ناشط إعلامي سوري ينعي نفسه على «الفيسبوك»
نحن خرجنا من أجل قول كلمة الحق. أعلم علم اليقين أن الحق واضح وضوح الشمس، وأعترف بأنني عاجز الآن عن الصدح بكلمة الحق، ولكن كونوا على يقين بأنني لن أتأخر في فضح المستبد وفي فضح المتنكر في قناع الرجل الصالح. وقد أكون يوما ضحية منسيةً لجرائم هذا العدو الذي لن يتردد في قمع كل من يقول الحق". بهذه الكلمات التي كتبها النشاط الإعلامي السوري محمد سعيد على صفحته الشخصية في "الفيسبوك" يكون قد سجل اسمه ضمن قائمة تضم 70 ناشطا إعلاميا سوريا لقوا حتفهم منذ بداية الثورة ضد نظام الأسد.
ونعى سعيد نفسه حين أكد أنه قد يكون شخصية لجرائم هذا العدو الخفي الذي رفض هو الإفصاح عن اسمه، قبل أن يتم اغتياله على يد مجهولين في حلب منتصف الأسبوع الماضي.
وسعيد غطى أحداث الثورة السورية في مدينة حلب، وعمل كمراسل ميداني لقناة العربية في المحافظة قبل أن يعلن على صفحته على موقع "فيسبوك" في أواخر سبتمبر الماضي أنه لم يعد يعمل لديها.
وقال المرصد السوري في بريد إلكتروني نشرته وكالة الأنباء الفرنسية "اغتال مسلحون مجهولون الناشط الإعلامي محمد سعيد بإطلاق النار عليه من قناصة (...) ما أدى إلى استشهاده".
وأورد مركز حلب الإعلامي على صفحته على موقع "الفيسبوك" أن المسلحين الذين أطلقوا الرصاص مستهدفين محمد سعيد، كانوا في سيارة واستخدموا سلاحا كاتما للصوت لاغتياله وهو في منطقة حريتان في حلب.
ونعى مئات الناشطين زميلهم وكتب أحدهم: "لم يعد بإمكان محمد سعيد أن يرسل الأخبار، لأنه أصبح مثل مئات الألوف الذين قتلوا منذ بداية الثورة، خبرا في وسائل الإعلام". فيما تساءل آخر: اليوم استشهد محمد سعيد برصاص غادر وهو عند الحلاق في منطقة محررة هي حريتان في ريف حلب. من قتله؟!
وفي بلاد تعاني شحا رهيبا في المعلومات يتخذ الناشطون السوريون من مواقع التواصل الاجتماعي منبرا لهم وكتب سعيد أيضا بعد معركة أعزاز في شمال سورية بين الدولة الإسلامية في العراق والشام والجيش السوري الحر "سألتزم منزلي وأراقب وضع الثورة عن كثب. من المعلوم لدى الجميع أنني خرجت ضد النظام منذ بداية الثورة ولا أخاف في الله لومة لائم. معظم المقاتلين ضد النظام من داعش أصدقاء لي وهناك بعض منهم من أبناء قريتي وأقربائي، ومن الطرف الآخر الجيش الحر هم أخي وابن عمي وصديقي".
وتابع "أتمنى أن أكون قد بلغت الرسالة. وعندما تهدأ الأمور بين الطرفين سأكون المراسل الميداني والإنساني لنقل الواقع كما يجب". لكن القدر كان أسبق إلى سعيد وإلى كثيرين غيره من الباحثين عن الحرية.
وبحسب أرقام منظمة "مراسلين بلا حدود" التي تتخذ من باريس مقرا، لقي 25 صحافيا أجنبيا و70 ناشطا إعلاميا سورياً حتفهم منذ اندلاع النزاع في سورية في منتصف مارس 2011.