الجمعة, 30 مايو 2025 | 2 ذو الحِجّةِ 1446


ما هو أهم من التشكيل الجديد

مهما بلغت نسبة التغيير الكبيرة في التشكيل الجديد للاتحادات الرياضية التي أعلنت أمس الأول فهذا الأمر لا يشكل أهمية قصوى قياساً بأمور أخرى مؤثرة في عملية هيكلة اتحادات رياضية مطالبة بتحقيق نتائج إيجابية في دورة الألعاب الآسيوية 2014 في كوريا الجنوبية، ودورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو، وهي فترة زمنية قصيرة تقلصت إلى ثلاث سنوات بدلاً من أربع.
هذه المدة الزمنية القصيرة تقودنا إلى سؤال في غاية الأهمية وهو كيف سيستطيع هؤلاء الرؤساء والأعضاء الجدد المواءمة بين التخطيط وتوزيع المهام والاجتماعات والمشاركات القوية التي تنتظر اتحاداتهم؟
الإجابة عن هذا السؤال ستذهب إلى ما هو أهم من التشكيل الجديد الذي لا يبدو بالتأكيد عند هؤلاء الرؤساء الجديد وحدهم مهما بلغت كفاءتهم وخبرتهم في اتحاداتهم الرياضية، وإنما يبدو جلياً في استراتيجية اللجنة الأولمبية الجديدة التي أظن أنها تعي بوضوح تام فشل تجربة الصقر الأولمبي طيلة السنوات الماضية والنتائج التي لا تليق بمشاركة اتحاداتنا الرياضية، ولن تليق بها في قادم الأيام إذا بقيت الرؤية على ما هي عليه!
الاستراتيجية الجديدة التي يجب أن تنطلق منها اللجنة الأولمبية السعودية لا يمكن أن تكون كسابقتها دون فكر واقعي أو مال، وتقود في النهاية إلى حصد ميدالية واحدة كنتاج غير مثمر لتمثيل كل الاتحادات الرياضية، بل يجب أن تكون مبنية على استراتيجية الفكر الذي يعتمد بشكل مباشر ورئيس على المال ولا شيء غير المال، ثم تتلوه المرحلة الأهم التي تبدأ في عملية الرقابة والمحاسبة والتقييم الدقيق لجميع الاتحادات التي عملت أو لم تعمل!
إن صناعة النجم الأولمبي ليست بوضع (أيقونة المشاركات المستقبلية) كما هي على موقع اللجنة الأولمبية العربية السعودية، ولا يمكن أن تنجح بمجهودات عشوائية أو تشكيل لجان جديدة تترك في الساحة مكتوفة الأيدي، بل لا بد من برامج واستراتيجيات واضحة المعالم تخطط للمستقبل بكل واقعية وذكاء، ويوفر لها الدعم المادي الذي يتناسب مع صناعة النجوم المكلفة.
في سياق الاستراتيجية المستقبلية لفت نظري موقع اللجنة الأولمبية القطرية الذي رسم استراتيجية طويلة المدى من عام 2007 إلى 2022، وما لفت نظري أكثر البرنامج الأولمبي المدرسي الذي يهتم بصناعة النجم الأولمبي من المدارس وتنمية موهبته وبدعم قوي من الشركات والمؤسسات.
المشكلة الحقيقية أن مثل هذه الأفكار التي يمكن أن تصنع نجوماً أولمبيين ما زالت غائبة عنا، أما الاستراتيجية والخطط والبرامج المرسومة بعناية فلم أجد لها ذكراً على موقع اللجنة الأولمبية السعودية، وبين غياب الفكر والاستراتيجية والدعم كان الله في عون الاتحادات الجديدة التي تستهل أعمالها!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي