استثناء «العمل» أنقذ 170 جمعية خيرية لتحفيظ القرآن

استثناء «العمل» أنقذ 170 جمعية خيرية لتحفيظ القرآن

أكد الشيخ عبد الرحمن الهذلول نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أن قرار وزارة العمل الذي اتخذته أمس باستثناء عمل الوافدين في حلقات تحفيظ القرآن الكريم بنظام الدوام الجزئي، أنقذ 31 جمعية تحفيظ للقرآن الكريم في الرياض يدرس فيها 150 ألف طالب وطالبة ويدرسهم قرابة ستة آلاف معلم ومعلمة.
وقال الهذلول لـ"الاقتصادية" إن القرار شمل أيضا 170 جمعية تحفيظ للقرآن الكريم في جميع مناطق السعودية، مشيراً في ذات الإطار إلى أن الجمعية تتعاقد مع معلمي التحفيظ على ثلاث فئات، إما أن يكونوا سعوديين، أو يكونوا مقيمين على كفالة الجمعيات، ونوع ثالث تختارهم الجمعية من المدارس الأهلية بشكل نظامي بعد اتفاقية خاصة مع مسؤولي المدارس.
وبين الهذلول إلى أن الجمعية ليس بمقدورها سعودة جميع الكوادر لديها، وتأتي استعانة الجمعيات بالمقيمين للتدريس لكون العمل وجيزا ويقتصر تدريس كل معلم على عدد محدد من الحصص، لافتا إلى أن الجمعية تسعى جاهدة لسعودة وظائف التدريس لديها عن طريق التحفيز بقدر المستطاع حيث إن نصف معلمي القرآن في الرياض سعوديون بنسبة 50 في المائة، مضيفاً: "لكن لم نصل حتى الآن لمرحلة السعودة المرضية في باقي المدن والمحافظات والقرى، ومع أن مكافآتنا زهيدة نظرا لقلة الدعم نجد الإقبال لدينا من الشباب جيدا ولا بأس به".
وعن مشكلة قلة الدعم، كشف الهذلول أن الجمعية تعمل حاليا على إيجاد مصادر مالية ثابتة لبناء خطط الجمعية عليها عن طريق برنامج واضح لتثبيت مصادر الدخل من خلال الاستثمار العقاري الذي هو آمن وسيلة للربح.
و أكد الهذلول أن الجمعيات تختبر جميع منسوبيها من المعلمين، إضافة إلى السؤال عن المعلم في مدرسته التي يفترض أنها قبلته بعد التوثق من فكره وسلامة منهجه، قائلاً: "نحن نعرف توجههم وفكرهم قبل أن يبدأوا في تدريس طلابنا عن طريق مقابلات شخصية، كما لدينا جهاز إشرافي ذو شقين، الأول يكون في إمام المسجد والشق الثاني عن طريق الجمعية، ويندر جدا أن نجد معلما لديه أفكار غريبة أو غير سليمة من شبهات أو شهوات".
وعن أبرز الجنسيات العربية التي تدرس الأطفال القرآن، أوضح الهذلول أن الجنسية المصرية هي الجنسية الأغلب التي تقوم بهذا الدور، نظرا لكثرتهم في مدارس التعليم الأهلي، إضافة إلى معلمين من الأردن وسورية، وتحرص عليهم الجمعيات كونهم أقرب إلى المعرفة وإيصال المعلومة.
وجاء قرار وزير العمل يوم أمس تيسيرا لحلقات تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية التي تعتمد على عدد كبير من العمالة الوافدة والمرافقين الذين يحفظون القرآن الكريم ويتسنى لهم تحفيظه وتدريسه للمواطنين وأبنائهم وأبناء جلدتهم من المقيمين في السعودية.
وتضمن قرار وزارة العمل تنظيمًا إجرائيا كاشتراط أن تكون إقامة الوافد معلم القرآن سارية المفعول، وألا يكون قد تم تسجيله كمتغيب عن العمل لدى صاحب العمل الذي تشترط أيضا موافقته الكتابية عن طريق طباعة إشعار من موقع أجير الإلكتروني، وإدخال البيانات المطلوبة للمنشأة المقدمة للخدمة لصاحب العمل الأصلي والجهة المستفيدة، الجمعيات الخيرية وما في حكمها سواء كانت مراكز أحياء، أو حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وفي خانة بداية تاريخ العقد يدخل التاريخ الحالي لعملية إصدار الإشعار، وتحديد أي مدة يراها صاحب العمل الأصلي لتكون المدة المسموح بها لعمل الوافد خلالها لدى الجهة المستفيدة مع ملاحظة أن العملية التعاقدية بين صاحب العمل الأصلي والجهة المستفيدة غير مطلوبة لإصدار الإشعار، ولا يترتب على ذلك أي التزامات قانونية بين الطرفين.
يذكر أن سوق العمل بدأ أمس باستقبال فرق التفتيش الخاصة بوزارة العمل والمسؤولة عن المنشآت للتأكد من التزامها بأنظمة العمل المعمول بها في السعودية.

الأكثر قراءة