«النمل الأبيض» يساعد على نحت المجسمات
امتدح علي الجاسر، النحات السعودي المشارك في قرية القصيم التراثية في مهرجان الجنادرية لهذا العام، النمل الأبيض (الأرضة) الذي ساعده في النحت، وذكر أن أفضل مجسمين لديه برزا بصورة جمالية كانت بمساعدة النمل الأبيض عن طريق النخر بالمجسم.
واستعرض النحات الجاسر، هوايته الحرفية التي مارسها لأكثر من 22 عاماً، بعد تخصصه في التربية الفنية واتجاهه إلى النحت على الخشب، وقال الجاسر، بدأت صقل هذه الموهبة بجمع قرون الأغنام لدمجها مع بعضها، مفيداً أنه رأى فيها شكلاً جمالياً ساعده على عمل التصاميم الجمالية، مضيفاً أن قلة النحاتين في المملكة كانت سبباً في اهتمامه بذلك الفن.
وأفاد أن البيئة المحلية لمنطقة القصيم مليئة بالخامات التي تحتاج إلى الاستكشاف، لافتاً الانتباه إلى أنه اكتشف بعض الخامات البيئية التي تساعده على النحت والخروج بمجسمٍ رائع يجذب المشاهد من خلال جذوع الأشجار المنتشرة في المنطقة ومنها الأثل، والكين، والبرسوبس، والأرطى، مشيراً إلى أن أفضلها في النحت هو جذع الأثل لوفرته في المنطقة ولأنه سلس ويتماشى معه في المجسم النحتي الذي يعمل عليه بسبب قلة صلابته عن غيره، ولأنه يفرض نفسه بجماله وإعطائه أشكالا جمالية وعجيبة، وذكر أنه حظي بمساعدة من حشرات النمل الأبيض (الأرضة) التي نخرت بعض المجسمات، ما ساعده في إبراز أشكال جمالية منها.
ورأى الجاسر أن فن النحت أصبح نادراً في المملكة، ولم يعد أحد يرغب في مزاولته، مبدياً استغرابه من استخدام جذوع الأشجار لإشعال النار والاجتماع حولها فقط، وعدم استخدامها وتسخيرها لأي وسيلة أو فن يبرز جمالها، ذاكراً بعض القصص الطريفة التي حدثت له، عندما كان في إحدى نزهاته البرية، وتعجب أصدقاؤه الذين شاركوه الرحلة وخرجوا للاحتطاب معه في سبيل التدفئة، حينما بدأ في عزل بعض جذوع الأشجار التي يرى فيها جمالاً وفكرةً لمجسمٍ في مخيلته، لا يراه أصدقاؤه في ذلك الجذع، وأنه مناسب لفنه النحتي.
وكشف الجاسر أن عدد القطع الفنية الموجودة في معرضه المشارك بقرية القصيم التراثية في مهرجان الجنادرية لهذا العام أكثر من 12 قطعة، حملت عدة مسميات، منها: الإسلام، السلام، الهمة، فلسفة الحياة، والعلم.