المضاربة قد تدفع الأسهم السعودية لاختبار مقاومة 9800 نقطة
تراجعت السوق المالية في جلساتها الأخيرة من تداولات الأسبوع الماضي، بعد أن بلغ مؤشرها الرئيس TASI قمة جديدة له هذا العام عند مستوى 9636 نقطة في جلسته الأولى التي ارتفع فيها المؤشر 1.1 في المائة، قبل أن يتراجع متواصلا في الجلسات الأربع الأخيرة من الأسبوع نفسه، لتتقلص مكاسب مؤشر السوق إلى 0.27 في المائة بإغلاق TASI عند مستوى 9556 نقطة، كاسبا 26 نقطة خضراء مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع السابق عند مستوى 9530 نقطة.
وجاءت تراجعات مؤشر TASI بضغط من قطاع المصارف الذي تراجع للأسبوع الثالث على التوالي، بعد تراجع سيولته إلى أدنى مستوى لها، وبلغت 6.3 في المائة فقط من قيمة تداولات الأسبوع الماضي، وهو أقل معدل ناله قطاع المصارف، على المستوى الأسبوعي، مقارنة بنصيب القطاع من تداولات العام الماضي 2013 الذي بلغ 9.9 في المائة من قيمة التداولات، ومقارنة بحصة القطاع من تداولات الربع الأول التي بلغت 13.7 في المائة.
#2#
كما ضغط على مؤشر TASI قطاع البتروكيماويات الذي عوض خسارته في الأسبوع السابق بارتفاعه في تداولات الأسبوع الماضي بنسبة 1.3 في المائة، في الوقت الذي واصلت سيولته التراجع، وبلغت أدنى مستوى أسبوعي لها لتصل إلى 12.4 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، وهذه السيولة تعد الأقل مقارنة بما وصلت إليه حصة القطاع من تداولات الربع الأول المقدرة بـ 18.5 في المائة، بل والأقل مقارنة بمعدل نصيب القطاع من تداولات العام الماضي المقدرة بـ 14.7 في المائة منها.
وضغط على مؤشر السوق أيضا قطاعا الطاقة والاتصالات، وهما من القطاعات القيادية، بتراجع مؤشر كل منهما بنسبة 2.8 في المائة في تداولات الأسبوع الماضي، وهو التراجع الأسبوعي الرابع لمؤشر قطاع الطاقة والتراجع الأول لقطاع الاتصالات الذي شكل سمعة سلبية في إغلاق تداولاته الأسبوعية.
#3#
أما قيمة التداولات الأسبوعية فقد عادت إلى الارتفاع، حيث بلغت 55.5 مليار ريال في تداولات الأسبوع الماضي وبمعدل تداول بلغ 11.1 مليار ريال يوميا مرتفعا من معدل التداول اليومي في الأسبوع السابق، المقدر بـ 10.25 مليار ريال، أي بنسبة 8.3 في المائة.
جاء ارتفاع قيمة التداولات بسبب نشاط قطاعات المضاربة التي توجهت إليها السيولة، بعد تراجع السيولة من القطاعات القيادية الاستثمارية، فاحتل قطاع التأمين 22.2 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية، وهو الأعلى في تداولات نيسان (أبريل) الجاري، بل وأعلى من معدل نصيب القطاع في الربع الأول المقدر بـ 13 في المائة. يذكر أن نصيب قطاع التأمين من تداولات عام 2013م قد بلغ 19.2 في المائة. وسجل مؤشر قطاع التأمين بدخول هذه السيولة أعلى ارتفاع في تداولات الأسبوع الماضي بنسبة 7.6 في المائة على المستوى الأسبوعي، وهو الارتفاع الأسبوعي الثالث على التوالي.
فنيا لا تزال توقعات جني السوق لأرباحها قائمة بعد تحول السيولة من قطاعاتها القيادية إلى قطاعات المضاربة، خاصة قطاع التأمين، ولا يزال مؤشر TASI فوق نقطة دعم 9517 نقطة التي قاومته في تداولات تموز (يوليو) 2008، وربما تدفع المضاربة مؤشر TASI إلى اختبار مقاومة 9800 نقطة التي قاومته في تداولات حزيران (يونيو) من عام 2008.
#4#
ويعزز هذه التوقعات الاتجاه السلبي للمؤشرات الفنية، حيث لا تزال القراءة الفنية لمؤشر الـ MACD سلبية منذ نهاية تداولات آذار (مارس) الماضي، أما مؤشرا القوة النسبية RSI وتدفق السيولة MFI فلا يزالان في اتجاه هابط بعد بلوغ المؤشرين منطقة الخطورة الفنية فيها، بتجاوز مؤشر RSI مستوى 70 وتجاوز مؤشر MFI مستوى 80 فيها في مطلع تداولات نيسان (أبريل) الجاري.
أما بقاء مؤشر TASI فوق متوسطاته الأسية المتحركة، متوسط 50 يوما عند مستوى 9335 نقطة، ومتوسط 200 يوم عند مستوى 8600 نقطة فهو إشارة جيدة للمؤشر، لكنه لا يمنع توقعات جني المؤشر لأرباحه، ولا يمكن التنبؤ بها فنيا، في الوقت الراهن، بتوقعات مواصلة المؤشر لمساره الصاعد.
وتعد هذه المتوسطات نقاط دعم لمؤشر السوق الرئيس TASI في التداولات القادمة، بعد نقطة دعم متوسط السوق البسيط 20 يوما في مؤشر الـ Bollinger عند مستوى 9530 نقطة.
وأحال كسر مؤشر TASI نقطة دعم 9530 نقطة ونقطة دعم 9517 نقطة، فإن التوقعات ستكون بتوجه المؤشر إلى نقطة دعم 9335 نقطة متوسط 50 يوما المتحرك الأسي للمؤشر.
ويظل البقاء في السوق وفق هذه القراءة مغامرة تزاد فيها المخاطرة، ويصحب هذه المخاطرة توقع تحقيق المضاربين مكاسب عالية.
وذلك وفق قاعدة الاستثمار المالي أن العوائد تزداد مع زيادة المخاطرة، ويظل خيار بقاء المتداول أو خروجه قرارا فرديا بحسب رغبته في تحمل المخاطرة العالية، التي قد تؤثر على رأسماله، في سبيل الحصول على هذه العوائد.
أما خيارات وفق الخسارة فهي عند كسر مؤشر السوق TASI أيا من نقاط دعمه الثلاث السابق الإشارة إليها، وذلك حسب قرار المتداول.