كل «إكسبو» وأنتم بخير
لم يبق أحد في المنطقة ــــ لا سيما العربية والإسلامية ــــ لا يعرف خبر فوز دبي باستضافة فعاليات معرض ''إكسبو'' 2020، وقد غمرت الفرحة الجميع حتى الذين لا يعرفون من الموضوع سوى أن دبي جزء من بلد عربي وإسلامي. أما ''إكسبو''، فهو مجرد تسمية لم يسبق لهم أن تعرفوا إليها كحدث عالمي كبير على صعيد المعارض الدولية المرموقة، والحقيقة التي نود إبرازها، أنه ولكي يستطيع أي مكان استضافة مثل هذا المعرض فلا بد من شروط تؤهله لذلك، أسوة ببطولة كأس العالم، والعديد من المناسبات الدولية الكبيرة.
دبي وقائدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إمارة ورجل لا يعرف المستحيل، وما يميز دبي عن باقي الدول العربية مجتمعة أن هناك رؤية واضحة وعميقة للمستقبل، وخططاً استراتيجية مرسومة بدقة، ومؤشرات لقياس كل مرحلة وما يرافقها من عمل دائب متواصل.
ترى، هل يمكن الاعتقاد أن حكومة دبي قررت استضافة هذا الحدث العالمي والفوز به خلال شهر واحد؟ طبعاً لا، هناك رؤية في أن تكون هذه المدينة واحة يلتقي فيها الباحثون عن الاستقرار والحياة الكريمة بعيداً عن النزاعات السياسية والعنصرية والطائفية، ولهذا نجحت دبي، وأخفق الباقون.
إذن شكراً دبي، أصبحتِ مضرباً للمثل في مستوى الخدمات، فنقول فنادق دبي أجمل، شوارع دبي أفضل، وأكبر وأحسن، لأن أساس الرؤية أن تكون رقم واحد كما قال الشيخ محمد بن راشد، حيث إن الناس تتذكر دائماً الفائز بالمركز الأول ولا تعرف شيئاً عن الفائز بالمركز الثاني، لذا أحبت دبي وقائدها أن يكونا في المركز الأول دائماً.
ولأجل أن نكون في المركز الأول يحتاج الأمر إلى حكمة الكبار وعطاء الشباب، لهذا نرى دبي متألقة بشبابها وهم من يدفع عجلة التنمية مع الأجانب المتعايشين سوياً من جميع الجنسيات بكل رفاه وأمان وانسجام.
نعلم إن دبي ليست غنية بالثروات النفطية، ولكن لم يعجزها ذلك عن الإبداع في خلق الفرص الجديدة التي تحفز المستثمرين على العطاء والإضافة للدولة وشبابها، وهي مسيرة يمكن أن تكون مثالاً يقتدى به للراغبين في تحقيق الإنجازات الكبيرة.
ما هي الفوائد التي ستستفيدها دبي منذ اليوم إلى وقت المعرض؟ هناك العديد من الفوائد أولها حركة في سوق العقار في دبي الذي شهد الفترة الماضية ركودا نوعاً ما ''الفترة قبل الربيع العربي''، الاستثمار الأجنبي الذي سيضخ في الدولة، وهناك بعض قطاعات ستشهد فائدة مباشرة من هذا المعرض مثل التشييد والبناء، والسياحة، وتجارة التجزئة، والفنادق، والمطاعم.
ولن يتوقف الأمر هنا، بل سيرفع هذا المعرض من أداء الناتج المحلي من 1 إلى 2 في المائة، وستستمر المنفعة من هذا المعرض بتزويد السوق بالفرص والوظائف التي سيتيحها المعرض للجميع من التي تقدر بنحو أكثر من 277 ألف وظيفة جديدة بين العامين 2013 ـــ 20121، مع الإشارة إلى أنّ نسبة 40 في المائة منها ستكون في قطاعي السفر والسياحة حسب ما نشرته ميد والنفع متعدٍ، حيث سيشمل حتى الدول المجاورة.
ولكن نصيحة أخيرة لم يرغب في الاستثمار في دبي ألا يبالغ في قيمة الاستثمار أولاً، أو يستثمر في أمور لا تستحق قيمتها المدفوعة، أو يضارب على عدم، لنعود كما كنا في 2008.
في الختام أهنئ الشيخ محمد بن راشد على هذا الإنجاز الذي نفتخر به كلنا، ونفرح بفرح أهلنا أهل الإمارات، وندعوه سبحانه أن يمتعنا بالمزيد من إنجازات ابن راشد وأبناء زايد، وأبناء الأمة المبدعين، وأن يكون هناك المزيد من هذه القدوات الكبيرة في عالمنا العربي والإسلامي الكبير ـــ إن شاء الله ــــ، وكل ''إكسبو'' وأهل الإمارات ودبي بخير، والجميع بخير.