«قهوة الجبل» .. تودّع الكلاسيكية وتحتفظ بالذكريات
لن ينسى العابرون على مدى عقود خلت محطة مهمة تعد مدخلا لزوار مكة بقصد الحج والعمرة أو التجارة وملتقى لكثير من المسافرين، وهي ''قهوة الجبل'' التي تقع في جنوب مكة المكرمة على طريق الليث المعروف بـ ''خط الساحل'' أمام مدخل مخطط ولي العهد.
وتعد قهوة الجبل ''مقهى'' قديماً أقيم في هذا المكان منذ أكثر من 40 عاماً، إلا أنها باقية في موقعها حتى اليوم، وكل من يرتاد الطريق يعرفها، فهي مشهورة على اعتبار أنها ملتقى للمسافرين ويعطى فيها مواعيد الانتظار للذاهبين إلى الشعيبة، وسميت بهذا الاسم، لأنها تقع بقرب جبل صغير يكاد يكون الجبل الوحيد حولها، كما اشتهرت بذلك وبقي الاسم إلى اليوم راسخا في الأذهان.
وتبعد ''قهوة الجبل'' عن مكة المكرمة ما يقارب 22 كيلو مترا، وعن جدة 65 كيلو مترا تقريبا، وعن كوبري الشميسي سبعة كيلو مترات، وعن ميقات وادي محرم ''يلملم'' ميقات أهل اليمن 78 كيلو مترا، وعن الشعيبة 40 كيلو مترا.
ويسلك هذا الطريق المسافر إلى بحر الشعيبة والليث وديار أهل القبائل الساكنين في طريق الليث من قبائل دعد وبني فهم والجحادلة والعبادلة وغيرهم، وكذلك المسافرون إلى القنفذة وجيزان، والمسافر براً إلى اليمن.
وقد كان الطريق ملتقى لعدة طرق قادمة وذاهبة من جدة وإليها عن طريق خط الخواجات أو القادم من مكة أو من الجنوب عبر طريق الليث ''خط الساحل''.
وتعد المقهى محطة مهمة لها مذاق خاص عند أهالي الجنوب تحديداً، كما أن لها ذكريات خاصة لكل مرتادي خط الساحل القديم، ولها أهمية كبرى قبل وجود خط الساحل الجديد.
وعلى الرغم من أن أكثر المسافرين يحبذون الخط الجديد، إلا أن البعض من مرتادي خط الجنوب القديم يفضلون الوقوف بـ ''قهوة الجبل''، والتزود بالوقود والتموين من أسواقها المختلفة، ومن اللافت أن الطريق الجديد الرابط بين جدة والليث مباشرة قضى على كثير من كلاسيكية هذه المحطة المهمة، وعلى الصورة النمطية التي ترسخت لهذه القهوة في أذهان الكثير من المسافرين، إلا أن كبار السن منهم لا يزالون يتذكرون كيف كانت ''قهوة الجبل'' أولى المحطات التي لا بد من الوقوف بها، وكيف كان الجبل يجمع الكثير في ساعات الليل بسفوحه وصخوره.