أحاديث رمضان ..

أحاديث رمضان ..

قمة عالية، وأصول ثابته، وأمل بالمغفرة يتجدد، وكفن الذنوب أوشك على الإنتهاء، عبارات الطمأنينة تعم، وأصوات المساجد سوف تعلو بالصلاة، و نفوس تحمل شيء من السكينة، و أمور سوف تتبدل بالتفاؤل ، وطموح الرضا و فرحة تجدد الوصول إلى الهدف بكل ثقة، عندما أتحدث عن رمضان سوف أقلب المقدمة إلى هدوء و معاني تدخل النفوس بكل أريحية ، رمضان ماذا سوف تكون حياتكم به ،هل سوف يكون كسائر شهور التي مضت ، أم هناك رؤية أخرى تجمع أحاديث الوجع و تعترف لربك عن لهيب الألم ، أم تنشغل بدنياك عن هم أخرتك، هنا تساؤلات لا تنتهي، ماذا سوف نصنع بالماضي المروع ، و ألم الحاضر المُر، هل سنجمع الشتت أم ننظر للحاضر بكل سخرية ، أن لا هناك ألم و رمضان قد أتى ، أم أن الذنوب هي التي لا تجعل لنا مكان نعيد فيه بناء أنفسنا ، أم لم نطلب الهداية حتى الآن، أم أن الحاجة قد توقفت و النجاة موجودة لم تغيب ولنا الثقة بحملها ، أم هو شهر و ينتهي كسائر الشهور، أم لم نهتم بأمر الفوز بالجنان إلى حد سواء، أم العذر أننا نحمل نية العمل ولم نعمل بالفعل به إلى الآن، رمضان أحد كنوز المغفرة و الفوز بالجنان ، لكن هل استثمرنا وفكرنا بشراء تلك الجنان، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلِ الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين) رواه مسلم.
لم يبقى سوى شياطين الإنس التي تحول بينك و بين نفسك لكن أعمل بهذا الحديث لكي تفوز ويكفيك الله عن كل شيطان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلِ الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه،فأي حياة سوف تغذي بها النفس والجسد حين تدرك و تعقد أمر الإيمان بالقلب، سوف تكون بخير ولن تخسر أبداً ،وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلِ الله عليه وسلم قال: (ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي في "السنن"، والضياء في "الأحاديث المختارة"، وإسناده حسن، هو شهر القرآن أي الشهر الذي نزل به القرآن هذا دليل لعظم شهر رمضان ،وفي قولة تعالى(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) فسرها العلماء في قوله : ( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) هذا مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه) و(بينات ) أي : ودلائل وحجج بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبرها دالة على صحة ما جاء به من الهدى المنافي للضلال ، والرشد المخالف للغي ، ومفرقا بين الحق والباطل ، والحلال ، والحرام .
هذا هو القرآن فكيف حاله بشهر عظيم كرمضان، أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال ، أسأله أن يبعدنا عن كل سبب يجلب الندامة و الخسارة و ندخل بسببه النيران، اللهم ادخلنا الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب يا ارحم الراحمين استجب منا الدعاء، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة