كيف سيكون المنزل السعودي مستقبلاً؟
بات من الضرورة أن تكون هناك مجموعة من الدراسات المتعمقة لشكل وحجم المنزل السعودي المستقبلي من قِبل خبراء ومطلعين في هذا المجال، والتي تدرس احتياجات ومتطلبات العائلة السعودية العصرية، والتي طرأت عليها وسيطرت عليها متغيرات جمة، وأتاحت نتائج تلك الدراسات أمام المطورين العقاريين والمختصين في تصميم واعتماد الأحياء والمدن الجديدة لتتم الاستفادة منها وخلق منتجات عقارية مناسبة لحاجة السوق، إذ إن هناك مجموعة من المعطيات الجديدة المؤثرة في متطلبات واحتياجات لشكل وحجم المنزل للعائلة السعودية والتي سيكون لها دور في تغيير شكله التقليدي، ولعل من أبرزها:
• ارتفاع كلفة استقدام العمالة المنزلية وارتفاع كلفة رواتبها.
• ارتفاع كلفة فواتير الخدمات مثل الكهرباء والمياه.
• ارتفاع كلفة إهلاك المنزل أو كلفة صيانته السنوية.
• ارتفاع كلفة الأرض التي سيقام عليها المنزل وأصبحت ضعف قيمة كلفة البناء.
• صغر حجم العائلة السعودية بشكل ملحوظ سيزيد الطلب على المنازل صغيرة الحجم.
• وجود أماكن خارج المنزل للتواصل الاجتماعي سيقلل من أهمية مرافق الضيافة داخل المنزل.
جميع تلك المتغيرات وغيرها سيكون لها دور أساسي في شكل وحجم المنزل السعودي الحديث، حيث سيتجه إلى صغر الحجم وذكاء التصميم وقلة مرافق الضيافة أو إمكانية دمج مرافق الضيافة مع مرافق البيت الأساسية مع ابتكار طرق عزلها عند الحاجة لضمان الخصوصية، وكذلك ستكون هناك ضرورة لاستغلال جميع مسطحات البناء الممكنة مثل القبو والسطح، وذلك بسبب أن كلفة بناء القبو أصبحت أقل من شراء أرض إضافية ودمجه بمرافق البيت الأساسية، وأيضاً احتياج المنزل إلى تجهيزات كهربائية وتبريد منخفض الكلفة لتسهم في توفير الطاقة.
وهنا يأتي دور وزارتي الشؤون البلدية والقروية ووزارة الإسكان في دراسة متطلبات المرحلة القادمة لاحتياجات منزل العائلة السعودية مستقبلاً، وتوفير وتغيير اشتراطات البناء وشكل الأحياء الجديدة والمساهمة في تعديل الأحياء القديمة لتواكب متطلبات مطوري الوحدات السكنية للمرحلة القادمة من متطلبات السوق العقارية وتوعية المطورين العقاريين بضرورة مواكبة وحداتهم السكنية لمتطلبات العوائل السعودية، تجنباً لهدر استثماراتهم في منتجات عقارية لا تخدمها.