تسليك «سباك» أم تكتيك «مدرب»؟
انتشرت كثيرا في الآونة الأخيرة بعض الألفاظ القادحة التي يصف بها الجمهور الرياضي بعض اللاعبين أو المدربين أو حتى المحللين الرياضيين، ومن هذه الأوصاف وصف "سباك" فهناك من الجمهور من يقول على مدرب الفريق إنه لا يفهم شيئا عن الكرة ولا التكتيك وأنه مجرد "سباك" أتى إلى المملكة لتدريب الفريق الفلاني، ولكن مهنته الأصلية هي السباكة، وبداية أحببت أن أعبر عن احترامي لمهنة السباكة الشريفة والكريمة التي تجعل من نظافتنا وغسلنا ووضوئنا وحتى تحضير الطعام وعموماً عمل السباكة مهم جداً في المسكن والمكتب والملعب والطريق وفي كل مكان ونحن بلغة غريبة وغير محترمة نصف بها المدربين أو اللاعبين للتقليل من قدرهم وقدر مهنة السباكة نفسها.
ومع الأسف انتشرت هذه الألفاظ في مجتمعنا الرياضي حتى أصبحت تعبر عن أشخاص لهم تواجد إعلامي رياضي من خلال الصحافة والإذاعة والتلفزيون وغيرها حتى في مواقع التواصل الاجتماعي وتعبير عن حال من يكتبها من الإعلاميين في كتاباتهم وتغريداتهم، والمشكلة أن من يتم وصفه من المدربين واللاعبين اليوم بالسباك يتم مدحه غداً بأنه أفضل مدرب وأفضل لاعب وأقوى مهاجم وغيرها من الألقاب التي يستطيع أن ينشرها أصغر صحافي في الوسط الرياضي حسب ميوله وتشجيعه ورغبته في إبراز أحد لاعبي فريقه على لاعبي الفرق الأخرى.
نتطرق للمدرب الاسكتلندي ديفيد مويز الذي تم الإعلان عن إنهاء عقده مع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي مع قرب نهاية الموسم وخروج المان يونايتد من جميع المسابقات المحلية والأوروبية خالي الوفاض وعدم وجود شخصية للفريق في الفترة الماضية، وبالطبع الجانب المهم وهو السبب الأكبر في إنهاء عقد المدرب وهو خسارة مانشستر يونايتد لنحو الخمسين مليون جنيه استرليني في هذا الموسم في أسهمه في البورصة وفقدانه حتى عقد الرعاية التلفزيونية وهو الأمر التجاري الذي يديره ملاك النادي أصحاب الفكر الرأسمالي "أمريكيون".
ولكن الخطاب الإعلامي للنادي وهو يعلن ذلك وصف المدرب ديفيد لويز بالصادق والمخلص، تخيلوا بعد كل ما سبق من خسائر مادية ومعنوية وغيرها يأتي النادي الإنجليزي المحترم ليصف لويز بأوصاف جميلة وهو في طريقه للخروج من البوابة الرئيسة للنادي العريق ولكن السؤال هنا أين "السباك"؟ بالمناسبة تم تعيين النجم الويلزي رايان جيجز لقيادة الفريق حتى نهاية الموسم وبالأمس فقط مع إعلان مانشستر، لذلك زادت أسهم مانشستر في البورصة 6 في المائة،، فعلا نعم القرار.
نعود محلياً فمن كتابتي اليوم آمل من جميع من يقرأ هذا المقال أن يترك العنان لذاكرته ولتفكيره ليعد كم من المرات التي شاهد أو سمع فيها كلمة "سباك" في مجاله سواء الرياضي أو الإعلامي أو الاقتصادي أو الطبي أو الدوائي أو المالي وجميع المجالات ... وأنا على يقين أن الأخوان السباكين الذين يعملون بهذه المهنة المحترمة سنجدهم بأعداد كبيرة في كل المجالات.
لذلك أُطالب هنا بزيادة كلمة سباك لمن يتم وصفهم بالسباك ممن يعملون في مجالات أُخرى إلى مهنته الأصلية ليصبح على سبيل المثال الدكتور السباك فلان ابن فلان أو الأستاذ السباك فلان أو حتى المهندس السباك فلان والبروفيسور السباك فلان وغيرهم حتى يتم تمييزهم وتعريفهم، لأنهم جمعوا مهنتين مفيدتين ويمتلكون خبرة مميزة في مجالين حيويين ومهمين.
عموماً لا أعلم مع نهاية المقال أحسست بعد تفكير أن السباكين كثيرون فعلا، حتى كتابتي هذه تحتاج إلى مجهود للتسليك فيها والله يستر وأقدر أحصل على سباك كويس ورخيص علشان يتسلك المقال وتسلك الأمور ... مع احترامي وتقديري للسباك.
توقع خاص يوم الأحد الأهلي والشباب ... كأس خادم الحرمين الشريفين، ويا رب ما يطلع توقع "سباك".