جمالية الدين في شهر التراحم !!

إن من جماليات هذا الدين العظيم وقداسته، أنه استوفى كل ما يجعل منا أمة مترابطة في شرعه لنا الصوم الذي هو تذكير لنا بمن لا يملك الطعام فيموت جوعًا!
ومن جمالية الصوم على وجه التحديد أنه عبادة سرية خاصة عميقة بينك وبينه ليست كسائر العبادات الاخرى، تعلو بك وتعلمك كيفية التعامل مع من تحب دون خيانته أو التحايل عليه في أن تصوم أمام الناس وتشرع في الأكل إذا لم يروك!
إنها عبادة روحانية تجددك، وتعلمك فنون الصبر والتحمل، يكفيك أنك تتشارك بها مع الجميع، بمشاعر كبيرة متجلية في الدعاء، والذكر، واعداد الفطور، والإلتفاف حبًا حول السحور، وزيارة أحبابك، والصلوات الليلية التي تبعث بها بدعواتٍ مع يقين بأن الرب لن يخذلك!
أي دين هذا الذي يدعوك إلى أن تتعلم آليات المحافظة على نفسك في صيام شهر جليل؟
أي دين جميل وعميق كعمق هذا الدين الذي يدثر لك ليلة في آخر الشهر الذي شرع لك صيامه بأن يكون لك فضل وشرف في أن تكتب ممن عتقت رقبته عن النار؟
إن رمضان ليس كسائر الشهور،
له من الفضل والعظمة ما يقوي من عزمنا في أن لا نضيعه بملهياتٍ تسرقنا من اتصالاتنا الربانية ومن روحانيتنا العميقة، ومن مشاعرنا التي تنصب حبًا مع الله.
هذا الشهر شهر التراحم، شهر الحب، شهر الإحسان، شهر الكلمة الطيبة، شهر بروز الجمال الداخلي الذي يتجلى في اتصالاتك الخاصة به سبحانه.
شهر الرحمة والتسامح، شهر التصالح والعفو، شهر يطهر النفس من شوائب عام كامل، وسنة متخمة بالذنوب والأوجاع التي يغسلها ويمسحها هذا الشهر.
شهر المغفرة الحقيقية التي تمنح القلب السلام والراحة.
شهر انعتاقك من كل ما يرهق روحك المثقلة بالخطايا.
إن رمضان يأدبنا، وينتزع منا ما كان لا يليق بنا كمسلمين، رمضان يقوي من علاقتنا بالرب لكوننا نصوم عن كل ما نستطيع الآتيان به لولا رغبتنا بأن نصوم لأجله ونمتنع عن كل ما يبطل صيامنا من أجله أيضًا.
فلهذا الشهر حرمة، ليتنا ندركها ونسعى لأن لا ننتهكها ليس إلا حبًا ورغبة في ذلك.
لنتشارك بحب كل العبادات التي تزيد من إطر العلاقة مع الخالق سبحانه.
فأن رمضان ليس كل يوم، إنما هو شهر يطل ثلاثين يومًا سريعة ويرحل!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي