ندوة: القطاعات الحكومية لديها «أزمة تعامل» مع شبكات التواصل
في الوقت الذي برزت فيه عناوين "الإرهاب" و"تجنيد السعوديين" و"الاحتيال" و"الاختراق الإلكتروني" كأبرز ملامح ندوة شبكات التواصل الاجتماعي التي احتضنتها جامعة الدمام أمس، ضمن الأنشطة الثقافية لمهرجان الجنادرية 29، اعتبر الدكتور سعود كاتب مدير عام الإعلام الخارجي وعضو الإعلام المرئي والمسموع في وزارة الثقافة والإعلام أن القطاعات الحكومية والشركات تواجه اليوم أزمة تعامل مع هذه الشبكات.
وأرجع في ورقة عمل تناولت إدارة الأزمة عبر شبكات التواصل، تلك الأزمة إلى نقص التدريب وحجب الصلاحيات عن متحدثي القطاعات الحكومية أثناء وقوع الأزمات التي تشهد سيلا كبيرا من التغريدات والتعليقات لأفراد المجتمع.
وأكد الكاتب أن بعض الجهات قد تستغل الأحداث والأزمات الواقعة محليا استغلالا كبيرا في حال عدم تمكن المتحدثين الرسميين من التعامل مع تلك الأحداث بسرعة وحرفية، مؤكدا ضرورة تدريب المتحدثين الإعلاميين والمسؤولين ليكونوا قادرين على ضبط الأعصاب أثناء الأزمات.
وعرض مدير عام الإعلام الخارجي أسوأ خمسة تصورات لمنظمات حكومية وأهلية تعرضت للانتقاد الكبير بسبب ضعف تعاملها مع الأزمات، منها "أمانة جدة" إبان كارثة السيول، في حين رسمت ردود أفعال متعاطي شبكات التواصل صورة ذهنية سلبية عن الخطوط السعودية والحديدية والانتخابات البلدية وهيئة سوق المال.
وناقش أكاديميون ومختصون في الإعلام والاتصال مخاطر هذه الشبكات والتعامل معها، خاصة في قضية تجنيد السعوديين إلى دول الاضطرابات السياسية والطائفية، وكيفية إدارة الأزمات والكوارث.
كما تطرقوا إلى خطورة ما تتعرض إليه المنظمات من أخطاء يرتكبها موظفوها بحسن نية، التي بلغت بحسب الدراسات العالمية 38 في المائة، لافتين إلى أن الدراسات أوضحت تراجع الهجمات الخارجية على المنظمات بنسبة 50 في المائة، بينما الهجمات الداخلية ارتفعت 100 في المائة.
وحذروا من المغالطات والإشاعات في شبكات التواصل وخطورتها في عدم مصداقية ما ينشر خلالها، مشيرين إلى أن نسبة كبيرة من الذين يقومون بإعادة تغريدة المقالات على مواقع التواصل لا يقرأونها.
وأكدوا أن مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي يغيب عنها الخصوصية، مؤكدين أن دراسة التأثير الحقيقي لتلك الوسائل صعبة، منوهين بإمكانية تعرض المستخدمين للاحتيال والاختراق من قبل مجموعات احتيال إلكترونية, وتجار العملات، إضافة إلى تجنيد الجماعات المسلحة والإرهابية للشباب، واستخدام مواقع مثل "تويتر" كمنابر تجنيد ومراكز إعلامية يصعب اختراقها.
وأوضحوا أنه في بداية الأحداث الإرهابية في السعودية في الفترة من 2003 حتى 2006، تمت السيطرة بشكل شبه تام على مواقع إلكترونية كانت تمتهن تجنيد واستغلال عاطفة الشباب المسلم المتحمس، لافتين إلى أن ذلك لا يمكن تطبيقه مع "تويتر" وغيره من الشبكات بسبب صعوبة الحجب والتزام "تويتر" بدعم حرية التعبير للأفراد، ودليل ذلك أن حكومات 17 بلدا تقدمت بطلب استفسار عن بيانات أكثر من 1140 معرفا في "تويتر" لم يستجب سوى لـ 110 طلبات فقط.
كما تطرقوا إلى أن الفرص المتاحة للنجومية وجني المال موجودة، حيث تحول أفراد من مغردين إلى ما يشبه وكالات الإعلان الحرة لمنتجات بمقابل مادي، أو تصوير المنتجات بمبالغ تصل أحياناً لأربعة آلاف ريال على الصورة الواحدة، مشيرين إلى أن الفرص في دخول مجالات الإعلام والكتابة متاحة وكبيرة كذلك، وهناك عشرات من نجوم الشاشة والصحافة حالياً بدايتهم كانت من مواقع التواصل الاجتماعي.