مساحة المشاعر لا تزيد.. التقليل من الأعداد أفضل

مساحة المشاعر لا تزيد.. التقليل من الأعداد أفضل
مساحة المشاعر لا تزيد.. التقليل من الأعداد أفضل

رفع الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على كل ما يوليانه من اهتمام وحرص على تحسن الإنجازات والخدمات في مواسم الحج.
وقال في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في منى: ''كما شهدنا في هذا العام نرى وبكل وضوح أن الأوامر والتوجيهات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين وتابعها ولي عهده، وقام بالإشراف على تنفيذها بكل حزم وقدرة واقتدار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، مبينًا أن النتائج المرضية والناجحة التي تحققت في هذا العام تستحق منا جميعًا أن نشكر القائمين ميدانيا في جميع مشاعر المقدسة ومدينة مكة المكرمة من الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع في المشاعر المقدسة.

‎#2#

وعبّر رئيس لجنة الحج المركزية عن شكره للقائمين ميدانيا في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة من الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية من الأفراد الذين يتولون إدارة وأعمال هذه الخدمات على أرض الواقع من الموظفين الحكوميين والمتطوعين من الأهالي، مجزلا لهم الشكر ومعربا عن فخره واعتزازه بهم، قائلاً: ''رفعتم رؤوسنا''.
ونوه الأمير خالد الفيصل بالنقلة النوعية التي حدثت في حج هذا العام في الخدمات وتطبيق الأنظمة الجديدة وتنفيذها على الوجه الكامل، شاكرا كل من أسهم وعلى وجه الخصوص رجال الأمن الذين أحكموا السيطرة على المنافذ وتولوا العمل الجاد والحازم داخل المشاعر وفي مكة المكرمة.
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة ''النجاحات التي تحققت في هذا الموسم لا يعني أننا وصلنا إلى طموحات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولم نصل كذلك إلى جميع تطلعات المواطن، معربا عن أمله أن تستمر هذه القفزات التطويرية قدما في كل عام للوصول إلى تطلعات القيادة''.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة: إن الوقوف عند النجاح لا يعد استمرارا في التقدم، فلا بد أن نضيف إلى ما تحقق هذا العام، المزيد في الأعوام القادمة، كاشفا في هذا الجانب عن الاعتماد على التقارير التي ستقدم من اللجنة المركزية للحج بعد دراستها مع المقترحات التي ترد من الإدارات الحكومية بعد الموسم مباشرة، إضافة إلى عقد اجتماع للجنة المركزية للحج لمراجعة هذه التقارير والاستعداد من الآن لموسم الحج القادم.
وقدم باسم حكومة وشعب المملكة التهنئة لكل الحجاج الذين شرفت المملكة بخدمتهم، مؤكدا في الوقت ذاته بذل المزيد من الجهد وتسخير جميع الإمكانات لخدمتهم وتسهيل إجراءات الحج وتقديم أفضل الخدمات لهم.
بعد ذلك أجاب الأمير خالد الفيصل عن أسئلة الصحفيين، ففي رد عن سؤال عما لوحظ من انسيابية في حركة الحجاج وسهولة تنقلاتهم بين المشاعر، قال: ''إن هذا مرده للتنظيم الجيد من ناحية، وقلة عدد الحجاج غير النظاميين والمخالفين للأنظمة، ما جعل الافتراش يتضاءل كثيرًا في شوارع مشعري منى وعرفات، ما سهل التنقل بين المشاعر المقدسة''.
وعن الجديد في الموسم القادم، أجاب: أنا لا أود أن أدخل في التفاصيل، وأفضل أن أنتظر التقارير التي سترفع للجنة الحج المركزية من المكلفين برفع هذه التقارير من أفراد منتشرين في جميع المشاعر المقدسة، ومن مؤسسات حكومية وأهلية وعلمية وأكاديميين مهمتهم الدراسة العلمية لما يحدث لعمل التطويرات المثلى في الأعوام القادمة.
وبيّن الأمير خالد الفيصل أن العمل على نسبة تخفيض الحجاج يتم من خلال جهات عليا تستند على دراسات نتائج حج كل عام، إلا أنه قال: إن مساحة المشاعر المقدسة واحدة لا تتسع وكل ما تمكنّا من النقص في الزيادات المعهودة كل عام في الحج كل ما كان الوضع أفضل، مدللاً على ذلك بعدد حجاج هذا العام الذين لم يتجاوزوا المليوني حاج ما أدى إلى تقديم خدمة أفضل للحجاج مما كانت عليه في العام الماضي عندما كان عدد الحجاج أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون حاج تقريبا.
وأكد الأمير خالد الفيصل أن الأنظمة التي وضعت لتنظيم الحج جاءت وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين ومتابعة الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وقال: ''نحن منفذون لخطط الدولة ولتوجيهات وزارة الداخلية، وأن ما حدث في حج هذا العام هو نقلة نوعية، متمنيا استمرار هذه النقلات النوعية للخدمات في الحج وفرض النظام لأنه كلما احترم النظام وطبق كانت النتائج أفضل ومردودها على الحجاج إيجابيا''.
وأضاف: ''نحن نعمل على راحة الحجيج ومؤتمنون على سلامتهم أمنيا وصحيا واجتماعيا، ولا بد أن يوازي هذا الاهتمام أنظمة وتطبيق لها، مؤكدا أنه تم في هذا العام تطبيق الأنظمة بكل حزم وحسم''.
وأفاد أن النتائج التي ظهرت وشاهدها الجميع كانت كلها إيجابية، لذا يجب علينا المحافظة على هذا المستوى من الأداء وتطبيق الأنظمة، مبينا أنه تم الإعلان عن الإجراءات والعقوبات التي ستتخذ ضد حملات الحج الوهمية قبل بداية هذا الحج، وتطبيق العقوبات بحق المخالفين دون استثناء.
وأشار إلى أن هذا النجاح الذي تحقق في الحج هذا العام لم يكن صدفة، وإنما جاء نتيجة جهود ودراسة وأعمال رجال قاموا بأداء مهمتهم خير قيام في الميدان وعلى المنافذ، حيث أعطي الحاج النظامي الفرصة لأداء مناسك الحج بكل راحة، ومنع دخول المخالفين.
وعن الجديد الذي يفكر فيه أمير منطقة مكة المكرمة للأعوام القادمة، قال: ''هناك الكثير من الجديد، ولكن علينا الانتظار لوقتها حيث سيتم الإعلان عنها، مؤكدًا أن تخفيض نسبة عدد الحجاج من الخارج والداخل كانت بسبب الأعمال التي تقام في المسجد الحرام وتوسعة المطاف''، لافتا إلى انخفاض أعداد الحجاج المخالفين للأنظمة والذين لا يحملون تصريحا في هذا العام إلى نحو 70 في المائة عن العام الماضي.
وبين الأمير خالد الفيصل أن هناك مشروعا للنقل العام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تم طرحه للتنفيذ: ''إن شاء الله إذا انتهى هذا المشروع فسيسهم في خدمة الحجاج، كما أن مشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام سيستوعب أكثر من مليون و200 ألف مصل''.
وقال: كل خطوة تخطوها المملكة بسياستها الداخلية ومشاريعها خاصة ما يتعلق بالحج، لا تتم ارتجالا، ولكن تتخذ بعد دراسة مستفيضة من قبل المختصين من الخبراء والأكاديميين.
وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن مظهر الحجاج وهم بلباس موحد وفي أرض واحدة وزمن واحد يعد فرصة مناسبة لنقول للعالم بأن الإسلام دين سلام وحضارة ورقي ودينُ إنسان، مشيرا إلى أن هذا المكان الأنسب لإيصال هذه الرسالة.
وعبّر عن شكره لجميع المسلمين الذين توافدوا من جميع أنحاء العالم بمختلف لغاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومذاهبهم وأدوا هذا المثل الأعظم لدينهم ولأخلاقهم الإسلامية، مقدرا لهم ما أبدوه على هذه الأرض من خلق إسلامي حضاري. وشكر كل مواطن في المملكة آثر إخوانه الحجاج من بقاع العالم ليؤدوا فريضتهم لأول مرة.
وحول مشاركة شركات أجنبية في تنظيم الحج، قال: ''لسنا بحاجة لمكاتب أو شركات تساعدنا في التنظيم فقد سبق أن قلت قبل سنوات إننا أقدم ناس في هذه المهنة ونحن خبرتنا في تنظيم الحج بدأت منذ عهد أبينا إبراهيم عليه السلام حتى هذا اليوم، ولا أعتقد أن في العالم أكثر خبرة منا في هذا المجال''.
وأشار إلى أنه تم الإعلان قبل الحج عن العقوبات التي ستطبق بحق المخالفين، وسيعلن كذلك عن أعداد المخالفين الذين طبق بحقهم هذه العقوبات.
وعن ظاهرة دخول الحجاج غير النظاميين والمقيمين داخل مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة وكيفية السيطرة عليهم، أجاب قائلاً: إن هذه الظاهرة الآن تحت الدراسة وكلف بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى، كما أن هناك خبراء آخرين يدرسون هذا الموضوع، وستناقش من خلال لجنة الحج المركزية في هذا العام، وسترفع نتائج هذه الدراسات للجنة الحج العليا لرفعها للمقام السامي''.

الأكثر قراءة