الجمعة, 16 مايو 2025 | 18 ذو القَعْدةِ 1446


فكر النصر وغضب الهلال

لا أجد وصفاً يمكن أن أصف به روعة وإبداع النصر هذا الموسم ومصطلح الغضب الهلالي المستقبلي الذي يحضر بعد كل مباراة سوى اختلاف الفكر والطموح والإستراتيجية التي حضرت بامتياز مع العالمي فانعكست بشكل إيجابي على انسيابية أدائه السهل وهدوئه المعتاد وتكامل منظومته الجماعية التي أصبحت سمة الفريق وعنوانه الأبرز في كل لحظات المباريات التي لعبها في الدوري وكأس ولي العهد، بينما غاب هذا الفكر والطموح في الهلال على اعتبار وأمل ما سيكون، حيث الغضب وإطلاق الوعود وسياسة تتبع المنافس التي يبدو أنها لم تعد تؤتي ثمارها حتى الآن أمام فكر أصفر ينجح ويتجدد في كل لقاء هذا الموسم.
الفكر الجديد الذي أنادي به دائماً والفيصل في عالم التنافس في كرة القدم تجلى بوضوح تام في النصر الذي اهتم بالجوهر وترك القشور لمنافسه الوحيد هذا الموسم، فكانت النتيجة منطقية بعودة فارس نجد الذي أحدث بهذه الإستراتيجية الجديدة حراكاً رائعاً تجاوز حدود آفاق ساحتنا الكروية، وسلاحاً جديداً يتمثل في إسناد مهمة الضغط خارج الملعب إلى جماهيره التي كانت على مستوى الحدث بالعبارات التي أصبح صداها يسمع في كل أرجاء العالم، وبالتيفو الذي أسهم في تحفيز اللاعبين، ورسم صورة مميزة زادت بهاء جماهيرية النصر الكثيفة فوق بهاء لاعبيه، بينما كان الأمير فيصل بن تركي يترجم هذا الألق بالصمت ويصنع الهيبة بالعمل، تاركاً لكارينيو ولاعبي النصر مهمة الإبداع والإمتاع داخل المستطيل الأخضر شكلاً والأصفر مضموناً بهيبته وجماله.
الغضب الهلالي الذي ورد على لسان سامي الجابر بعد خسارة كأس ولي العهد، والجزم بتغير مراكز الترتيب في الدوري خلال الشهر الماضي هو برأيي نتاج فكر سلبي قاد الهلال إلى أن يلعب وعين ترمق الأزرق بترقب وتوجس في كل مباراة، بينما كانت العين الأخرى تتابع الأصفر في كل حركاته وسكناته، وتنتظر تعثره لحظة بلحظة، فكان من الطبيعي أن تذهب أولى بطولات الموسم لمن يلعب بكلتا عينيه وجوارحه وقواه النفسية في الملعب فقط!
حتى الآن لا يزال فكر النصر الجديد يقدم نفسه وهو يحقق أولى بطولات هذا الموسم، ويبدو ذلك بكل وضوح في هدوء ورزانة تصريحات رئيسه وإدارييه وأعضاء شرفه ولاعبيه الذين أسبغوا كل معاني القوة على المنافس، ولم يغب عن أذهانهم أهمية نسيان هذه البطولة بكل أفراحها، والبدء في الاستعداد لمباريات الدوري المتبقية، وهذا هو الفكر الذي يجب أن تبحث عنه جميع الأندية التي تطمح إلى أن تقدم نتاج فكرها داخل الملعب، لتحظى باحترام الوسط الرياضي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي