الأمير مقرن بن عبد العزيز: خادم الحرمين يتميز بالصدق الشديد .. والأمير سلمان مستشاري الخفي
من صفاته أنه يبتعد كثيراً عن الأضواء، لا تغريه "فلاشات" العدسات، ولا يجذبه صخب وضجيج الميكروفونات، ذلك لأنه صادق مع نفسه ومع الناس، منكر لذاته، يعمل بصمت دون ادعاء أو محاولات ظهور، ولديه إيمان راسخ وعميق بأن الأعمال تتحدث عن نفسها بهذه الخصائص والصفات والتعاملات العملية والتعاطي مع الإدارة؛ عرف الوطن مقرن بن عبد العزيز منذ أن بدأ حياته العملية ضابطا في القوات الجوية، مروراً بكل المراحل التي تبوأ فيها مسؤوليات قيادية، شارك خلالها في صناعة القرارات، فهو رجل دولة ويملك خبرة كبيرة في مجال العمل الحكومي، وكان قريبا من صناع القرار، فقد كان ضلعاً مهما من أضلاع القيادة الحاكمة، وجاء اختيار الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد مع استمرار منصبه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ليكون داعماً للحكم وليؤكد أن السعودية تتكئ على قادة حقيقيين يقفون على أساس صلب بني على أساس من الخبرة الطويلة ولتعطي درساً في الحكمة والروية، عرف عن الأمير مقرن ثقافته الواسعة حيث يملك مكتبة هائلة وضخمة بلغات مختلفة ومواضيع متعددة، يعشق الزراعة ومارسها، إضافة إلى الزراعة يعشق الطيران وعلم الفلك وكل ما يتعلق بالإدارة الإلكترونية وأتمتة الأعمال. يملك معرفة واسعة بالدول واللغات العالمية فهو في الأصل ضابط في القوات الجوية أكمل دراسته في هذا المجال في بريطانيا عام 1968، عرف عنه الجدية والانضباط والصرامة طوال خدمته العسكرية، إلى جانب ما يتمتع به من سمو الخلق وشهامة العربي الأصيل في كل أفعاله وأقواله.
تدرج الأمير مقرن بن عبد العزيز في العديد من المواقع فهو المواطن الذي لم يكف عن خدمة بلده منذ تخرجه في معهد العاصمة النموذجي عام 1967 وحظي بثقة خادم الحرمين الشريفين حاكما ورئيسا ومستشارا ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين وحاليا وليا لولي العهد فهو الأمير الذي أفنى خمسة عقود من عمره في خدمة الوطن والأمير مقرن من صناع التنمية والتطوير ويتمتع بخبرات جمعت بين العسكرية والمدنية، جعلت منه استثنائيا في جميع المواقع والميادين التي كلف بالعمل فيها. هذا باختصار هو الأمير مقرن بن عبد العزيز. الضابط، والطيار، والحاكم.
يقول الأمير مقرن في حديث سابق مع الشقيقة مجلة الرجل، لا شك أن عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله قد شهد قفزات نوعية في المجالات التنموية كافة، كالصحة والتعليم والأمن والخدمات، والمواطنون يلمسون هذا ويعبرون عنه بوسائل مختلفة.. كما أنني ألاحظ أن هناك رأيا عاما مُتفائلا بين المواطنين تجاه عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين والمنجزات التنموية التي شهدتها البلاد وبين أن هناك أمورا كثيرة تشغل بال خادم الحرمين الشريفين منها أحوال المواطنين ومعيشتهم ومستوى الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة، ليس آخرها متابعة الملك ، وفقه الله، أحداث السيول التي تعرضت لها البلاد أخيرا، وحرصه على سلامة المواطنين، ومُعاقبة المُقصرين في أداء مهامهم، ويؤكد الأمير مقرن أن خادم الحرمين الشريفين، يشعر من حوله بانزعاجه عندما تصله حفظه الله شكاوى من المواطنين تفيد بنقص الخدمات أو ضعف أداء أحد الأجهزة الحكومية. وفي المقابل من السهل جداً أن تشعر بالرضا والسعادة في وجه الملك حفظه الله فهو إنسان يتميز بالصدق الشديد.. وشفاف جداً في مشاعره، ولا يتصنع، وأبناء المملكة ينظرون للملك نظرة خاصة جداً وهم يعتبرونه المُنقذ لهم من كل الأزمات، هذه النظرة التي لدى المواطنين هي بالتأكيد هبة من الله عز وجل وتوفيق منه. وإجماع الناس على حب الملك عبد الله، واقتناعهم بأنه بمثابة الأب الحريص على أمور أسرته ورعيته، هو حصيلة للأعمال والمُنجزات التي شهدها عهده ، حماه الله، إضافة إلى سماته الشخصية التي تُجبر الناس على محبته، لشعورهم بأنه صادق ومُخلص. وبصراحة خادم الحرمين الشريفين مدرسة في جميع المجالات، إن تحدثت عن حنانه ورقته مع بعض المواقف التي تمر عليه ولا يبينها، وهو بالفعل من أرق خلق الله ودمعته قريبة عندما يشاهد طفلا أو إنسانا في حالة سيئة، وشاهده الجميع في مقابلته مع بعض أطفال شهداء الواجب، وكذلك دائما همه الأول والأخير المواطن، وهذا ما نسمعه وأسمعه شخصيا منه، فدائما يحث الوزراء في كل مناسبة، وكذلك لديه بُعد نظر بعيد جدا، فعلى سبيل المثال كان أطال الله في عمره منذ خمس سنوات يقول أنا في خاطري شيء ما منذ زمن إن شاء الله يتحقق، فعندما سألناه رفض إخبارنا وقال إنها في مخيلته منذ 25 سنة ماضية، ألا وهي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وفي حديث لنا بين أنه يرغب في إنشاء جامعة تكون من أفضل الجامعات على مستوى العالم، والهدف منها استقطاب العقول العربية والمسلمة بدلا من مغادرتها للغرب لعدم وجود مكان لاحتضانها، ويقول إن العلوم والأبحاث المتقدمة مكلفة والمردود غير معروف، وبالفعل نشأت الجامعة وهي في غنى أن أتحدث عنها. وفي موضع آخر من الحوار يؤكد الأمير مقرن أن علاقته مع الأمير سلمان منذ أن كان أميرنا في الرياض ولا يزال، وأيضا يعتبر هو مستشاري الخفي، فعندما تسلمت إمارة منطقة حائل بصراحة كانت خبراتي لا تتجاوز أني ضابط عسكري متوسط الرتبة، كانت لدي مسؤوليات ولكن لم تكن بالمستوى العالي، فعندما تمر علي قضايا أقوم بالاتصال بالأمير سلمان وأخبره بالقضية وأسأله عن ماذا يصنع إذا مرت عليه مثل هذه القضايا، فيخبرني بحكم خبرته وما مر عليه من قضايا من هذا النوع، وأتخذ الإجراء بما لا يخالف الشرع ولا النظام، وأكثر القضايا كنت أحلها بهذه الطريقة بالاستشارة منه حفظه الله، وحيال المجالس المفتوحة يقول الأمير مقرن لقد كان توجيه الملك، حفظه الله، واضحاً لجميع المسؤولين في الدولة بأن تكون أبوابهم مفتوحة لاستقبال طلبات المواطنين وملاحظاتهم وشكاواهم، وقد بدأ الملك ذلك بنفسه، فمجلسه معروف منذ عقود بأنه من أكثر المجالس اكتظاظاً بالمواطنين، واستقبالاً لمطالبهم وشكاواهم، والواقع أن الملك عبد الله يُدرك أن الأبواب المفتوحة ستُجبر المؤسسات والمصالح الحكومية والوزارات على الارتقاء بمستوى الخدمات والتواصل مع مُتلقي الخدمة من المواطنين. وعموماً فإن المجالس المفتوحة تقليد عريق ومن سمات الحكم السعودي وتميّز المملكة عن غيرها من الدول، وهذا ما يُفسر العلاقة الطيبة التي تربط بين الحاكم والمحكوم في بلادنا، وأكد الأمير مقرن أن الاستثمار في ابن الوطن هو رأس المال الحقيقي لهذه البلاد، وهو مجال الاستثمار الأكثر فائدة بين مجالات الاستثمار الأخرى، حيث لا شيء يوازي عوائده، ولهذا فإنني أعتقد أن الاستثمار في "ابن الوطن" ليس خياراً من بين خيارات، وإنما هو ضرورة مُلحّة يجب العمل عليها اليوم لنجني عوائدها غداً.