شهر التهذيب ..
لم يكن يومًا التغيير إلى الأفضل شيئًا يمكن أن تندم عليه.
إن الإنسان لم يخلق مُبرءًا من العيوب، ولكل إنسان أخطائه سواءً كانت الدينية أو الاجتماعية أو السلوكية والأخلاقية وغيره، ولكن ذلك لا يشفع لنا ابدًا بأن نستمر عليها.
وانه لمن فضائل الله علينا أن وهبنا شهرًا عظيمًا للتغير، شهرًا لتهذيب النفس، ومحطة إنتقال إلى أسلوب حياةٍ أفضل.
علينا أن نستشعر نعمة أن الله اصطفانا لنعيش حتى رمضان هذا العام، فلا تفرط بنعمة كم يتمناها غيرك.
قارن بين نفسك رمضان السابق والآن، هل تغير بك شيء خلال عام كامل؟ هل تغيرت إلى الأفضل؟ هل فعلت أي شيء ينفعك يوم لا ينفعك مال ولا بنون؟
إن روحانية رمضان تدفعنا لاستشعار عظمة الذنوب، ومراقبة الله، والإبتعاد عنها ولو كان عند البعض مؤقتًا، لذلك فانه من هنا ستكون بدايتك.. فالسبب الذي جعلك تتركها مؤقتًا بإمكانه أن يجعلك أن تتركها إلى الأبد.
حاسب نفسك.. عوّدها على الندم، فالحياة تمر سريعًا دون أن نشعر بذلك، وتذكّر أن الذي توفي بالأمس كان يظن أنه سيعيش اليوم. فالعمر يمر، وباب التوبة لا يزال مفتوحًا ينتظرنا أن ندخل إليه.
واعلم أن رمضان أكبر فرصة لغفران الذنوب ورضا الله تعالى. فقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (..ورمضانُ إلى رمضان مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر). وقد قال ايضًا: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه). فأحتسب لله وانوِ أن يكون صيامك وقيامك تكفيرًا لذنوبك كلها، وبداية التوبة النصوح التي ستوصلك إلى الجنة.
اجعل رمضان محطة النور التي تنير حياتك بالإصلاح والخير والقرب من الجنان، طهّر نفسك من كل ما يلوثها، أترك عنك الأخلاق التي تنفر الأشخاص منك، أملأ قلبك بالحب والإيثار، فالجنة لا تريد الا قلبًا صالحًا خاليًا من الأحقاد. وتذكّر أن الحياة لا تحلو إلا برضى الله والقرب إليه، وراحة الضمير، وحب الغير.
ها هو رمضان في بدايته، والفرص والأجور العظيمة بين يديك، فاختر انت ما شئت. اسأل الله أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل ويفتح على بصائرنا وقلوبنا.