعة لإمارة منطقة الرياض، توفير التمويل بأفضل الشروط ووضع برامج التدريب والتسويق بواسطة خبراء أو بيوت خبرة سعودية، ربما تقدم خدماتها مجاناً دعماً لهذا العمل الرائع لحماية الأسر من البطالة والحاجة التي هي أم المصائب.