حجاج يخلطون بين مسجد بلال التاريخي وآخر في سوق تجاري
يخلط كثير من الحجاج والمعتمرين لدى زيارتهم المدينة المنورة بين مسجد بلال بن رباح التاريخي ومسجد سوق بلال المقام في أحد أسواق المنطقة التجارية، حيث عمد مالك السوق إلى تسميته بذلك الاسم تيمناً بالمسجد التاريخي الذي أزيل منذ أكثر من 50 عاماً، وفقاً لباحثين تاريخيين.
والتقت «الاقتصادية» بعدد من الحجاج وهم خارجون من مسجد سوق بلال، بعد أن أدوا الصلاة فيه، لتؤكد أم محمود "حاجة مصرية" أنها حرصت على أداء الصلوات في المساجد التاريخية في المدينة المنورة، إضافة إلى زيارة الروضة الشريفة والصلاة في المسجد النبوي، وقالت إنها تحج للمرة الثانية، كما أنها تحرص على زيارة مسجد بلال بن رباح التاريخي وتصلي فيه.
وأوضحت أم محمود أن مرشد الحملة قد أكد لهم أن هذا المسجد هو المسجد التاريخي، مبدية دهشتها بعد أن علمت أن مسجد بلال بن رباح التاريخي تمت إزالته منذ نصف قرن تقريبا ضمن عمليات التوسعة التي شهدتها المنطقة، مشيرة إلى أنها ستحاول تصحيح معلومة المرشد لكل مرافقيها في الحملة بمن فيهم المرشد الديني.
وقال الحاج هيثم خالد: إن معلوماته تؤكد أن مسجد بلال في السوق التجارية هو المسجد الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه تم تطويره بإنشاء أسواق تجارية أسفله، وأصبح مقصداً للزوار والحجاج، خاصة الحملات التي تقيم في الفنادق والوحدات السكنية المحيطة بالمسجد النبوي، مشيراً إلى أنه التقط الصور التذكارية للمسجد ليشاهدها أهله في بلده.
وتفاجأ أحد الزوار بأن المسجد ليس مسجد بلال التاريخي، متسائلاً عن موقعه الحالي ليذهب له قبل أن يعلم من «الاقتصادية» أن مسجد بلال بن رباح الذي يقصده أزيل تماماً.
وأشار محمد السناني إلى أن بعض قائدي سيارات الأجرة والكدادة أيضاً ممن يجهلون معلومات تاريخية عن المواقع التاريخية ساهموا في ترسيخ المعلومات المغلوطة لدى بعض الزوار الذين يقصدون المواقع التاريخية الإسلامية للزيارة والصلاة في مساجدها، ما يوقعهم في الخلط بالمعلومات، وقصد مسجد السوق التجارية على أنه مسجد بلال بن رباح التاريخي.
فيما قال لـ «الاقتصادية» الدكتور محمد أنور البكري الباحث وأستاذ السيرة النبوية بجامعة طيبة: إن مسجد سوق بلال الموجود حالياً قام ببنائه حسين أبو العلا بعد إزالة مسجد بلال بن رباح التاريخي، مشيراً إلى أن مسجدي بلال بن رباح التاريخيين أزيلا منذ عدة عقود، حيث كان يقع أحدهما في "القشلة" موقع الإمارة حالياً، والذي يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه صلاة العيد أول سنة هاجر فيها إلى المدينة المنورة، والمسجد الآخر كان في موقع البريد الممتاز بالجزء الجنوبي الغربي، ويقال إن النبي صلى به صلاة العيد في السنة الثامنة.
وأكد الدكتور البكري أن مسجد سوق بلال الحالي أصبح مشهورا ومعروفا، ويصلي فيه عدد من الحجاج والزوّار، ويمتلئ أحياناً بالمصلين في صلاة الجمعة بالزوّار والحجاج الساكنين بقربان والعوالي، وقال: إن المسجد التاريخي أزيل منذ أكثر من 50 عاماً، والمسجد الموجود في سوق بلال حالياً أطلق عليه حسين أبو العلا هذا الاسم تيمناً بالمسجد الذي أزيل.