الأسهم السعودية .. توجه السيولة نحو القطاعات الآمنة يعزز جني الأرباح
يواصل مؤشر السوق المالية السعودية ارتفاعاته الأسبوعية، رغم تراجع السيولة في تداولات الأسبوع الماضي، الأسبوع الثاني من مارس الجاري، إلى ما دون عشرة مليارات ريال يومياً حققها السوق في تداولات الأسبوع الأول من الشهر نفسه.
وبلغ مؤشر TASI بإغلاقه في الأسبوع الماضي قمة جديدة له عند مستوى 9386 نقطة، حقق TASI بها ارتفاعاً في قيمته الأسبوعية بنسبة 1.5 في المائة، مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الأول من آذار (مارس) عند مستوى 9248 نقطة.
#2#
وقد جاء ارتفاع مؤشر TASI في الأسبوع الماضي بدعم من قطاعي المصارف والطاقة، وهما من قطاعات الأمان بالنسبة للسيولة الاستثمارية، بعد ارتفاع مؤشر قطاع المصارف بنسبة 2.40 في المائة، ومؤشر قطاع الطاقة بنسبة 2.5 في المائة.
أما قطاع الزراعة فقد كان أكثر القطاعات ارتفاعاً بنسبة 5.8 في المائة، نتيجة توجه السيولة إليه في تداولات الأسبوع الماضي، التي بلغ نصيبه منها 7.2 في المائة، وهو أعلى معدل تصل إليه القطاعات في مطلع تداولات العام الجاري، وحتى العام الماضي الذي احتل قطاع الزراعة 6.7 في المائة من تداولاته.
والحال نفسه في قطاع الاستثمار المتعدد، الذي ارتفع مؤشره بنسبة 2.5 في المائة بعد أن تضاعف نصيبه من التداولات الأسبوعية إلى 4.4 في المائة، وهو أعلى معدل يحققه القطاع هذا العام، بل وفي العام الماضي، الذي كان معدل نصيب القطاع من تداولاته 2.5 في المائة في 2013م.
#3#
ولم يتراجع في تداولات الأسبوع الماضي، الذي ارتفع فيه مؤشر السوق الرئيسي TASI بنسبة 1.5 في المائة سوى قطاعين هما قطاع الأسمنت (-1 في المائة ) وقطاع الاستثمار الصناعي بتراجع طفيف (-0.1 في المائة). أما قطاعا البتروكيماويات والاتصالات فكان ارتفاعهما دون ارتفاع المؤشر، بل ودون 1 في المائة.
أما قيمة التداولات الأسبوعية فقد تراجعت إلى 48.3 مليار ريال، بنسبة تراجع بلغت 3.6 في المائة، مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع السابق التي تجاوزت 50 مليار ريال.
ويظهر تحليل قيمة التداولات الأسبوعية استمرار توجه السيولة نحو قطاعات الأمان، بعد ارتفاع نصيب قطاع الاتصالات إلى 11 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، مقارنة بـ 7 في المائة نصيب القطاع من تداولات كانون الثاني (يناير) وتشرين الأول (فبراير) الماضيين، ومقارنة بـ 6.5 في المائة نصيب قطاع الاتصالات من تداولات العام الماضي 2013م.
كما حافظ قطاع المصارف على نصيبه المرتفع من التداولات، حيث بلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 11.9 في المائة، وهي أعلى من معدل نصيب القطاع من تداولات 2013م المقدر بـ 9.9 في المائة.
#4#
كما يظهر التحليل ارتفاع معدل نصيب قطاع الطاقة إلى 1.1 في المائة، مقارنة بـ 0.7 في المائة في العام الماضي، وقد دفع هذا ارتفاع مؤشر القطاع في الأسبوع الماضي بنسبة 2.5 في المائة.
ويظهر تحليل السيولة أيضاً تحول المضاربة إلى قطاعي الزراعة والتجزئة، فقطاع الزراعة احتل 7.2 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، وهو معدل أعلى من معدل القطاع في 2013م المقدر بـ 6.7 في المائة، أما قطاع التجزئة فبلغت حصته 6.4 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، وهي أعلى من معدل نصيب القطاع في كانون الثاني (يناير) وتشرين الأول (فبراير) الماضيين المقدر بـ 5.6 في المائة ـ وتقترب من معدل القطاع في 2013، البالغ 6.9 في المائة.
ويظهر تحليل السيولة توجهها نحو قطاع شركات الاستثمار المتعدد، الذي بلغت حصته من تداولات الأسبوع الماضي 4.4 في المائة، مقارنة بمعدل القطاع من تداولات 2013، المقدر بـ 2.5 في المائة.
كما بلغ قطاعا التشييد والبناء والاستثمار الصناعي أعلى معدل لهما بارتفاع نصيب قطاع التشييد والبناء إلى 5 في المائة، وبارتفاع نصيب قطاع الاستثمار الصناعي 7.7 في المائة، من قيمة التداولات الأسبوعية.
فنياً لا يزال مؤشر السوق المحلية الرئيسي TASI فوق متوسطاته المتحركة الأسية، متوسط 50 يوما عند مستوى 8930 نقطة، ومتوسط 200 يوم عند مستوى 8280 نقطة، ولا تزال متوسطات السوق في ترتيب إيجابي فنياً بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم.
أما التوقعات الفنية لمؤشر TASI في تداولات الأسبوع الجاري والتداولات المتبقية من شهر آذار (مارس) الجاري، فمن المتوقع دخول مؤشر TASI في مرحلة جني أرباح مرتقبة، حسب معطيات التحليل الفني، فالمؤشرات الفنية تشير إلى ذلك، منها مؤشر القوة النسبية RSI الذي يغلق فوق مستوى 70، وهو مستوى الخطر فنياً في هذا المؤشر، ويدل على زيادة كميات البيع من قبل المتداولين، ومثله مؤشر تدفق السيولة MFI الذي يغلق أيضا في منطقة الخطر فنياً أي فوق مستوى 80 في مؤشر MFI. كما تظهر القراءة الفنية لمؤشر الـ MACD Histogram توقع دخول مؤشر الـ MACD في السلبية الفنية، ما يعني تراجع مؤشر السوق TASI.
ويعزز توقعات دخول المؤشر في عملية جني الأرباح توجه السيولة نحو قطاعات الأمان، وقد اختارت قطاعي الاتصالات والطاقة في تداولات الأسبوع الماضي، مع بقائها مرتفعة في قطاع المصارف، الأمان الرئيس لها.
وقد يعزز هذه التوقعات تراجع مؤشرات الأسواق المالية العالمية في نهاية تداولات الأسبوع الماضي، وتراجع أسعار النفط لما دون 100 دولار، في مقابل ارتفاع أسعار الذهب واقترابها من مستوى 1400 دولار للأوقية.
وتبقى متوسطات السوق المتحركة خيارا لوقف الخسارة إذا كسر مؤشر TASI متوسطاته المتحركة التي هي نقاط الدعم له.