الشباط: فترتنا الصحافية «الفقيرة» لا تقاس ولا تقارن بما هو حاصل اليوم

الشباط: فترتنا الصحافية «الفقيرة» لا تقاس ولا تقارن بما هو حاصل اليوم

شهدت ندوة أقامها النادي الأدبي في الأحساء ضمن فعاليات مهرجان التراث والثقافة "الجنادرية" البارحة الأولى، احتفاء بالشخصية المكرمة في هذا العام عبدالله الشباط، الذي نال وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى تكريما له وتقديرا لجهوده البحثية، حيث اتفق المشاركون في الندوة أن الشباط على ضفاف الخليج نهر عطاء ثقافي مثمر كنخيل السعودية، خاصة الأحساء، حيث أثرى المكتبات العربية بمؤلفات تجاوزت 20 كتابا.
واكتظ مسرح نادي الأحساء الأدبي بالمثقفين والشعراء، حيث شارك في الندوة المؤرخ عدنان العوامي والأديب خليل بن إبراهيم الفزيع، والشاعر حسن السبع، والأديب أحمد بن إبراهيم الديولي، وأدارها ظافر الشهري مدير النادي الأدبي. وفي البدء، قال خليل الفزيع رئيس النادي الأدبي في المنطقة الشرقية إن رعاية المفكرين تجسد حرص حكومتنا الرشيدة على دعم جميع المناشط التي تعبر عن رقي وأصالة هذا البلد المعطاء.
وتحدث المحتفى الشباط في الندوة قائلا: "كنت كأي مواطن شاب في ذلك الزمن يأمل ويحلم أن يرى الأحساء، كما قيل "تأكل من خبز التنمية دافئا"، وترى البناء والنهضة تعم المدينة لتنتشر فيها منشآت التنمية الضخمة، وأن أسهم بنفسي في تأريخ مرجع للباحثين وطلاب العلم والمعرفة، فجمعت ما قدرت عليه من معلومات وتراجم لأقدمها في كتب متفرقة كصورة من الصور المشرقة التي حبا الله بها هذه البلاد".
وأضاف الشباط: "تجربتي الصحفية لا يمكن أن تقاس أو تقارن بما هو حاصل اليوم من حيث القيمة المادية والتقدم التكنولوجي والانتشار لأجهزة الإعلام والفعاليات العلمية، ولا يمكن المقارنة بين الفترة الفقيرة التي تنقصها أوليات العمل الصحفي بما هو حاصل الآن، وإن تكريمي من القيادة الكريمة بهذا الوسام فخر للأدباء لأننا جميعا نحمل رسالة واضحة، وأشكركم على مساندتي والاحتفاء بي".
وبين حسن السبع أن الشباط من الرواد الذين حملوا شعلة الثقافة والصحافة المحلية منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، فأسس جريدة "الخليج العربي"، وأسهم بفعالية في الساحة الثقافية راصدا للحراك الثقافي والإبداع الأدبي بصفة خاصة في رحلة طويلة هي مزيج من العذوبة والعذاب، فقدم للساحة الثقافية حصاد سنين من الكدح، وأثرى الساحة بمؤلفاته.
وأشار الأديب محمد الخلفان إلى أن شمولية الشباط في الصحافة والأدب ومختلف حقول المعرفة وصفها بأنها "سمة جيل لم يثنه التعب أو الملل"، لافتا إلى أنه قدم تراثا مليئا بالفكر الناضج والخبرة والمعلومات الموثقة، فمن حق جيل الرواد علينا أن يكرموا لا تثمينا لجهودهم المتميزة لأن جهودهم لا تقدر بثمن، لكن اعترافا بفضل ريادتهم التي أبقتنا حلقة من حلقات تدفق شريان معينهم الذي لم ينضب. أما محمود الحليبي فأشاد بتكريم الشخصيات الثقافية في مهرجان الجنادرية، وأكد أن من أبرز سمات النهوض في المجتمعات البشرية الجهر بالتقدير للعظماء من أبنائها، ذوي الكفاءة والريادة وإقامة المراكز العلمية والثقافية بأسمائهم تخليدا لهم لما قدموا لأوطانهم من خدمات، ويعطي هذا التكريم أنصع الأدلة على فكر حضاري مستنير.
وقال عدنان العوامي إن ثلوثية الشباط الأسبوعية أسهمت في حل العديد من القضايا الثقافية، وكانت الصراحة هي الأساس؛ فأضفى فيها من علمه وثقافته الكثير من السمات التي خرجت بها عن النمط التقليدي المتعارف عليها في المنتديات الأهلية، وكانت تهدف إلى التواصل مع الأدباء بنقاش حر في مختلف المواضيع، وقد كرمته جامعة الدول العربية في مهرجان الرواد العرب عام 2002، ورغم ما يعانيه من ظروف صحية، إلا أنه لم يتوقف عن ثلوثيته سوى ملازمة السرير الأبيض فكانت هذه الثلوثية ملتقى لمحبي الثقافة والأدب.
وقال الدكتور خالد الجريان نائب رئيس النادي الأدبي إن إقامة تلك الندوة في الأحساء أسهمت بشكل فاعل في تبادل الأفكار وإثراء المعارف، فضلاً عن تعزيز العلاقات بين المشاركين.

الأكثر قراءة