حجاج الداخل والخليج أول الواصلين إلى طيبة .. سكينة وهدوء
قالت مصادر عاملة في نقاط استقبال الحجاج على مدخل المدينة المنورة، إن طلائع الحجاج القادمين للمنطقة تتضمن الحجاج السعوديين والمقيمين من الداخل، يليهم حجاج دول مجلس التعاون الخليجي، مدللة على كلامها بلوحات الحافلات التي تقل الحجاج، إذ أبرزها من الداخل أو من دول الجوار الخليجية. في الوقت الذي توقع فيه عاملون في قطاع الحج والعمرة في المنطقة وصول أكثر من 600 ألف حاج لزيارة المدينة المنورة.
وتتواصل أفواج الحجيج في القدوم لطيبة لليوم الثاني على التوالي، حيث شهد أمس وصول الحجاج وسط أجواء معتدلة، في حركة معتادة بعد كل حج أمام مركز جوازات الهجرة على بعد نحو 21 كيلومترا من المدينة المنورة، حيث تمر السيارات بكل انسيابية، غير أن منظر القوافل المؤدية للحج والقادمة للمدينة وهي تتراص أمام مركز الاستقبال المعد لضيافة الحجاج يبدو مثيرا للاهتمام.
#2#
وجالت ''الاقتصادية'' على أبرز نقاط الاستقبال للحجاج العائدين من الحج بدءا بمركز الهجرة جنوب المدينة المنورة الذي يمثل النقطة الأخيرة في طريق مكة ــــ المدينة، أو طريق الهجرة كما يسميه رواد الطريق، لترصد تنقل السيارات الكبيرة والصغيرة على حد سواء بحركة تميزها السكينة والهدوء من مركز استقبال الجوازات إلى مركز الضيافة التالي مباشرة لمركز الجوازات، الذي يمثل استراحة للمسافرين الذين يستعدون لرؤية المدينة المنورة للمرة الأولى، إلا أن بعض تلك العربات يمر دون الوقوف استعجالا للدخول إلى المدينة التي تهفو لها نفوس ركاب هذه السيارات، لقضاء لحظات إيمانية لا تنسى في مسجدها وبجوار أشرف خلق الله.
الاستقبال الرسمي: انسيابية حركة ونقاط تفتيش كل 50 كيلا
لاحظت عدسة ''الاقتصادية'' انسيابية لافتة في حركة الحجيج، وارتياحا ظاهرا من وجوه السائقين، وكذا العسكريين في التدفق الهادئ للحركة.
ويقول بعض أفراد الأمن الموجودين في نقطة الهجرة للتفتيش، إن الساعتين اللتين سبقتا صلاة الجمعة أمس الأول، شهدتا تدفقا هائلا من الزوار للحاق بالصلاة، إلا أن الوضع بعد الصلاة مال إلى الهدوء الشديد.
وزاد من انسيابية الحركة لدى الوفود العائدة الخطط الأمنية التي انتهجتها الجهات المسؤولة في المدينة المنورة، إذ أنشأت أكثر من نقطة تفتيش في الطريق من مكة إلى المدينة، البالغ نحو 450 كيلومترا، بمعدل نقطة كل 50 كيلا ما جعل السائقين في حالة انتباه دائمة وأسهم كذلك في تخفيف العبء عن المراكز الدائمة كمركز الهجرة.
ويشير رقيب الموقع إلى سبب آخر أسهم في التدفق الهادئ للحجاج العائدين، وهو أن هذه الفترة الممتدة ليومين خصصت لحجاج الداخل وحجاج دول مجلس التعاون، لذا لا ترى في هذه اللحظة سوى الحملات الداخلية، أما حجاج الخارج فهم قادمون في الأيام المقبلة بصورة ربما أكبر من حجاج الداخل.
الاستقبال الأول لزوار المدينة .. ضيافة شعبية
بعد أن تمر الحافلات بركابها من الاستقبال الرسمي الذي تزينه ابتسامات العسكريين، يتوجه بعضها مباشرة إلى حيث استقبال من نوع آخر على بعد عشرات الأمتار فقط، إذ يوجد مركز متكامل للضيافة سمي بـ (الضيافة الشعبية) وهو متكامل بالخدمات إلى جانب الاستقبال بالتمر المديني المتنوع والقهوة والشاي.
ويقول مواطن كويتي قدم للتو من فريضة الحج، إن الموقع ''يعيد التذكير بالقيم العربية الأصيلة مع هذا الاستقبال الذي لا تتداول فيه لغة العملات، وإنما هو مجرد من المصالح الاقتصادية ويتجه فقط إلى القلوب ليعيد بناءها على الحب والاحترام المتبادل بين الإخوة العرب''، ويضيف عبد الله الصويتي: ''الوصول إلى المدينة المنورة فقط والبقاء فيها، يعد جائزة، فما بالك حين يضاف إلى ذلك الأخلاق الكريمة لأهلها وأبنائها''..
كما يوجد في الحملات الخليجية التي تزين مراكز الاستقبال للحجيج، إخوة عرب من دول أخرى كمصر والسودان والعراق كلهم يشيرون إلى هذه المعاني السامية في الضيافة العربية الأصيلة، ممتدحين التنظيم الرائع للحج والإشارات الجميلة للاستقبال التي يستقبلونها من الرسميين وأبناء الشعب السعودي.
بعض الحجاج بدا متعبا ومرهقا من أداء الحج، إذ تشير عيونهم الناعسة وهم جلوس في ظل الحافلة إلى الرغبة في النوم، لكن أمارات الرضا بادية على وجوههم من تأدية النسك، وكذا من المشهد الكامل للحج، إذ تتفق الآراء على أن حج هذا العام يبدو قياسيا بالإنجاز الذي تحقق على كافة صعد التنظيم في النقل والإعاشة، وكذا الأعداد القليلة نسبيا عن الأعوام الماضية.
المدينة: تأهب لاستقبال زوار «طيبة»
ويمثل تحرك الحجيج باتجاه المدينة المنورة واستقبالهم في مركز الهجرة على طريق مكة، بدء ما يعرف بالموسم الثاني عند أهل المدينة، إذ يعد الموسم الأول هو موسم استقبال الحجاج من كافة الأقطار في المدينة المنورة قبل أن يؤدوا فريضة الحج في مكة، في حين يبدأ الموسم الثاني مع استقبال طلائع الحجاج المؤدين للفريضة من مكة قبل أن يعودوا إلى بلدانهم في كافة أرجاء المعمورة.
ويتميز الموسم الثاني عن الأول بازدهار الحركة الاقتصادية ونشاطها خصوصا في مجال بيع الهدايا والتذكارات، في حين ينشط الموسم الأول في المواد الاستهلاكية والإحرامات وكتب التوعية الدينية.
ويستمر الموسم الثاني في المدينة المنورة وصولا إلى منتصف المحرم، حيث تفرض السلطات السعودية على كل القادمين بتأشيرة حج مغادرة البلاد كي يتسنى للسلطات الاستعداد مجددا لبدء موسم جديد للعمرة ثم الحج.