إذا شعرت بالإحباط

كثيراً ما يتحدث الأطباء والمتخصصون في علم النفس عن الإحباط الذي يصيب المرأة، ونادراً ما يلتفت أحد إلى الإحباط الذي يعانيه الرجل في الخفاء، ويخجل من الإعلان عنه اعتقاداً منه أن الاعتراف بما يعتريه من مشاعر إحباط ينال من رجولته.
ويحذر الأطباء النفسيون من أن تظاهر الرجل بأنه لا يعاني الإحباط أمر غير صحي، ولن يجديه طويلاً التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، ربما يؤدي به ذلك إلى نتائج سلبية.
أحدث الإحصائيات التي أجريت في أكثر من دولة أوروبية أظهرت أن نسبة إصابة الرجال بالإحباط ارتفعت في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً، كما أكدت تقارير صادرة عن وزارات الداخلية في دول أوروبية، أن متوسط نسبة انتحار الرجل فاق متوسط نسبة انتحار المرأة في هذه الدول، وتشير تقارير طبية أوروبية إلى أن الرجل الذي يعاني الإحباط يحاول دائماً الهروب من المحيط الذي يوجد فيه ومن ظروفه المعيشية بالاستغراق في العمل أو بالدخول في علاقات عاطفية رومانسية.
لكن عندما تنتهي أيام العمل وتأتي عطلة نهاية الأسبوع لا يجد الرجل المحبط ما يفعله، فيداهمه الإحباط على نحو أقوى وأشد، وعندما يواجه الرجل المحبط بفشل علاقاته العاطفية الرومانسية وبالمشكلات العديدة التي داهمته من جرائها، تتحول مشاعر الإحباط بداخله إلى ما يشبه المرض الذي يستعصي على العلاج خاصة في وجود زوجة وأولاد يرى على وجوههم وملامحهم ردود أفعاله، الشيء الذي يضاعف مشكلته ويفاقمها.
وأوضحت بعض التقارير أن هناك رجالاً محبطين حاولوا البحث عن علاج لمشاعر الإحباط التي تجعلهم يستشعرون أن الحياة غير جديرة بأن تعاش، وذلك من خلال تناول المشروبات الكحولية أو إدمان المخدرات، وهناك من الرجال المحبطين من ينعزل عن الحياة الاجتماعية مفضلاً البقاء وحيداً طوال الوقت.
لكن من المجدي أكثر أن يلجأ الرجل الذي يعاني الإحباط إلى الأطباء النفسيين المتخصصين؛ لأن مجرد الحديث عن المشكلة إلى الطبيب يأتي بنتائج إيجابية، وفي غالب الأحيان لا ينصح الطبيب النفسي الرجل المحبط بتناول المهدئات إلا في حالات نادرة جداً، وذلك للآثار الجانبية التي تصيب من يتناولونها مثل عدم انتظام النوم والشعور بالقلق الدائم، فضلاً عن الآلام في المعدة التي تتسبب فيها هذه المهدئات.
يتعين على الرجل الذي يعاني الإحباط قبل ذهابه إلى الطبيب المعالج أن يعترف بأنه يعاني الإحباط، وإذا كانت كلمة إحباط لها تأثير سلبي عليه فيمكن أن يستبدلها بكلمة أخرى، وهي عدم قدرته على الاستمتاع بالحياة، ويجب على الذي يعاني الإحباط ألا يعتقد أن اعترافه بمعاناته تلك تقلل من رجولته؛ لأن الرجل أولاً وأخيراً إنسان يشعر ويفرح ويحزن؛ لذلك عليه ألا يتظاهر بعكس ما يشعر فإن الجيث عما يعانيه نوع من التفريج عن الأزمة .. كذلك قد يجد من يساعده على الخروج من مشاعره السلبية.
همس الكلام:
''مشكلة هذا العالم: الجاهل واثق والمتعلم تملؤه الشكوك''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي