قمة الكويت ترحب باتفاق جنيف على أن يبعد «التوتر» عن المنطقة
اختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر بيان في العاصمة الكويت مساء أمس، جلسة عملهم المغلقة الأولى للدورة الـ 34 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وترأس وفد السعودية نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. واستعرض القادة خلال الجلسة المغلقة المواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة.
وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قد أكد على ترحيب مجلس التعاون باتفاق جنيف بين إيران والدول الكبرى على أن يؤدي إلى اتفاق دائم ''يبعد شبح التوتر'' عن المنقطة.
#2#
وقال الشيخ صباح الأحمد الصباح في افتتاح القمة الـ34 لمجلس التعاون الخليجي ''لقد عبرت دول المجلس عن ارتياحها لاتفاق جنيف التمهيدي حول البرنامج النووي الإيراني''.
وأكد أمير الكويت أن دول المجلس تتطلع إلى ''أن يتحقق له (الاتفاق) النجاح ليقود إلى اتفاق دائم يبعد عن المنطقة شبح التوتر''.
وأوضح الشيخ صباح في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي أن الرئيس اليمني يطلب دعم دول الخليج السياسي والاقتصادي لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة.
وانتقد في الكلمة الافتتاحية موقف مجلس الأمن من الأزمة السورية، محمّلاً المجلس المسؤولية عن الكارثة الإنسانية التي حلّت بسورية.
قيادة عسكرية موحدة لدول الخليج
وكان خالد الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتية قد أفصح عن أبرز بنود بيان قمة الكويت التي سيعلن عنها اليوم في ختام اجتماعات قادة دول المجلس.
وبين في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية: ''قمة الكويت ستعتمد إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، إضافة إلى إنشاء جهاز للشرطة الخليجية لدول المجلس (الإنتربول الخليجي)''.
وكشف أن البيان الختامي للقمة سيتضمن إشارة إيجابية للعلاقات مع إيران، إضافة إلى ''ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة دول (5+1) مع إيران في جنيف نوفمبر الماضي''.
وأشار الجار الله إلى وجود بند في البيان يتعلق بالوضع في سورية، ورؤية دول مجلس التعاون الخليجي لمعالجة الوضع هناك والمتمثلة في المشاركة في مؤتمر ''جنيف2'' بما يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية وفق بيان ''جنيف1''.
وأشار إلى وجود بند يتعلق بالوضع في مصر، موضحا أن البيان الختامي يتضمن ''تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي على خيارات الشعب المصري وعلى الحفاظ على أمن مصر واستقرارها ووقوف دول المجلس إلى جانب مصر''.
ملك البحرين: الاتحاد يحافظ على السيادة
شدد العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة على تطلعات الشعوب الخليجية، في قمة الكويت، لتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق التكامل والاتحاد المنشود في كيان خليجي.
وقال في تصريحات صحافية من الكويت، أوردتها وكالة الأنباء البحرينية ''نشيد بقمة الكويت التي ستضيف بلا أدنى شك لبنة مباركة في بناء هذا الصرح الشامخ بالتكامل الاقتصادي، والدفاعي والأمني، تحقيقاً للمواطنة الخليجية الكاملة، بما يهيئ الظروف اللازمة لتحقيق التكامل والاتحاد المنشود في كيان خليجي واحد''.
ولفت إلى أن الاتحاد هو الذي يحقق الخير ويدفع الشر، ويثبت ''أمننا الجماعي المشترك ويحمي مصالحنا ومكتسباتنا ويحافظ على سيادة دولنا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية''.
وأضاف الملك حمد: ''إننا نتطلع إلى اتخاذ القرارات المهمة والناجعة لكل الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة التي تتضمن تعزيز التعاون بين دول المجلس في مختلف المجالات، إضافة إلى تعزيز وترسيخ التعاون الدفاعي والعسكري بين دول المجلس لكل ما فيه خير دول المجلس ومواطنيها الأشقاء والتأكيد على أهمية هذا الجانب نظراً لأهميته في تعزيز واستقرار أمن المنطقة''.
أعرب مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي رئيس الاجتماع الدوري السابع لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية عن سروره بأن تلتئم هذه القمة المباركة في الكويت وبضيافة قائدها الكبير وبين شعبها الأصيل الذي يتشرف بمقدمكم ويفتخر بهذه المسيرة الخيرة ويتمسك بها.
ورحب بقادة دول مجلس التعاون في بلدهم الثاني الكويت الذي أثبت دفاعكم عنه ضرورة وحكمة قيام مجلس التعاون الخليجي وأعطى تحريره هذا المجلس مصداقيته وحضوره وهيبته.
ورفع نيابة عن رؤساء البرلمانات الخليجية أصدق عبارات التقدير والاحترام لقادة دول الخليج على كل ما تجده مسيرة الاجتماعات الدورية للمجالس البرلمانية الخليجية من رعاية واهتمام ومساندة لولاها لما كان لها أن تتقدم للأمام.
وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي ''بتوفيق من الله وبفضل اهتمام رجال القمة ورعايتهم أصبحت الاجتماعات الدورية لرؤساء البرلمانات الخليجية مكونا أساسيا في منظومة العمل الخليجي المشترك يتفاعل معها ويتكامل ضمنها ويرفد جهدها وهدفها بما يعزز قاعدتها التي وضعها القادة الرواد والتي أعليتم بنيانها وطورتم دورها لتكون أنموذجا في التنظيم الإقليمي يخدم شعوبنا ويثير إعجاب عالمنا.
#3#
وأضاف يقول ''مما يبعث على الارتياح أن سلسلة الاجتماعات الدورية لرؤساء البرلمانات الخليجية سجلت تقدما ملحوظا في أسلوب العمل والتنظيم المؤسسي وقنوات الاتصال والتواصل، كما حققت العديد من النتائج المثمرة تمثلت في التشاور الجماعي وتوحيد المواقف, حيث برزت المجالس البرلمانية الخليجية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية كتلة واحدة متجانسة تمارس دورا فاعلا في دعم قضايا ومواقف دول المجلس, كما أتى اتفاق رؤساء البرلمانات الخليجية على تشكيل لجنة مشتركة تعمل على توحيد التشريعات المتعلقة بالجوانب الاقتصادية تمهيدا للوصول إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس لنضيف بذلك بعداً مهماً لمسيرة مجلس التعاون المباركة, يتكامل فيه الجانب البرلماني الشعبي بالجانب الحكومي الرسمي وستواصل هذه الاجتماعات بإذن الله أداء دورها هذا بتكاتف وتلاحم في ظل توجيهاتكم الحكيمة، وبما يدفع عجلة التعاون الخليجي قدما إلى الإمام.
الجربا: نحن بحاجتكم لتقولوا للعالم لا مكان لبشار
بعد ذلك ألقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا كلمة قال فيها: تمر ذكرى ألف يوم على بداية الثورة السورية، ولو لم يكن اجتماعكم في هذا اليوم لكنا طلبنا أن تجتمعوا بالضرورة القصوى؛ فحالنا لن تعد خافية على أحد ومظلومية شعبنا التي يقرها كل ذي عقل وضمير انتهت بنا إلى مأساة مضاعفة لم تعد تحتمل وتطاق، لن أكرر كلاماً عن المجازر التي صارت الخبر اليومي لنشرات الأخبار ولا عن شهدائنا وقد أضحوا أرقاماً تجول أسفل الشاشات ولن أتحدث عن إرهاب النظام الذي تعرفونه وبعضكم اختبره اليوم، سأحدثكم عن مأساة مضاعفة كما أسلفت عن كارثة متناسلة تهدد نسيجنا العربي برمته وتدق ناقوس الخطر في طول العالم العربي وعرضه إنها المأساة التي لن تبقي ولن تذر, إن هذا النظام المجرم الذي عجز عن إظهار الثورة كحالته عمالة لإسرائيل أو عن عملية أمريكية مأجورة كما كان يسوق إعلامه وبعد ما خاب سعيه لتحويلها إلى حالة خليجية مفتعلة بالنفط وجد ضالته في الجماعات المتطرفة؛ فأخرج من أخرج من السجون وسلح من سلح منهم.
نعم أؤكد سلح من سلح والأدلة موجودة فأطلق بذلك العنان لخصم يبغضه السوريون والعالم كالنظام وربما أكثر بعبقرية الإجرام عنده عن ارتزاق طائفي أذكى نار الفتنة وأعاد النبش في التاريخ لاستحضار أسوأ ما فيه وتوظيفه بأقذر الأساليب وبدخول حزب الله بشعار رفعوه في المعركة وفي الإعلام وجاؤوا يطلبون ثأر سيدنا الحسين ابن سيدنا علي والطاهرة زينب من دماء أطفالنا وأعراضنا، وبهذا الشعار الخادع ذبحوا آلاف السوريين، وسبيت مئات الحرائر فاشتد عصب غلاة المتطرفين في الجهة الأخرى الذين يغرفون من ذات المعين وصارت عملية محاصرتهم صعبة بعدما أصبح استيعابهم مستحيلاً؛ فأصبحنا بين داعش وأخواتها وملثميهم ومقنعيهم الذين لا نعرف أسماءهم ووجوههم وبين حزب الله وتوابعه من ناحية أخرى، سورية اليوم بحاجتكم واستقرار سورية وتقدمها ينعكس إيجاباً على دول الخليج العربي الذي نريده أن يبقى عربياً في وجه جميع الطامعين بأرض العرب ولا نريد أن تتكرر مأساة العراق، وهذا ما ينعكس سلباً على العرب جميعاً، نحن مع الحل السياسي ومنذ اليوم الأول للثورة لكن نظام القتل لم يكن يقبل بأي حل سياسي فقد دفعه الغباء والغرور إلى الإصرار على قتل شعبه وتدمير بلده ونحن أيضاً اليوم مع الحل السياسي، ولكن مع الحل العادل الذي يخرج المجرمين من حياة السوريين إلى الأبد والمشاركة في ''جنيف 2'' لا تعني أننا ذاهبون إلى ندوة سياسية مع مجموعة من النظام، بل تعني لنا بوضوح أننا ذاهبون لتخليص بلدنا من الدمار والإجرام والحصول على الدولة السورية واستقلال القرار الوطني، وهذا يحتاج إلى ميزان قوة في جميع المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية، فنعم لجنيف وفقاً للأسس والمعطيات التي حددناها في رؤية الائتلاف الوطني التي حددناها في لقاء لندن الأخير أي وفق منطوق ومتطلبات ''جنيف1'' ومندرجاته.
السوريون بحاجة لكم اليوم للقول بوضوح للعالم كله إنه لا مكان لنظام الأسد في سورية؛ إذ ليس من المعقول والأخلاقي أن يبقى المجرمون جزءاً من أي حل سياسي، ومن دون هذا المطلب ستتحول ''جنيف2'' إلى ثرثرات واحتفاليات لا تهم السوريين.
وأردف يقول: ما أردت أن أقوله بكل صراحة أن سورية هي اليوم مختبر جديد لمشروع الفتنة والاستتباع؛ فإن ركنا لهذا المشروع أو ساومنا عليه أو معه فتتهيأ دولة عربية جديدة وتمد عنقها تحت السكين نفسه، حسبنا فقط أن يكون لنا مدد من صلب عروبتنا من عزوتنا من سند الظهور، ومن ذا الذي نطالبه بهذا خارج هذه القاعة التي تجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، المسؤولية كبيرة بحجم المواجهة المفروضة علينا وقدرنا أن ننتصر معاً لأننا في معركة الوجود لا نملك خياراً آخر.
وختم الجربا بالشكر الجزيل لدولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والحكومة الكويتية والشعب الكويتي، ''وأول الغيث دعم صمود شعبنا بصندوق إغاثة يرفع راية مواجهتنا ويعلي خيار شعبنا، وهذا يكون بإشراف وإدارة الائتلاف الوطني؛ فأنتم تعلمون حجم المأساة الكبيرة على مستوى اللاجئين والنازحين الذين بلغ عددهم في داخل سورية وخارجها سبعة ملايين لاجئ ونازح وحتى لا نضيع في دهاليز مقفلة، فتذهب ريحنا ونؤخذ فرادى فنبكي مجدداً بلداً أضعناه يوم لا ينفع الندم ولا يغسل الدم عن النحور التي ستبلغها الدماء''.