«جوجل»: فجوة واسعة بين المحتوى العربي على الإنترنت وعدد المستخدمين
كشفت شركة جوجل أن هناك فجوة واسعة بين المحتوى العربي على الإنترنت وعدد المتحدثين باللغة العربية من مستخدمي الشبكة العالمية، وقال فائق عويس مدير الخدمات اللغوية والتعريب في شركة جوجل إن المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 3% وهي نسبة ضئيلة جدا بالقياس لعدد المستخدمين الذين يستفيدون من اللغة العربية على الإنترنت والذين يصل عددهم إلى 140 مليون مستخدم.
وتعد اللغة العربية أسرع لغات العالم انتشارًا على الإنترنت، وزاد المحتوى العربي منذ مطلع الألفية وحتى الآن بنسبة 2500% وهو رقم هائل جدا لكنه ما زال لا يتناسب مع حجم المستخدمين الذين يتوقع أن يتضاعف عددهم في غضون عامين.
وتقبع اللغة العربية في المركز الثامن بين اللغات العالمية في كمية المحتوى متأخرة عن لغات لا يتجاوز عدد المتحدثين بها دولة واحدة مثل اللغة اليابانية التي حلت رابعة، وبعد كل من اللغة الألمانية والبرتغالية، فيما انفردت اللغة الإنجليزية بالصدارة تليها كل من الصينية والإسبانية.
وفي تصريحات لمدير التعريب في الشركة الأمريكية العملاقة أدلى بها لإذاعة الأمم المتحدة قبيل استعدادات المنظمة العالمية للاحتفال بيوم اللغة العربية والذي يوافق الـ 18 من ديسمبرالجاري، أكد من خلالها أن شركته تساهم في زيادة المحتوى لكنها تطلب المزيد من المستخدمين العرب.
وقال عويس إن انخفاض المحتوى العربي يؤثر بشكل مباشر في الحياة اليومية للإنسان العربي حيث تمثل الإنترنت الآن رافدا أساسيا للمعلومات في جميع مجالاتها ناهيك عن استخداماتها الترفيهية وكذلك اعتبارها كمصدر لتلقي الأخبار، وأضاف أن جوجل تعمل على تشجيع الهيئات والجامعات على دعم هذا المحتوى وإيجاد محتوى عربي أصلي بالدرجة الأولى قبل اللجوء إلى استخدام وسائل الترجمة من اللغات الأخرى.
واعتبر عويس أن ''جوجل'' ساهمت بشكل كبير بخلق محتوى عربي كبير، تمثل في توفير جميع منتجاتها باللغة العربية مثل بريد الجيميل والواجهة العربية لليوتيوب وحتى نظام ''أندرويد'' لتشغيل الهواتف الذكية، وكذلك متصفح كروم وصولا لتعربيها لخرائط ''جوجل''، معتبرا أن المنتجات العربية للشركة ذات جودة عالية.
#2#
ورفض عويس اعتبار الترجمة الحرفية للمصطلحات هي الفكرة التي يقوم عليها زيادة المحتوى معتبرا أن مصطلحات مثل ''تويتة'' أو ''شير'' أو ''فيديو'' كلمات ذات طابع عالمي وإن كانت باللغة الإنجليزية فالمسألة في نظره ليست في تعريب الألفاظ، وأضاف: لا عيب في تبني مثل هذه المصطلحات، فتعريب الكلمات لا ينجح في الانتشار في كل الأحيان، إما لصعوبتها، أو لعدم تقبلها من الجمهور البسيط، ضاربا مثلا بمصطلح الإنترنت الذي استمر كما هو بجميع اللغات ولم يفلح مصطلح مثل ''الشنكبوية'' أن يلغيه.
وقال إن زيادة المحتوى تعني رفع المزيد من مقاطع الفيديو العربية، ووضع أرشيف المؤسسات العملاقة والمؤسسات البحثية على الإنترنت، والتغريد، والمراسلات، وإنشاء مزيد من صفحات الإنترنت العامة والشخصية.
وتحاول جوجل بالتعاون مع الأمم المتحدة إثراء المحتوى العربي عبر الحصول على بعض الأرشيفات الموجودة في المنظمة العالمية وتوفيرها للاستخدام العام عبر الإنترنت.
وأطلقت ''جوجل'' للعام الثاني على التوالي مبادرة تحمل اسم أيام العرب على الإنترنت، وأنشأت بالتعاون مع مؤسسات عربية موقعا خاصا لهذه المبادرة.
وبحسب الموقع، يهدف برنامج أيام الإنترنت العربي إلى سد الفجوة بين عدد متحدثي اللغة العربية وبين توافر المحتوى الرقمي باللغة العربية، ويسعى برنامج ''أيام الإنترنت العربي'' لإثراء المحتوى العربي الرقمي - عبر سلسلة من الأنشطة على مدار شهر كامل - إلى تحفيز المستخدم العربي على القيام بدور فعّال في زيادة المحتوى العربي على الإنترنت.
واستعان موقع المبادرة بالمشاهير للترويج لفكرته، حيث ظهر في مقاطع فيديو تدعو لدعم اللغة العربية كل من باسم يوسف مقدم برنامج ''البرنامج'' وعازف العود العراقي الشهير نصير شمة. كما تم إنشاء وسم خاص لمبادرة دعم المحتوى العربي حملت عنوان (بالعربي_أحلى) شارك فيه مغردون بأفكارهم الخاصة.
ويعيب المحتوى العربي للإنترنت وجود تكرار هائل في الصفحات والمعلومات حيث تعمد المنتديات الصفحات الشخصية على استخدام النسخ الحرفي دون تمحيص الأمر الذي يجعل الموضوع الواحد مكررا في آلاف الصفحات دون زيادة أو نقصان، كما أن المواضيع المتخصصة في الجوانب الصحية أو العلمية تكاد تكون غائبة، ونظرا لسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي التي استقطبت السواد الأكبر من المتصفحين أصبحت المواقع الشخصية والمدونات مهددة بخطر الزوال.
وبحسب المعلومات المؤكدة التي يوفرها الأرشيف العالمي للإنترنت فإن موقع شركة صخر الرائدة في عالم الحاسب العربي كان هو اللبنة الأولى في المحتوى العربي على الشبكة، ويوفر موقع ''أرشيف دوت'' كوم نسخة من شكل الموقع عام 1996 وهو يأتي متسقا مع طبيعة المبادرة التي كانت الشركة تنتهجها حيث كانت سباقة في إيجاد أول حاسب عربي مع نهاية عقد الثمانينات الميلادية قبل أن تتوارى في الظل تاركة لجوجل وغيرها الإمساك بزمام العرب ولغتهم.