الطيران يدعم بقاء 57 مليون وظيفة حول العالم

الطيران يدعم بقاء 57 مليون وظيفة  حول العالم

وأنتَ تقرأ هذا الخبر، هناكَ في هذه اللحظة بالذات أكثر مِن 1.3 مليون شخص في الجو ينتقلون بالطائرات بين زوايا الأرض الأربع. ما إن تنتهي مِن قراءة جريدتك، وتتناول فطورك، وتصل إلى مقرِ عملك، حتى تكون عدة مئات الآلاف مِن هؤلاء المسافرين قد هبطت في المطارات وصعدت عدة مئات آلاف أخرى. وهكذا يبقى أكثر من مليون وثلث المليون شخص في الجو على مدار الـ 24 ساعة مِن الـ 365 يوماً في السنة.
 يستند هذا الحساب إلى أساس أرقام أعلنتها مؤسسة النقل الجوي الدولي (أياتا) من مقرها في جنيف في كانون الأول (ديسمبر)، حيث أكدت أن شركات الطيران قامت بنقل 2.977 مليار مُسافر خلال عام 2012، بمتوسط عالمي للرحلة الواحدة مقداره أربع ساعات (بين أطول رحلة بمقدار عشر ساعات، وأقصر رحلة، بمقدار ساعة واحدة، مع الأخذ بنظر الاعتبار عدد الرحلات الطويلة والقصيرة).
وطبقاً لأرقام حصلت عليها "الاقتصادية" من اتحاد النقل الجوي الدولي "أياتا"، فقد قامت شركات الطيران التي يقع مقارها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنقل معظم ركاب العام الماضي (947.9 مليون)، تليها شركات الطيران في أمريكا الشمالية (808.1 مليون)، وأوروبا (780.6 مليون)، وأمريكا اللاتينية (226.5 مليون) والشرق الأوسط (144.1 مليون) وإفريقيا (69.8 مليون).
واصلت الاقتصادات النامية في الاستحواذ على حصة الأسد من نمو الطلب العالمي في نقل المسافرين، فقد وقع 65 في المائة من نمو نقل الركاب على الرحلات الدولية في عام 2012 في الأسواق الناشئة.
 ترتيب أعلى البلدان مِن ناحية عدد نقل الركاب، حسب المنطقة الجغرافية، هي: إفريقيا: جنوب إفريقيا (20.4 مليون)، آسيا والمحيط الهادئ: الصين (361.4 مليون)، أوروبا: بريطانيا (171.5 مليون)، أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: البرازيل (88.9 مليون)، الشرق الأوسط: الإمارات (40.6 مليون)، أمريكا الشمالية: الولايات المتحدة (598.2 مليون). وتواصل الولايات المتحدة احتفاظها بمركز أكبر سوق واحدة للسفر جوا.
 البلدان التي سجَّلت أعلى زيادة من حيث نمو عدد نقلها للركاب هي: إندونيسيا (18.2 في المائة)، تايلاند (17.7 في المائة)، تركيا (16.7 في المائة).
 شركات الطيران الخمس الأولى مرتبة حسب مجموع نقلها للركاب، هي: دلتا إيرلاينز (116.7 مليون مسافر)، ساوث ويست إيرلاينز (112.2 مليون)، يونايتد إيرلاينز (92.6 مليون)، أميركان إيرلاينز (86.3 مليون)، جاينا سوذرن إيرلاينز (86.3 مليون).
أعلى ثلاثة أزواج مِن المُدن مِن حيث عدد تنقل المسافرين بينها على الرحلات الدولية وقعت كلها في منطقة الشرق الأقصى، وهي: هونج كونج – تايبيه، وبالعكس (5.5 مليون)، سول ـ طوكيو، وبالعكس (3.6 مليون) كوالالمبور ـ سنغافورة، وبالعكس (3.4 مليون).
أعلى ثلاثة أزواج مِنَ المُدن مِن حيث عدد تنقل المسافرين بينها على الرحلات المحلية، وقعت هي الأخرى في منطقة الشرق الأقصى، وهي: جيجو ـ سول (9.5 مليون)، سابورو ـ طوكيو (8.8 مليون)، فوكوكا ـ طوكيو (7.6 مليون).
 
نقل البضائع
عانت أسواق الشحن الجوي عاماً صعباً آخر تخللها تقلص الطلب وتدني الريع. في المجمل العام، تدنى الشحن العالمي محسوباً بنسبة تناسبية بين الطن وعدد الكيلو مترات المقطوعة بنسبة 1.1 في المائة مقارنة بعام 2011 ولكن لا يزال هذا القطاع يُمثل 6.4 تريليون دولار من السلع حسب قيمتها.
شركات الطيران الخمس الأولى المتخصصة في الشحن، مرتبة حسب مجموع الشحنات التي نفذتها بالطن، هي: فيدرال إكسبرس (6.9 مليون)، يو بي إس إيرلاينز (4.6 مليون)، الإمارات (مليونان)، كوريان إيرلاينز (1.5 مليون) وكاثي باسفيك إيرويز (1.4 مليون).

 الوقود
في عام 2012، استهلك النقل الجوي التجاري العالمي 73 مليار "جالون أمريكي" من الوقود بتكلفة تقديرية تبلغ 209 مليارات دولار، أو 33 في المائة من تكاليف التشغيل لشركات الطيران.
 ارتفاع أسعار وقود الطائرات "الوقود النفاث jet fuel" منذ عام 2010، إلى أن بلغ معدله 130 دولارا للبرميل الواحد في عام 2012، حسب "أياتا"، أضاف ما يزيد على 60 مليار دولار إلى فاتورة وقود صناعة الطيران.
 لكن شركات الطيران الأعضاء في "أياتا" تمكنت من تحسين كفاءة الوقود وتقليص استهلاكه للرحلة نفسها بنسبة 18 في المائة خلال الفترة مِن 2001 إلى 2012. تؤكد أرقام "أياتا" أن التقليص مضى من 45.0 إلى 36.8 لتر لكل 100 كيلو متر، وأن كفاءة استهلاك الوقود تحسنت بنسبة 1.7 في المائة عام 2012 مقارنة بـ 2011.
استخدام الأسطول والأصول
 في عام 2012 تم تسليم 1374 طائرة نفاثة ومروحية ليتم بذلك إضافة ما بين 7 إلى 8 في المائة إلى الطاقة الاستيعابية لصناعة الطيران.
على الرغم من سحب الطائرات الأقل كفاءة في استهلاك الوقود ووضع بعضها في العنابر، إلا أن الناتج الصافي للأسطول العالمي للنقل الجوي توسع بمقدار 500 طائرة.
في المجمل العام، كان هناك حتى نهاية عام 2012 24911 طائرة في خدمة شركات الطيران التجارية.
 
تحالفات شركات الطيران
حافظ تحالف "ستار أليانس"، الذي تنتمي إليه شركة الخطوط الجوية السعودية، على وضعه كأكبر تحالف طيران في عام 2012 بعد أن استحوذ على نسبة 25.2 في المائة من مجموع حركة الطيران للشركات التابعة لـ "أياتا" محسوباً على قاعدة (إيرادات الركاب في الكيلو متر)، يليه تحالف "سكاي تيم" الذي يستحوذ على 19.8 في المائة، وتحالف "وان وورلد" (14.1 في المائة).
 
منطقة الخليج وصناعة الطيران
بسبب وقوع منطقة الخليج العربي في منتصف الطريق بين أوروبا وشرق آسيا، احتلت المنطقة مركزاً محورياً في الطرق الدولية لحركة الطيران العالمي سواء لنقل المسافرين أو الشحنات الجوية، وستبقى المنطقة تحتل هذا الموقع حتى مع هيمنة الطائرات ذات المدى البعيد على سوق صناعة الطيران.
 كان مطار البصرة في أربعينيات وخمسينيات وحتى بداية ستينيات القرن الماضي المحور الرئيس لحركة الطيران في منطقة الخليج، ثم انتقل المحور إلى مطار عبادان، ثم الظهران من منتصف الستينيات، وبعد ذلك تدريجياً إلى مطاري أبو ظبي ودبي ابتداءً من منتصف السبعينيات.
 تُظهر الإحصائيات لـ "أياتا" تفوُّق السعودية على الإمارات من حيث عدد نقلها للمسافرين على الرحلات الداخلية التي تكاد أن تكون معدومة في الإمارات، إلَّا أنَّ الأخيرة لم تتقدم على السعودية في مجالات صناعة الطيران الأخرى كافة، فحسب (عدد نقل المسافرين، عدد الكيلو مترات التي قطعتها طائراتها، حركة الطائرات في مطاراتها، مكانتها في الشحن الجوي...إلخ)، بل إنها احتلت مواقع عالمية متقدمة في هذه الصناعة لم يتمكن الطيران السعودي من ولوجها.
تكشف أرقام "أياتا" أنَّ شركة طيران الإمارات "إمارات" احتلت عام 2012 المرتبة الرابعة عالمياً مِن حيث عدد نقلها للمسافرين على الرحلات الدولية.
وفي قائمة أعلى الشركات في نقل المسافرين على الرحلات الداخلية، لا نكاد نرى حضوراً لافتاً للخطوط الجوية الإماراتية. كما لا تظهر الشركة بين العشر الأوائل في قائمة المحصلة النهائية بعدما يتم جمع أعداد نقل المسافرين على الرحلات الدولية والداخلية معاً.
 جاءت الخطوط الجوية الإماراتية "إمارات" أيضاً في المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد الكيلو مترات التي قطعتها في نقلها لمسافريها على الرحلات الدولية.
 وعند حساب عدد الكيلو مترات المقطوعة في نقل المسافرين على الرحلات الداخلية، وهي نقطة ضعف الإمارات، لا نكاد نرى حضوراً ملفتاً للخطوط الجوية الإماراتية في هذه القائمة، كما تظهر الشركة في المرتبة الرابعة عالمياً في قائمة المحصلة النهائية لعدد الكيلو مترات المقطوعة بعدما يتم جمع عدد الكيلو مترات على الرحلات الدولية والداخلية معاً.
 وإذا ما تحققت توقعات "أياتا" عن أعلى عشر دول من حيث نقلها للمسافرين على الرحلات الدولية عام 2016، فستأتي الإمارات في المرتبة الثامنة عالمياً.
وعلى صعيد الشحن الجوي، توقعت "أياتا" أن تأتي الإمارات في المرتبة السادسة عالمياً من حيث مجموع الأطنان التي ستنقلها الدول في عام 2016.

لماذا "الإمارات" وليست "السعودية"؟
رداً على هذا السؤال، تجيب دراسات "أياتا" بأنَّه كقاعدة اقتصادية وتاريخية أيضاً، فإنَّ نمو صناعة الطيران وازدهارها عادة يكون متناسقاً مع نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، ودرجة استقبال الاقتصاد المحلي للاستثمار الأجنبي، وارتفاع مستوى الدخل الفردي، والتوظيف.
عشرات العوامل الأخرى تلعب دوراً مهماً في هذا المجال، منها الانفتاح في البلاد، الأمن، إجراءات منح تأشيرة الدخول والفترة التي تستغرق للحصول عليها، مدى تقدم السياحة في البلاد، جودة وسائل الاتصال، الطرق والمواصلات، نظرة السكان المحليين للأجانب، سعة انتشار المراكز الثقافية والتاريخية والحضارية في البلاد (المتاحف، المسارح، الحدائق والغابات.. إلخ).
 
ما الذي تعنيه صناعة الطيران للسعودية
 ردّاً على هذا السؤال، أبلغت "أياتا"، "الاقتصادية" أنها قدمت في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي دراسة للحكومة السعودية تناولت "التحديد الكميّ" للمنافع الاقتصادية التي سيحققها الاقتصاد السعودي إذا طوَّر صناعة الطيران.
الدراسة تمت بتكليف من اتحاد النقل الجوي الدولي وتم إنجازها مِن قبل كلية الاقتصاد في جامعة أكسفورد. وتم تقديمها للأمير فهد العبد الله، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، ورئيس مجلس شركة الخطوط الجوية السعودية، مِن قِبل، توني تايلر، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي خلال زيارته للسعودية.
خلصت الدراسة إلى أنَّ الطيران في السعودية مِن شأنه أن يُدعم السياحة بنسبة 3.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة و3 في المائة من معيشة القوى العاملة.
 كما برز من الدراسة ما يلي:
الطيران يُدعم 1.8 من الناتج المحلي الإجمالي السعودي، وهو ما يُساوي 30.2 مليار ريال سعودي سنوياً.
الطيران هو ربّ عمل مأمون ذو جودة عالية، يوفِّر 152 ألف فرصة عمل في السعودية، وأنَّ إنتاجية هذه الوظائف تصل إلى 1.8 مرة أعلى من المعدل المتوسط في السعودية.
بمقدور قطاع الطيران أن يُمكِّن السياحة في السعودية من توظيف 139 ألف شخص وهو رقم سيؤدي إلى ضخ 23.6 مليار ريال في النشاط الاقتصادي سنوياً.
شددت الدراسة على ضرورة تحرير المجال الجوي للسعودية، وتطوير الخطوط الجوية السعودية والطيران في المملكة بتيسير التنفيذ الكامل للشحن الإلكتروني، وتطوير رأس المال البشري للطيران (موظف الجوازات، عامل الحقائب، سائق الحافلة، موظف الجمرك، عامل النظافة، عامل الوقود...إلخ)، وتدريب المهارات، واعتماد مراكز تدريب ومعاهد للتنمية.
 وقالت الدراسة إنَّ الطيران عنصر حاسم للاقتصاد السعودي، حيث تتعامل مطارات المملكة الـ 27 مع ما يزيد على 54 مليون راكب سنوياً، والأرقام تتزايد بوتيرة مكونة من مرتبتين.
وأضافت استثمارات الطيران في منطقة الخليج العربي في السنوات الأخيرة، أظهرت الدور الحيوي الذي يمكن أن يؤديه الطيران في بناء اقتصاداتها وتنويعها. وأن مشروع مطار الملك عبد العزيز الجديد مثال جيد لمثل هذه الاستثمارات الهامة. وحثت الدراسة أن تواصل الحكومة السعودية تلك السياسات لدعم تطوير كفاءة الاتصال بالإنترنت، وتجنب الرسوم غير المعقولة والإجراءات الإدارية والورقية المرهقة، وبناء العناصر البشرية الأساسية الكفؤة.
 
أرباح عام 2013، وتوقعات 2014
في كانون الأول (ديسمبر) 2013، أعلنت "أياتا" تعديلاً نحو الأعلى لتوقعاتها السابقة حول الأرباح المالية لصناعة الطيران العالمية، مؤكدة أن أرباح عام 2013 الصافية ستصل إلى 12.9 مليار دولار، و19.7 مليار دولار لعام 2014. ويُمثل الرقمان زيادة في التوقعات التي أطلقتها "أياتا" في أيلول (سبتمبر) بأن تصل الأرباح الصافية إلى 11.7 مليار دولار في 2013 و16.4 مليار دولار في عام 2014.
 سيأتي الربح الصافي المتوقع لعام 2014 والبالغ 19.7 مليار مِن مجموع إيرادات تبلغ 743 مليار دولار. وسيكون هذا الربح أكبر ربح على الإطلاق تحققه صناعة الطيران متجاوزا بذلك الربح القياسي الصافي الذي حققته صناعة الطيران عام 2010 والبالغ 19.2 مليار دولار.
حسب توقعات "أياتا"، ستتقاسم شركات الطيران العالمية أرباح عام 2014 على الشكل التالي:
أن تحقق شركات الخطوط الجوية في أمريكا الشمالية (كندا، الولايات المتحدة، المكسيك) أرباحاً قدرها 5.8 مليار دولار في عام 2013، و8.3 مليار دولار في 2014.
أن تشهد شركات الطيران الأوروبية ربحاً صافياً قدره 1.7 مليار دولار لعام 2013 و3.2 مليار دولار في 2014.
تقول "أياتا" إنَّ الطيران عنصر حاسم للاقتصاد العالمي، حيث يدعم بقاء 57 مليون وظيفة على قيد الحياة، ويضخ 2.2 تريليون دولار في النشاط الاقتصادي العالمي.
وتختتم: "الطيران قوة من أجل الخير في عالمنا بعد أن حوَّلت صناعة الطيران كوكبنا إلى مجتمع عالمي بتوصيل الناس إلى الأعمال التجارية، وإيصال المنتجات إلى الأسواق، وتيسير رحلات لاكتشاف وتوحيد الأسر والأصدقاء، وهذا له أثر اقتصادي كبير.
في عام 2014 سيحتفل العالم بمرور 100 سنة على افتتاح أول خدمة جوية تجارية مجدولة. وعلى مدى القرن الأول للطيران، تغير عالمنا إلى الأفضل في العديد من الأوجه. صناعة الطيران تطورت لتصبح كحصان قوي، يربط بين الناس والاقتصادات والثقافات.

الأكثر قراءة