الجمعة, 16 مايو 2025 | 18 ذو القَعْدةِ 1446


هل فشل سامي؟

لا أستغرب طرح مثل هذا السؤال على ناقد أو محلل في نهاية الموسم الرياضي بعد ختام جميع المسابقات الكروية، إذا كنا نريد بالفعل إجابة شافية تتعمق في تحليل منصف لسامي الجابر ومسيرته التدريبية مع نادي الهلال، لكن أن يكفينا معاشر النقاد في الأسابيع الماضية عبء الإجابة عنه بآراء قيَّمت مسيرة سامي مع الأزرق واختزلتها فقط في 11 جولة من الدوري فإن ذلك من شأنه أن يكون عامل ضغط على إدارات أندية أصبحت تتأثر بشكل كبير بانتقادات وسائل الإعلام والجماهير، وربما تبني قراراتها المصيرية والمؤثرة على آراء كهذه!
المشكلة الحقيقية أن ذلك الناقد أو المحلل لا يزال يجزم بين حين وآخر أنه لا يمكن أن يطلق الأحكام جزافاً، بل يسير على مبدأ منح الفرصة تلو الأخرى وتطبيق منهج النقد المتأني على أرض الواقع، وإذا به في هذا التوقيت المبكر جداً بعد دوري لم ينته دوره الأول بعد، يفاجئ الجميع بآرائه النقدية في عموده الأسبوعي وبرنامجه اليومي ومساحته على مواقع التواصل، ليؤكد على مسامعنا بشكل مباشر أو غير مباشر أن سامي الجابر فاشل، وليس ذلك فحسب، بل عليه أن يقدم استقالته فوراً.
إذا كنتُ بالفعل أرمي إلى إجابة تقطع قول كل ناقد من هذه الفئة فبالطبع لا بد أن يدرك كل من تتوقع الإجابة منه وأولهم سامي أن هناك قائمة لا تنتهي من الرموز الكبيرة في عالم التدريب قدمت إلى أنديتنا ومنتخباتنا، وسلمت تاريخها التدريبي وسيرتها الحافلة لرحمة وسط رياضي لا يمكن أن يرحم لاعباً أو يقدر رئيساً أو يتقبل أي تبرير من أي إداري كان بعد خسارة مباراة، فكيف به الآن وهو يمنح الفرصة لمدرب وطني لا توجد في مسيرته التدريبية مباراة رسمية واحدة؟.
هذه الثقافة السلبية التي تأصلت في وسطنا الرياضي هي بالتأكيد أصبحت مقدمة وعنواناً لفشل كبير لأي رياضي كروي يمكن أن يرضى بهذا الأمر الواقع أو يستسلم لتأثيراته قبل أن يبدأ، وهنا تقع على عاتق المنظومة الرياضية في الأندية مهمة صعبة جداً تتعلق بضرورة تغيير هذا الواقع النفسي الصعب وتلك النظرة السوداوية التي باتت تصدر حكماً جائراً عليك بدأت أم لم تبدأ!
لقد وقع مانشستر يونايتد عقداً طويل الأجل لمدة ست سنوات مع المدرب ديفيد مويس بهدف بناء فريق للمستقبل وتجنب آراء يمكن أن تحكم على مسيرته بعد سنتين أو ثلاث، بينما بدأ نقاد ومحللون وإعلاميون في إصدار الأحكام ومناقشة بديل سامي الجابر بعد أربعة أشهر من انطلاق الدوري!
بين مويس وسامي ما زلت مقتنعاً بأن هناك ثقافة إيجابية مفقودة في وسطنا الرياضي، ونحتاج إلى سنوات وسنوات لنتعلم ماهية هذه الثقافة التي تمنحك حق النقد بعد أن تتصور العمل الاحترافي من جميع أبعاده، والحكم على الشيء - كما قيل- فرع عن تصوره (بالكامل) لا بعد 11 جولة فقط كما يحدث مع سامي!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي