تخلص من تصانيفك !!
لا يزال مستوى وعيك ضئيلا ما دمت تعامل الغير وفقا لعائلته، وجنسيته، وهويته، وعقيدته!
تصانيفك التي تصنعها وتقولبها وتحكم بها على الآخرين لا تعني أبدا أنك ذا عقل واع.
القولبة المجتمعية تلك، والبرمجة التي تبرمجت عليها، سواء ممن حولك، أو حتى من بيئتك ومجتمعك.
يلزمك التخلص منها!
كيف لك أن تصنف عائلة معينة -مثلا- بأكملها بصفة معينة!
أو جنسية معينة بصفة معينة!
أو تحكم على من تقابل أو تتعرف عليهم فقط من تصانيفك التي شكلت لك صورا، لا تتنازل عنها في أحكامك وتعاملك مع الذين تصنفهم حسب ما تبرمجت عليه!
ذلك ظلم، في حق نفسك، وحقهم،
قبل أن يكون جهلاً، وقلة وعي، تحتاج لإعادة تسوية في فكرتك، أيا كانت،
فأنت تحكم على نفسك في كل مرة تقابل فيها شخصا تسأله عن اسمه، أو وطنه، أو هويته،
بأنك لم تصل لمرحلة الوعي بأن الانسان إنسان أيا كان جنسه، ولونه، وقبيلته، وأن ما يقدمه هو ما يحدد لي ما شخصيته، وليس ما قدمه أجداده وأسلافه!
إننا نعيش في وقت صار يتباهى به البعض بما صنع غيرهم ممن يحملون ذات القبيلة أو الجنسية!
وهذا يجعل الآخرين يرتدون أردية ليست لهم!
ويتقنعون بأقنعة وهمية مُزيفة، ويضعون شماعة التلبس بالتفاخر بما لم يصنعوه هم بل صنعه غيرهم ممن ينتمون إليهم قبلية أو جنسية حتى!
فأي جهل أن أقول : "أجدادي صنعوا في التاريخ حضاراتٍ وأمجاد!"،
أنا أريد منك ماذا صنعت أنت؟
وماذا قدمت أنت؟
ولا يهمني ماضيك، أو ماضي من انتميت إليهم.
بقدر ما يهمني حاضرك واللحظة التي تتجرد بها من كل أقنعة لا تخصك، ولن أحكم بها عليك.
أيا كان وطنك، وجنسك، وهويتك، واسمك!
إن الاسلام دين التصالح، والحضارة، والجمال، والحب اللآمشروط، والرقي، والإنسانية الحقيقية العميقة، فند كل هذه الجاهلية.
دعانا لأن نعامل الغير بالإحسان، إن كان مسلما فذاك واجبنا،
وإن لم يكن مسلما فهو واجبنا أيضاً كي يرق قلبه لهذا الدين العظيم الذي يدعو للحب، وللسلام، وللتراحم حتى ممن لا يحملون نفس الديانة!
تذكر دائماً أنك تحتاج لفلترة دورية في إسقاط كل التصانيف والبرمجة التي شكلت لك صورا ليست جيدة عن بعض العوائل والجنسيات وغيرها.
عامل كل من تقابله بمبدأ الرقي، والتعاطف، واللطف، والابتسامة الصادقة، حتى تعطي انطباعا حسنا وتخلص من جميع ما لديك من تراكمات عن قوالب مجتمعية وأفكار سلبية لا تزيدك إلا جهلا.