في اليمن .. الأبرياء يخشون هجمات أمريكا بقدر ما يخشون «القاعدة»
طالبت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة بالصراحة بخصوص مبرراتها لهجمات الطائرات دون طيار في باكستان، حيث كشفت هذه المجموعة المدافعة عن حقوق الإنسان، تفاصيل جديدة عن القتلى من المدنيين نتيجة هذه السياسة.
وقالت المنظمة إنها لم تستطع العثور على ''مبرر لعمليات القتل المذكورة''، بما في ذلك وفاة جدة يبلغ عمرها 68 عاماً. نشر هذا التقرير قبل يوم واحد فقط من اجتماع في البيت الأبيض بين رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومن الممكن أن يكون قد أسهم في رسم سير المباحثات، كما قال مسؤول باكستاني كبير.
مصطفى قدري، الباحث الذي أعد التقرير في المنظمة قال: ''يتعرّض للقتل أناس من الواضح أنهم لا يشكلون تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، ولا يقاتلون الولايات المتحدة. على الولايات المتحدة أن توضح موقفها بصراحة علناً وتعطي المبررات لعمليات القتل المذكورة''.
وفي تقرير موازٍ نشرته منظمة هيومان رايتس واتش، أورد تفاصيل عدد كبير من المدنيين الذين لقوا مصرعهم نتيجة ست ضربات صاروخية أمريكية في اليمن، ومعظمها كانت عن طريق الطائرات الذاتية (الدرونات).
وقالت المنظمة إن 82 شخصاً لقوا مصرعهم نتيحة لضربات صاروخية، منهم 57 مدنياً، خلال الفترة من 2009 إلى 2013. وفي إحدى الضربات في 2012 على إحدى المركبات، قتل 12 مسافراً كان من بينهم ثلاثة أطفال وامرأة حامل.
وقالت ليتا تايلور، وهي باحثة في هيومان رايتس واتش، إن التعريف الأمريكي للشخص المقاتل كان ''مرناً'' وأن ضربات الطائرات الذاتية، جعلت الناس في اليمن ''يخشون الولايات المتحدة بقدر ما يخشون القاعدة''.
وأوردت منظمة العفو الدولية حالات منفصلة من الجدة مامانا بيبي، التي قيل إنها توفيت في 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2012 في شمال وزيرستان، و18 عاملاً فقيراً، على أنه دليل على سقوط ضحايا أبرياء لهجمات الطائرات. وقال قدري: ''في البداية صُعِقنا فعلاً، خصوصاً في حالة الجدة. قلنا في البداية إن هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، فلا بد أن يكون هناك أمر آخر بهذا الخصوص''.
وأضاف: ''هناك تهديدات حقيقية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وربما تكون ضربات الطائرات قانونية في بعض الظروف. لكن من الصعب أن نصدق أن مجموعة من العمال، أو امرأة عجوز محاطة بأحفادها، كانوا يشكلون تهديداً لأي شخص، ناهيك عن تشكيل خطر مباشر على الولايات المتحدة''.
يتعرض نواز شريف للضغط من المتشددين، بمن فيهم هيئات إسلامية وقومية، والذين يطالبون بوضع نهاية لجميع أشكال التعاون مع الولايات المتحدة، إلى حين إيقاف هجمات الطائرات الذاتية – والمستمرة منذ نحو عشر سنوات. وقد عارضت حكومته علناً استخدام هذه الطائرات، التي أشعل استخدامها احتجاجات واسعة.
وفقاً لمكتب التحقيقات الصحفية، ومقره لندن، نفذت الولايات المتحدة 376 هجوماً بطائرات الدرون في باكستان منذ 2004، ما أدى إلى وفاة ما بين 2500 إلى 3600 شخص. وقالت تقارير في الصحف الباكستانية إن نحو ثلث الذين لقوا مصرعهم كانوا من المدنيين.
يأتي التقرير الجديد بعد أن طالبت الأمم المتحدة الحكومة الأمريكية بنشر أرقامها الخاصة، حول الإصابات المدنية الناتجة عن هذه الطائرات.
كذلك أشار بين إيمرسون، المراقب الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، أن كثيراً من ضربات الدرونات الأمريكية، يمكن أن تشكل خرقاً للقانون الدولي.
بدأ استخدام هذه الطائرات لاستهداف أهداف إرهابية مزعومة من قبل إدارة الرئيس جورج بوش، لكنه توسع بصورة كبيرة في إدارة أوباما. في أيار (مايو) أعلن عن قيود جديدة على استخدامها، (لكنها لم تر النور، بعد).