شخصية الأسبوع (11)
توفي بنهاية الأسبوع طفلان لم يتجاوزا السادسة بعد شربهما مادة الأسيد القاتلة، وهو أمر ألقى بظلاله على مدينة الهياثم. أدعو الله أن يجعلهما شفيعين لأهلهما.
حالة وفاة أخرى لطفل في الحادية عشرة، إذ تعاونت خادمتان على قتله. بغض النظر عن الأسباب والألم الذي يعقب مثل هذه الأمور أقول: لا بد من المحافظة على مسافة اعتبارية بين الخادمات وساكني البيت. أظن أفضل وسيلة لحفظ هذه المسافة هو إيكال العلاقة معهن للوالدة، هذا يمنع بحول الله الكثير من المشكلات التي يسببها الاتصال المباشر مع الخادمات.
بالمنظور نفسه يجب أن يكون التعامل مع السائقين مسؤولية الأب فقط. المحاسبة وطريقة العمل وتحديد المطلوب يتم عن طريق الأب، وليس لأي شخص آخر أن يفعل ذلك، خصوصا أن السائق يمكن أن يكون ضرره أكبر. والله هو الحامي للجميع.
*****
حالة وفاة ثالثة وقعت عندما جرفت السيول سيارة واحد من كبار السن وهو معروف بخبرته ومعرفته. الحكمة هي أنه مهما يبلغ المرء من العلم والمعرفة، فهناك أمور يجب ألا تكون من قبيل المضمون، والسيل وغدره وسرعة تحوله وحركته كانت خلال السنوات الماضية عناصر مؤثرة في حياة المجتمع السعودي، ولعلنا نتعظ.
*****
بعيدا عن الأخبار المؤلمة يأتي خبر مفرح برغم تأخره كثيرا. إذ قررت جمعية الثقافة والفنون في الطائف تكريم الشاعر يوسف رجب. يعيش الشاعر في دار الرعاية الاجتماعية، وكان مهملا من قبل كل الجمعيات والفنانين، بل إنه ذكر أن البعض كانوا يزورونه لمجرد التشفي.
أمر مؤسف أن يترك المبدعون ليموتوا بعيدا عن عناية المجتمع والدولة. هناك كثيرون من أمثال يوسف رجب يقبعون خارج الذاكرة الجمعية، وبعيدا عن العناية والاهتمام اللذين يستحقونهما. تساءلت وأنا أقرأ الخبر كيف لأمة تكرم لاعبي الكرة وتدفع الملايين لرضاهم ويتنافس كبارها في الحصول على عقودهم بعشرات الملايين، وتهمل المبدعين والعلماء وتزيد في أذاهم، كيف لها أن تتوقع مستقبلاً زاهراً؟!
شخصية الأسبوع هي كل أولئك المبدعين والعباقرة المهمشين. وهي بمثابة دعوة لإنشاء برنامج "الوفاء لأهل الإبداع والعطاء". لا بد أن تتبنى الدولة والجمعيات الأهلية والمواطنون في كل المناطق هذا البرنامج، لنرد بعض الجميل لمن يستحقون.