«الصحة العالمية» لم توقف الدبلومات الصحية بل تطالب بتطوير تعليم التمريض
طالعت فى صحيفتكم الغراء الصادرة بتاريخ 25 المحرم 1435هـ والعدد 7355 تقريراً عن مشروع تطوير التمريض تضمن تصريحاً لاستشارية التمريض الدكتورة صباح أبو زنادة، وهي رائدة معروفة في مجال مهنة التمريض، وداعية قوية لتطويرها منذ سنوات طويلة، ومن أكثر الناس دراية باحتياجات مهنة التمريض. ولكن لعلها تسمح لي أن أخالفها فيما ذكرته عن توجه منظمة الصحة العالمية التي أوقفت برامج الدبلومات الصحية منذ عام 2010، وإذا كانت السعودية - حسب قولها - أوقفتها واستبدلت بها درجة البكالوريوس، فإن في ذلك سوء فهم وتفسيرا خطأ لتوجه منظمة الصحة العالمية. فهذه المنظمة لم توقف الدبلومات مطلقاً، وإنما دعت إلى تطوير عملية تعليم التمريض المهني Professional nursing، حيث يتم تعليمه بعد الحصول على الثانوية العامة ''أي على مستوى التعليم الجامعي''، وهذا بالضبط ما كان حاصلاً فى الكليات الصحية المتوسطة التي كانت تابعة لوزارة الصحة ثم انتقلت تبعيتها لوزارة التعليم العالي منذ عام 1428هـ، وتسمى شهادتها ''الجامعية المتوسطة''، ولكنه يصنف فني دبلوم، والمنظمة لم تركز على مسمى الشهادة وإنما على تحسين العملية التعليمية والتوازن بين الجزء النظري والجزء العملي. وفى تقريرها عن تصنيف الوظائف الصحية الصادر عام 2010 قسمت التمريض إلى مستويين: التمريض المهني، وحامل شهادته الجامعية مؤهل ليكون ''ممرضا مسجلا/ ممرضة مسجلة''، والتمريض المهني المشاركprofessional associate الذي يتطلب تعليماً مهنياً ولكن بدرجة أقل من سابقه، ويؤهل ليكون ''ممرضا أو ممرضة عملية'' practical or enrolled nurse. والذي يحدد المستوى هو نوع المهمات المطلوب أداؤها، فبعضها إشرافي أو معقد، وبعضها عملي يتطلب مهارة عملية. لذلك فإن تحويل كل أفراد التمريض إلى حملة بكالوريوس لا يسد حاجة بعض أقسام المستشفيات أو عياداتها أو المراكز الصحية أو المجمعات الطبية الخاصة إلى أفراد التمريض الذين يقومون بأداء المهارات العملية في خدمة المريض، كما أنه لا يغني عن التخصص النوعي والتدريب السريري الجيد. والدكتورة محقة في أن نسبة إخصائيي التمريض قليلة جداً لا تتعدى 3 في المائة. ففي دراسة قمت بها مع فريق من ذوي الاختصاص قبل أربع سنوات وجدنا أن النسبة العادلة بين إخصائيي التمريض ''البكالوريوس'' وفنيي التمريض ''الدبلوم'' هي 40 إلى 60.
عثمان عبد العزيز الربيعة