الإعلام الرقمي يفرض هيمنته ويخيف الصحافة الورقية
تعاني الصحافة الورقية اليوم أوضاعاً صعبة في مختلف دول العالم بسبب منافسة الإعلام الرقمي الذي سحب البساط منها، وعليه فإن المهتمين بالاتصالات والإعلام يتوقعون اندثار الصحافة الورقية وانتهائها في غضون السنوات الـ 15 المقبلة على أبعد تقدير.
ولدى المتخصصين مؤشرات وأسباب يسوقونها لنظرتهم المتشائمة بشأن الصحافة الورقية خلال الفترة المقبلة، من أهمها انخفاض أرقام التوزيع والإعلان لأقل من النصف، وهجر الجيل الجديد لهذا النوع من الصحافة والاعتماد بشكل شبه كلي على الإعلام الرقمي.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز الشرق الأوسط للدراسات القانونية والاستراتيجية البارحة الأولى وأدارها اللواء الدكتور أنور عشقي، واستضافت الدكتور حسان بصفر للحديث عن الإعلام الرقمي الجديد ودوره في الاتصال بالجماهير، وعقب عليها كل من الدكتور سعود كاتب، والعميد محمد الطلحي.
واستهل الندوة الدكتور حسان بصفر أستاذ الاتصال والإعلام المشارك في جامعة الملك عبد العزيز بإعطاء لمحة تاريخية عن نشأة الإعلام الرقمي والمراحل التي مر بها، مبيناً أن عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم يتضاعف، وأن الإعلام الرقمي هو إعلام المستقبل.
وتطرق إلى عوامل ظهور الإعلام الرقمي ومنها التطور، عولمة الإعلام، تراجع الإعلام التقليدي، دور الشباب في العالم. لافتاً إلى أن العقبات التي تواجه هذا النوع من الإعلام تكمن في ندرة الإعلام المزود بالمهارات، المنافسة الشديدة بين المواقع، صعوبة الحصول على التمويل، غياب التخطيط، انعدام القوانين المنظمة.
#2#
ويرى بصفر أن الإعلام الرقمي أكثر هيمنة في الوقت الراهن من الإعلام الورقي أو التقليدي، مشيراً إلى أن الصحافة الإلكترونية قد تكون بديلة للورقية.
وأوضح أن مفهوم الإعلام الإلكتروني بحسب اللجنة العربية للإعلام هو الخدمات والنماذج الإعلامية الجديدة التي تتيح نشأة وتطوير محتوى وسائل الاتصال الإعلامي آلياً أو شبه آلي في العملية الإعلامية باستخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة الناتجة عن اندماج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات كوسائط إعلامية غنية بإمكاناتها في الشكل والمضمون ويشمل الإشارات والمعلومات والصور والأصوات المكونة لمواد إعلامية.
وأفاد الدكتور حسان بأن هنالك مفاهيم ومصطلحات مرادفة وذات صلة بالإعلام الرقمي الجديد منها أن الإعلام الإلكتروني إعلاما جديدا وكثرت التسميات الخاصة به، باختلاف الثقافات والأطر الفكرية المتباينة، ومن تلك المسميات: الإعلام الجديد New Media، الإعلام الرقمي Digital Media، الإعلام الآلي، الإعلام البديل Alternative Media، الإعلام التفاعلي Interactive Media، الإعلام الشبكي Network Media، الإعلام الشعبي أو إعلام المجتمعMedia Society.
وفي معرض تحليله، تطرق الدكتور حسان بصفر إلى طرق مواجهة الحملات المعادية والشائعات ومنها، تقديم خطاب إعلامي علني وموضوعي وجذاب ويتمتع بقدر كبير من الوثائقية والمصداقية، إلى جانب اليقظة المستمرة والمراقبة الدقيقة لإعلام الخصم.
وعن الخصائص التي تميز الإعلام الرقمي عن بقية أنواع الإعلام الأخرى عددها بصفر بقوله ''التوفر، الشمولية، المرونة، الانفتاحية، الانسيابية من الرقابة، التعددية الثقافية، التواصلية، التطور السريع، البناء الثقافي، المستقبلية، التفاعلية، التحديث، والتفصيل الشخصي للمعلومات''.
من جانبه، أوضح الدكتور سعود كاتب مدير عام الإعلام الخارجي في منطقة مكة المكرمة والأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز أن صحفا عالمية عريقة اندثرت، منها نيوز ويك، وواشنطن بوست التي تحولت لإلكترونية بعد شرائها من قبل مالك موقع أمازون.
وأضاف ''البعض يتساءل إلى أين نسير؟ أعتقد خلال الـ 10 – 15 سنة القادمة لن نجد أي صحيفة ورقية، وكل الدلائل تشير إلى ذلك، أبرزها أرقام التوزيع والإعلانات في الصحف الورقية التي انخفضت لأقل من النصف، كما أن الجيل الجديد من القراء اليوم لا يقرأون الصحف الورقية''.
بدوره، توقع العميد محمد الطلحي، وهو خبير في الصحافة الإلكترونية، أن الفترة القادمة ستشهد تركيزاً على تشفير الاتصالات، مبيناً أن الأمان الإلكتروني مهم جداً بمختلف مستوياته سواء للفرد، الشركة، أو الحكومة.