اليوم .. «مِنى» تودِّع ضيوف الرحمن وتستقبل معاول البناء
يودع مشعر منى اليوم الحجاج بعد أن قضوا فيها أيام التشريق الثلاثة، لتبدأ بعدها مرحلة المشاريع التنموية، التي توقف سيرها مع دخول موسم الحج، حيث تعد منى من المناطق التي تشهد تواصلا في المشاريع التنموية.
القارئ للمشهد في هذا العام، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن جميع الخطط التي وضعت لأعمال موسم الحج تم تطبيقها بنجاح، وذلك بفضل الله ثم بفضل العاملين على تنفيذ تلك الخطط، بعد إعلان الجهات الرسمية أمس، نجاح هذا الموسم، حيث تم تقديم الخدمات والإمكانات كافة لتسهيل أداء نسك الحج على حجاج بيت الله الحرام، وتفويج الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة وطواف الوداع بكل يسر وسهولة.
وبالعودة إلى معاول البناء فالكثير من المشاريع التنموية تم الانتهاء منها ودخلت في هذا العام بكامل طاقتها التشغيلية، وهناك أيضا مشاريع يتواصل العمل على إنهائها وفق الجداول الموضوعة لها، فمشاريع دورات المياه مستمرة لأنها على ثلاث مراحل وقد يتم الانتهاء منها في العام المقبل، وهناك مشروع جديد سيتم تنفيذه وهو مشروع تخليص النفايات من مشعر منى، قدر له أكثر من مليار ريال لإنجازه.
المشاعر المقدسة بمساحتها الإجمالية المقدرة بـ 33 كيلو مترا مربعا، عاشت خلال أسبوع واحد في منظومة الدولة داخل دولة، انتقلت إليها جميع الهيئات الرئاسية، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أناب الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي حضر بنفسه إلى المشاعر المقدسة، وأقام فيها ليتابع ويشرف بنفسه على راحة ضيوف الرحمن، وليطمئن على أن كل الخدمات تصل إليهم، إضافة إلى الجهات الحكومية كافة من وزارية وإدارية. الكل وجد في المشاعر المقدسة بجميع أطقمهم العاملة، الأمن بكامل مسمياته كان هناك، التعليم سخر أبناءه لخدمة الحجاج، الصحة الركيزة الأولى في أعمال الحج، وزارة العدل وجدت بقضاتها الذين يفصلون في الأحكام الجنائية، وغيرها كثير من الجهات الحكومية، الكل انفضوا من المشاعر المقدسة مع غروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، عادوا إلى مبانيهم في شتى مناطق المملكة، محملين بتجارب عملية وسط حشود فاقت الملايين في عددها، أكسبتهم خبرات في كيفية التعامل مع الجمهور، بالحسنى كان منهجهم، في مواجهتهم لحجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى أن تلك الجهات الحكومية استطاعت أن تسير أعمالها ولم يعقها وجودها في المشاعر المقدسة.