بالأخضر .. تكون الحياة أجمل
عندما أدرك المتوكل تأثير البيئة على سلوك الفرد و منطقه في القصة الشهيرة بينه وبين الشاعر على ابن الجهم، أمر بدار فيها بستان حسن على شاطئ دجلة للشاعر فخرج علينا ابن الجهم بقصيدة من روائع الأدب العربي في الغزل.
(عيون المها بين الرصافة والجسر) لم تكن مجرد قصيدة جميلة يتناقلها الشعراء فحسب بل هي دعوة غير مباشرة لمحاربة التصحر وحماية البيئة والحفاظ على الغطاء النباتي من حولنا.
قبل فترة ليست بالبعيدة سعدنا جميعا بجهود وزارة الزراعة في مكافحة قطع الأشجار للتدفئة في سعي حثيث للحفاظ على الغطاء النباتي في المنطقة. كان ذلك عن طريق حملات توعية و تكثيف الإرشاد.
بالتأكيد لم يكن ذلك من باب الرفاهية أبدا فالاحتطاب الجائر يشكل تعديا صارخا على البيئة. و اليوم يدفعنا التفاؤل والأمل ونحن نشاهد حاويات نظافة صديقة للبيئة يمكن أن تسهم في تدوير النفايات بشكل فاعل في أن تنتشر في مثل هذه الحاويات في جميع شوارع المدن.
هذه الجهود مجتمعة كلفت الدولة بالتأكيد الكثير من الأموال التي نطمح أن تؤتي نتائجها بدعم من الجميع حتى نصل إلى درجة من الوعي بأبسط الواجبات تجاه هذه البيئة.
وفي موقف أكاد أن أجزم أنه مر على الكثير منا عند أكثر في إشارة ضوئية حيث تقف لمدة لمدة دقيقة فتفاجأ بشخص يفتح نافذة سيارته ويرمي النفايات منها أمام مرأى الجميع دون أدنى اهتمام أو مبالاة للأثار المترتبة على ذلك. في المقابل وعلى النقيض تماما تابعت مبادرة على بعض وسائل التواصل الاجتماعي لبعض الغيورين على البيئة بهدف زيادة اللون الأخضر.
الأفكار الجميلة كثيرة بالتأكيد لكن توحيد الجهود و العمل بشكل متناغم هو ما يمكن أن يحقق الأهداف. فعلى سبيل المثال ما أجمل أن تتحول بعض المخالفات المرورية إلى أعمال تتعلق بالخدمة الاجتماعية بدلا من المخالفة المادية بحيث تقوم بزراعة مساحة محددة مقابل كل مخالفة. أو أن يتم التنسيق مع البلديات لتخصيص مناطق يقوم طلاب المدارس باستصلاحها في تنافس محمود على حب هذه البيئة.
أعلم أننا في منطقة صحراوية و هناك الكثير من العقبات التي تحول دون تحقيق مثل هذه الأهداف لكن شح المياه لا يمنعنا من الحفاظ على ما نملك من غطاء نباتي على أقل تقدير.
نحن نسمع بين وقت و آخر عن تقنيات جديدة في بعض الدول لتحويل المناطق الصحراوية إلى أراضي زراعية ورغم أن هذا ليس مجالا لنقاش علمي حول التقنية وأحدث ما وصلت إليه، لكنه يثبت أن السعي الدؤوب لمثل هذه الأهداف يمكن أن يحقق النتائج المأمولة.
فقط لا تسمح لنفسك بأن ترى ورقة ملقاة على الأرض دون أن تضعها في مكانها الصحيح ثم لا تسمح لغيرك أن يتعدى على جمال هذه الطبيعة من حولنا بإلقاء النفايات على الأرض وليكن شعارك دوما (بالأخضر .. تكون الحياة أجمل)