لأول مرة منذ 23 عاما .. المفتي ينيب ابنه للخطابة عنه
تغيب الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية أمس، عن إلقاء خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض، وذلك للمرة الأولى قسريا منذ تعيينه قبل نحو 23 عاماً إماما وخطيبا للجامع، وذلك إثر إصابته في الحوض نتيجة سقوطه داخل منزله الأسبوع الماضي.
ولم يعتد المصلون الحريصون على حضور خطب الجمعة مع المفتي هذا الغياب، إلا خلال وجوده في مكة للحج، والطائف في فترة الصيف، وحرص المصلون من المواطنين والمقيمين على الاطمئنان على حالة المفتي الصحية بالاستفسار من ابن الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ الذي خطب وأمّ المصلين أمس، نيابة عن والده، وذلك بعد انتهاء الصلاة، حيث كان السؤال الأبرز هو: متى عودة المفتي للإمامة.
وطمأن الدكتور عبد الله الحضور بتحسن صحة المفتي، داعياً الجميع الدعاء له بالعافية والصحة ولجميع المسلمين.
يأتي ذلك وسط إطلاق مغردين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاقا خاصاً للمفتي بعنوان "#دعواتكم_لسماحة_المفتي"، للتعبير عن أمانيهم ودعواتهم للمفتي بالشفاء العاجل، حيث حظي الهشتاق بآلاف التغريدات من جميع فئات المجتمع.
من جانبه، حذر الدكتور عبد الله آل الشيخ من الإسراف والتبذير في حياة السعوديين، واصفا الإسراف بأنه أصبح سلوكا عاما في حياة الناس، وأصبح الفقير يقلد الغني في ذلك، ويشرع في الاقتراض من أجل التباهي.
وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض، أهمية وجود جهات تتولى "الاحتساب" في التنبيه عن هذا الخطر، معدداً من أوجه الإسراف كالتبذير في حفلات الزواج، مما جعل كثيرا من الشباب يعزفون من الزواج بسبب التكاليف الباهظة.
وأضاف آل الشيخ أن التبذير في الماء والكهرباء يحرم الآخرين من الانتفاع بهما، خصوصا أن بلادنا تعاني شحا في موارد المياه، داعياً إلى تغيير هذه العادات والتقاليد السيئة.
ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلاً بقوله ــ صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل: يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".
وكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قد تم تعيينه عام 1420 مفتيا عاما للمملكة ورئيسا لهيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء، وذلك بعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ــ رحمه الله.