مندورة: الحديث عن شراء أصوات في الانتخابات مجرد إشاعات
قال عدنان مندورة، أمين غرفة جدة، في الدورة الـ 20، إن الغرفة لم تعد للتصديقات فقط، بل أصبحت تتعامل مع العديد من العملاء الآخرين، وعلى رأسهم المنتسبون، ومجتمع جدة الأهلي، والقطاع الحكومي، والقنصليات والممثليات الأجنبية. وأوضح مندورة، في حوار مع “الاقتصادية”، عقب انتخابات مجلس الإدارة في دورتها الـ 21، أنه تسلم دفة القيادة للجهاز التنفيذي في الغرفة قبل أربع سنوات، وكانت الروح المعنوية منخفضة والأداء متعبا،لكنه تحول إلى خلية عمل مفعمة بالنشاط كما وصف انتخابات غرفة جدة التي جرت الأسبوع الماضي بالعرس الانتخابي، مؤكدا أن الحديث عن شراء أصوات في الانتخابات مجرد إشاعات.. فإلى تفاصيل الحوار:
بداية، كيف رأيت سير العملية الانتخابية الأخيرة؟
في الواقع، أنا مرتاح من ناحية الخدمات اللوجستية والتحضيرات والاستعدادات، التي سارت بحسب ما خططنا لها، ورؤيتنا لردة فعل الناس الإيجابية، والحقيقة كنت أتابع التغريدات على "تويتر"، وتحدث كثيرون عن التنظيم بأنه جيد.
نحن نعمل قدر المستطاع بقاعدة "سدِّدوا وقاربوا"، باللين والمحبة والمرونة، وفي النهاية الجميع يبذل جهده لإنجاح العملية الانتخابية، لكن الأجواء بشكل عام حماسية والانتخابات كانت مختلفة. التجهيزات كانت وكأنها عرس.
هل توقعتم نسبة الإقبال الكبير بهذا الحجم، ولاسيما في أول أيام الرجال؟
في الواقع لا، لم نتوقع ذلك. بالنسبة لي لم أحضر انتخابات الدورات السابقة، بمعنى لم أكن ضمن فرق العمل، وهذه المرة الأولى التي أشرف على العمل الانتخابي بشكل مباشر، وكان هناك تحدٍ مع النفس.
هل هناك أسباب لهذا الإقبال، في رأيك؟
غرفة جدة اليوم أصبحت جزءا لا يتجزأ من مجتمع جدة. لم تعد علاقتها مع المنتسبين فقط، بل أصبحت أكبر من ذلك، وهذا الدور مرسوم من قبل مجالس الإدارات السابقة، حيث لم تعد الغرفة للتصديقات فقط.
اليوم، الغرفة تتعامل مع ستة عملاء: المُنتسِب الذي يدفع الرسوم، مجتمع الأعمال في جدة، المجتمع الأهلي، الجهات الحكومية والرسمية وعلى رأسها الإمارة، القنصليات والممثليات الأجنبية، إضافة إلى الموظفين الذين يجاهدون من أجل تقديم الخدمة لمن يستحقها.
عدنان مندورة، كأمين عام للغرفة في الدورة السابقة، هل أنت راضٍ عما قدمت؟
الرضا يعني أنك وصلت للحدود. طالما ربنا أعطانا قدرة وإمكانات فالطموح لا حدود له.
هل ترى أنك واكبت طموح مجلس الإدارة؟
الأرقام والنتائج هي التي تتحدث. مجلس الإدارة منحني الصلاحيات بالكامل، وبكل أمانة أقولها: كان هناك تحديات كبيرة أمامنا، وغرفة جدة "غير". خدمت في الغرفة لأكثر من 26 سنة وأعرف ما فيها.
ما أبرز التحديات التي واجهتها في الغرفة؟
البدايات كانت الروح المعنوية منخفضة والأداء "تعبان". الناس لا يشعرون بالاستقرار. بناء البيت من الداخل بدعم مجلس الإدارة كان واحدا من التحديات التي أخذت وقتا كبيرا، وفي الوقت نفسه كان تحقيق طموح المجلس وأهدافه الاستراتيجية الـ 13 تحديا ثانيا.
كان الأمر أشبه بمن يجر عربة بعجلات مربعة وليست دائرية، لكن واجهنا ذلك بالصبر والتخطيط والتنظيم. جميع المبادرات التي رُفِعت للمجلس وافق عليها، لأنهم مؤمنون بما نعمل، وبفضل الله حققنا تسع جوائز في الدورة السابقة.
وعندما أعلن الأمير خالد الفيصل فوزنا بجائزة منتدى جدة الاقتصادية، كان الأمر نقلة كبيرة لنا، وحصلنا على ثماني جوائز من دبي لأعمال الغرفة.
أعتقد أننا في بداية الطريق من ناحية الجودة، وهو تركيزنا على الوصول للعميل، وقدمنا منتديات وفعاليات وأنشطة وهي نتاج اللجان. في الواقع من يدير الغرفة 1500 عضو، وليس 18 عضوا في مجلس الإدارة. اللجان هي التي تُقدِّم المبادرات ونحن ننفذ.
لكن ماذا عن اللجان الخاملة، أو التي لم تقدم شيئا؟ هل سيتم استبعادها؟
طبعا، أمر طبيعي في نهاية كل سنة. لدينا نظام للموارد البشرية على أعلى مستوى، أتحدى بأنه لا يختلف عن أي نظام في أي شركة عالمية، أصبح لكل من الموظفين والإنجازات مقاييس، والأرقام هي الحكم.
التحفيز مبني على الإنجاز، واليوم من الأمور التي نفتخر بها أننا لا نتحدث عن الكم بل النوعية، وبناء موظف الغرفة وتزويده بالقدرات والمهارات والإمكانات التي تجعله ينتمي لمكان مهم لابد أن يكون على مستوى هذه المسؤولية.
هل تم استبعاد لجان لهذه الأسباب؟
حاليا اللجان توقفت، لكن طبعا ستستبعد بناء على تقييم النتائج. دورنا في الغرفة عندما نجد شركات منظمة تفشل في التنظيم، نسألهم: لماذا؟ لأن مصلحتنا أن تعمل بكفاءة عالية، لذلك نحاول مساعدتهم، نقص الخبرة له دور، إعطاء الفرصة كذلك.
اليوم استطعنا زيادة عدد الشركات التي تنظم فعاليات. من مكاسب اللجان كذلك سرعة تنفيذ التوصيات، ولدينا 64 لجنة وهو عدد ليس سهلا، ونسبة إنجاز التوصيات هي 75 في المائة، كما أن النظام الذي يدعم اللجان يحفظ كل أعمال اللجان والمحاضر، وبالتالي اللجان الجديدة تبني على الموجود، وهذا العمل المؤسسي الذي نعمل عليه. مجلس الإدارة الجديد يبني على ما قدم، ويضيف الطموحات الجديدة.
هل تتوقع التجديد لك من مجلس الإدارة الجديد؟
أنا موظف في الغرفة، وأخدم فيها، ولا تفرق معي أين. في النهاية أخدم ولا أحمل هم هذا الموضوع أصلا.
قبيل توليك المنصب قبل أربع سنوات، ذكرت في حوار مع "الاقتصادية" أن غرفة جدة ليست مستشفى، والعمل فيها ليس "كيمياء". هل ما زلت ترى إدارة الغرفة سهلة؟
اليوم عناصر النجاح موجودة على مستوى الأرقام. أهداف مجلس الإدارة الاستراتيجية عندما تتحول إلى أهداف يمكن قياسها. هذا هو التحدي.
التحدي عندما يُطلب منك إيصال عدد المنتسبين لرقم معين، أو أن يكون للمنتديات والفعاليات مردود. نحن نعمل من خلال منظومة عمل وخطة استراتيجية موجودة، وتنفيذ وتطبيق الأهداف وإسقاطها على أنشطة الغرفة من التحديات.
في حال استمرارك كأمين عام في الدورة الجديدة، ما خططك وطموحاتك؟
أهم أولوياتي تطبيق المعايير الدولية، لأنني كنت مُحكِّما دوليا مع الغرفة الدولية، وغرفة جدة مكانتها عالية، وتستحق هذه المعايير، ووضعتها ضمن خطتها ونحاسب أنفسنا عليها.
هل حققنا هذه المعايير أم لا؟ أعتقد لو حققنا هذه المنظومة فإن نوعية البرامج التي سنقدمها ستختلف. ثانيا، اليوم سنركِّز على كل الفعاليات التي نقوم بها: منتديات، معارض، مهرجانات، محاضرات، وما قيمتها والمردود منها على مجتمع الأعمال والمجتمع. وقد طرحت الفكرة على مجلس الإدارة السابق، لجلب مكاتب استشارية، لتكون معنا في التخطيط للبرامج، لأن مخرجاتها ستساعد أصحاب الأعمال على معرفة أين الفرص. فمثلا زيادة منتسبي الغرفة في الدورة الـ 20 بمعدل 50 في المائة خلال الدورة السابقة، علينا تحليل ذلك: هل هي قطاع خدمات، تجاري، صناعي؟ هذا التحليل الذي نريد تقديمه لسوق العمل ونطرحه للمبادرين.
كذلك من الأمور الجديدة، سنقدم الآن أسبوع جدة للأعمال، وهذه مبادرة من التجارب العالمية، ومعرض شباب الأعمال سيكون ضمن هذا الأسبوع، حيث سينطلق في 17 شباط (فبراير) المقبل.
وغرفة جدة ستتحدث خلاله عن مؤسسات صغيرة ومبادرين، سواء في مراكز التدريب أو الغرفة، وسنسلط الضوء على الصفقات التي تمت بين المؤسسات ونحتفل فيها، ونعلن عن جائزة لأفضل مؤسسة ناشئة أفضل نموا في العام.
وهناك معايير دولية تقيم على ضوئها وبالتنسيق مع أحد المكاتب العالمية سنشارك بها، لتأخذ هذه المؤسسة جائزة دولية. موضوع الجودة في قمة الأولويات التي وضعناها، لإكمال المبادرات التي عملت عليها الغرفة.
ماذا عما ستقدمه لموظفي الغرفة وتحسين أوضاعهم؟
بالنسبة إلى الكادر البشري، اليوم مجلس الإدارة اعتمد برنامج الموارد البشرية والتدريب، فلا تستطيع أن يكون لديك عنصر بشري مبادر ومقدام ومتمكن إذا لم تمكنه.
التدريب بالنسبة إلى موظفينا يحظى بأولوية. لدينا جدارات يجب أن تتوافر في كل موظف، سواء قياديا أو في الصف الثاني، بحيث يستطيع أداء عمله.
كل وظيفة ومهمة لها توصيف وظيفي، ودورنا ينحصر في التأكد من أن الموظف متمكن من أداء هذه المهام والمسؤوليات، وبالتالي إذا كان لديه فجوة في المهارة أو المعرفة أو الأداء نتداركها من خلال برامج التدريب.
ومن الأمور الجميلة التي قمنا بها، عمل برنامج لإعداد الصف الثاني من القياديين، دخل فيه نحو 60 موظفا وموظفة، ومدة البرنامج ثلاثة أشهر، يتلقون سبعة برامج تنفيذية، ونحن مستمرون في التدريب لأنها الأداة التي تساعد وتمكن الناس من أن يكونوا على قدر المسؤولية أثناء عملهم في غرفة جدة.
هل هناك وعود تحفيزية للموظفين في الدورة الجديدة؟
اليوم، الموظفون لديهم نظام للموارد البشرية يباهي الأنظمة العالمية في هذا المجال. أداؤك هو الذي يحفزك، يعني إذا قصرت "ستأخذ على رأسك"، وإذا أنتجت "ستأخذ حوافز".
نحن نساعد في التدريب، وإذا لم يتحسن الأداء سنطبق الأنظمة، كما نعمل على تعزيز مكارم الأخلاق، لأنه من الأهداف الاستراتيجية، وبذلنا فيه جهدا كبيرا، وقمنا ببرامج في هذا السياق مثل "شكرا لموظفي الغرفة"، الذي سيتكرر هذا العام لكن بطريقة مختلفة ومعايير أعلى.
ماذا عن تكرار ظاهرة الحديث عن شراء الأصوات، ودور الغرفة التوعوي لمنسوبيها؟
نحن في الغرفة أرسلنا أكثر من 500 ألف رسالة توعية للمشتركين قبل الانتخابات، والشيخ صالح كامل وجه رسالة بأن الصوت أمانة ومسؤولية، هذه سلوكيات بشرية، والشخص يخطئ، لكننا لم نجد شيئا حقيقيا. الأمر لا يتعدى إشاعات وكلاما بين الناس.
في كل الأحوال، نبارك للفائزين، ونتمنى حظا أوفر لمن لم يحالفه الحظ، كما أن لدينا انتخابات اللجان المقبلة، وهي حقل كبير يشارك فيه ألف شخص وليس 18 عضوا.