المخدرات والاختبارات
المخدرات بكل أنواعها وآثارها تعتبر العدو الأول لأي مجتمع يسعى لوضع نفسه بين المجتمعات المتقدمة، والمملكة العربية السعودية تعتبر اليوم، مع الأسف الشديد، المستهدف رقم واحد بين دول وشعوب العالم في نشر المخدرات بين مختلف أطياف مجتمعها والعديد من المنظمات والحكومات تعمل على نشر المخدرات بين مجتمعنا والهدف الأول هو قيادة المجتمع نحو الرذيلة ثم ابتزازه ماديا بكل الأشكال والألوان، والمخدرات وآثارها السلبية في الفرد والأسرة لم تعد قصة من الخيال ولا صارت تحدث مرة أو مرتين كل عام، إنما أصبحت قصة تحدث كل يوم وكل يوم لا يخلو من مئات القصص التي يشيب منها الوليد بسبب الآثار السلبية القاتلة للمخدرات، بحيث أصبحت قصة أب يغتصب خمسا من بناته إحداهن حامل، أو قصة الابن الذي يحاول قتل أو اغتصاب أمه أو غيرهما من القصص التي أصبحت تشغل مختلف أجهزتنا الأمنية والقضائية وغيرها التي تتطلب تضافر جهود الجميع من أجل محاربتها.
إن التحذير المستمر من المخدرات وآثارها السلبية القاتلة التي سبق للأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - وزير الداخلية عندما قالها بصراحة إن هذا الوطن الغالي مستهدف في شبابه وإن الطريق لهذا الاستهداف هو طريق المخدرات بكل أنواعها وأشكالها ومع الجهود الأمنية والمدنية لمنع دخول هذا الوباء إلى الوطن إلا أن ضعاف النفوس من السعوديين وغيرهم يبذلون كل الوسائل والطرق لإدخال المخدرات، وما نشاهده من الطرق التي يعرضها التلفزيون السعودي بين الحين والآخر يجعل الحضور الاجتماعي ومشاركة الجميع في هذه الحرب أمرا واجبا على كل شخص منا مهما كان موقعه أو مسؤوليته لأننا جميعا في نهاية المطاف سنعاني آثارها السلبية في حالة عدم الاهتمام وسنحقق صلاح أبنائنا من الجنسين في حالة وقفنا جميعا صفا واحدا ضدها وضد كل من يحاول تهريبها أو توزيعها أو استخدامها، خصوصا أننا نعيش هذه الأيام أيام اختبارات والتي ينشط فيها المروجون والمهربون في نشرها بين الطلاب على أساس أنها تعينهم على السهر والحفظ وتذكر المواد.
إن أيام الاختبار تعتبر من الأيام التي يزدهر فيها بيع ونشر المخدرات، خصوصا ما يسمى حبوب "الكبتاجون" المستعمل منها حاليا في الأسواق السعودية، هي حبوب مزيفة من المخدرات القاتلة التي يستخدم منها نسبة بسيطة من مركب "الفنيشلية" وبقية المركب عبارة عن مواد سامة تعمل على تدمير خلايا المخ مع الوقت، ولهذا فإن دور الأهل في التنبيه على أبنائهم وتحذيرهم من آثارها السلبية القاتلة وعدم إهمال مراقبتهم ومتابعتهم والتأكد من عدم ظهور أي من أعراض استخدامها التي يكمن إيجازها فيما يلي:
1 - كثرة الحركة وقلة النوم وعدم الاستقرار الواعي.
2 - القلق والتوتر والإحساس بالاضطهاد وعدم الصبر.
3 - كثرة حك الجلد، خصوصا الأنف لجفافه.
4 - تشقق الشفاه والرائحة الكريهة للفم.
5 - اتساع حدقة العين وعدم تحمل الإضاءة القوية واسوداد ما تحت العين.
6 - قلة الأكل ومشاكل هضمية.
7 - التعرق الكثير.
8 - التدخين بشراهة وارتفاع ضغط الدم
9 - ارتعاش اليدين وتخيل سماع أصوات غير حقيقية، إضافة إلى بعض الظواهر التي لم يتعود عليها الأهل عليها من أبنائهم أو بناتهم.
هذه الظواهر وغيرها توجب على الأب والأم والأهل جميعا مراقبتها في أبنائهم وعدم الاعتقاد أن مثل هذه المراقبة هي من الاعتداء على الخصوصية أو عدم الثقة، لكنها من باب الطمأنينة على فلذات أكبادهم، ولأن اكتشاف التعاطي المبكر يسهل العلاج كما يقول المتخصصون في هذا الأمر, وهذه المراقبة والمتابعة تنسحب أيضا على الأصدقاء والمعلمين ومن في حكمهم المخالطين للشباب من الجنسين في مدارسهم وحياتهم العامة.
إن تضافر جهود جميع أفراد المجتمع وعملهم كجسد واحد تأكيد لقول المصطفى - عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وهذا التواد والتراحم سيكون بعد توفيق الله - سبحانه وتعالى - إحدى أهم الأدوات التي تحمي أبناءنا وبناتنا من شرور المخدرات والقضاء على الطلب, لأننا بالقضاء على الطلب نقضي على العرض. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وحمى الله وطننا من الشرور الظاهر منها والباطن.
وقفه تأمل:
" واهجر الخمرة إن كنت فتى
كيف يسعى في جنون من عقل
واتق الله فتقوى الله ما
جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرفا بطلا
إنما من يتقي الله البطل".