أين لجنة الأخلاق؟
يوماً بعد يوم تزداد الاتهامات الخطيرة والدخول في الذمم في تصريحات وحوارات نقرأها أو نشاهدها من رؤساء أندية وإداريين وأعضاء شرف ولاعبين وأجهزة فنية وطبية، وبما يخدش نزاهة لعبة كرة القدم والقائمين عليها في الوسط الرياضي دون أن تجد هذه القضايا الشائكة أي اهتمام أو تحرك من الاتحاد السعودي؛ الجهة الرسمية المعنية بالتحقيق وإعلان النتائج، التي توضح الصورة الضبابية بين الأطراف المتنازعة، ليعلم الجميع من هو الصادق والكاذب؟ ومن المحسن والمسيء؟ ومن المتهم والبريء بدلاً من غض الطرف والتهرب من هذه الاتهامات الحساسة؟
لجنة الأخلاق وهي اللجنة المعنية بالقضايا الكبيرة كالرشوة والتزوير والتلاعب بالنتائج والفساد الرياضي والاتهامات الخطيرة مع الأسف ما زالت خارج الخدمة مؤقتاً مع اتحاد الجمعية العمومية الجديد الذي يفترض أن تكون من أولى أولوياته تأسيس هذه اللجنة المهمة لتحقيق النزاهة وحماية سمعة كرة القدم، بعد أن كانت لجنة الأخلاق واللعب النظيف (صورية) في عهد الاتحاد السابق!
قبل عام أتذكر أنني كتبت مقالاً بعنوان: "أيقظوا لجنة الأخلاق؟"، ويبدو أن الاتحاد السعودي المنتخب لم يستفد بعد من أخطاء الاتحاد السابق الذي كان يستند إلى باب ما جاء في حفظ القضايا وإسنادها إلى جهات مجهولة تزيد الوسط الرياضي غموضاً فوق غموض والتباساً لا يمكن أن تقضي معه على ما يدور في الساحة من أقاويل وشائعات واتهامات حتى وإن كانت تحت ذريعة "من وضع نفسه في مواطن التهم فلا يلومنَّ من أساء به الظن" وحسب!
في السنوات الماضية لم يتعامل الاتحاد السعودي مع كثير من الاتهامات بالشكل المطلوب، وتأخر كثيراً في البت فيها دون أي مبرر، وافتقد القدرة على إصدار قرارات جريئة تضع النقاط على الحروف فكان من الطبيعي أن توقظ هذه الاتهامات اتهامات أخرى أصبحت حديث وسائل الإعلام والتواصل، وباتت باباً واسعاً لمن يريد أن يصرح كما شاء، وأن يتهم متى ما أراد طالما أنه أمن العقاب والمحاسبة!
إن حماية النزاهة الرياضية والعمل على إشاعة الصور الإيجابية لروح التنافس الشريف هي قيم مطبقة على أرض الواقع من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وليت الاتحاد السعودي يستفيد من هيئات الاتحاد الدولي لكرة القدم القضائية التي تضم اللجنة التأديبية ولجنة الأخلاقيات ولجنة الاستئناف وما تقدمه من قرارات حاسمة وصارمة، وقبلها حزمة برامج توعوية بلغات متعددة تؤكد أهمية بقاء كرة القدم نظيفة بعيدة عن كل ما يشوهها ويسيء إليها ويخدش نزاهتها.
هذه القيم السامية التي تمثل الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ أعلى سلطة رياضية هي بالفعل رؤية ورسالة وتطبيق يأتي في الوقت المناسب بناء على لوائح الانضباط ونصوص الأخلاقيات الموجودة على موقع "فيفا" وهو الأهم، فهل لنا أن نحلم باتحاد (قوي) يحرص على تبني قيم كهذه (تمثله) بدلاً من أسلوب حفظ القضايا أو تجاهل الاتهامات الخطيرة التي تضر بسمعة كرة القدم السعودية وتفتح باب الجدل مشرعاً دون إغلاق؟!