فرص ابتكارية لتحليق الطائرات بدون نوافذ لخفض الوزن والتكاليف
تخيل أن تكون على متن طائرة حيث الشاشات، بدلاً من النوافذ، تبطن صور مشروع المقصورة عن السماء في الخارج. إنها تكنولوجيا جديدة يمكنها أن تساعد على خفض وزن الطائرة، التي قد نراها قريبا على متن طائرات ركاب تحلق في الهواء بدون نوافذ.
شاشات العرض البلاستيكية التي سيتم استخدامها في كابينة الطائرة تعتبر تطبيقاً من عدة تطبيقات للإلكترونيات القابلة للطباعة التي يجري تطويرها في مركز لعمليات الإبداع في سيدجفيلد في شمال شرق إنجلترا، هي جزء من مراكز شبكة التكنولوجيا التابعة للحكومة والمعروفة باسم كاتابولتز (المقاليع).
باستخدام الأحبار الموصلة، الإلكترونيات المطبوعة – وهي التكنولوجيا التي وعدت منذ فترة طويلة ببث الحيوية في منتجات ابتداء من زجاجات العطور إلى تغليف المواد الغذائية - يمكن أن تتضمن دوائر كهربائية في ورق مقوى وبلاستيك مقابل مجرد بضع بنسات لكل وحدة. في المستحضرات الصيدلانية، يمكن للتعبئة والتغليف الذكي أن يخبر المريض بموعد تناول الدواء، على سبيل المثال.
إمكانيات التكنولوجيا في مساعدة الشركات المصنعة للطائرات على استحداث طائرة بدون نوافذ هي التي تسبب معظم الإثارة في مركز عمليات الابتكار.
وعن طريق استبدال النوافذ بشاشة عرض تفاعلية من البلاستيك، سينخفض وزن الطائرة، وهو ما يساعد على خفض تكاليف الوقود.
يقول توم تايلور، الذي يشكل جزءاً من فريق الإدارة في مركز عمليات الابتكار في مقاطعة ديرهام: "خفض وزن الطائرة هو [هدف] رئيسي لهذه الصناعة".
في حين إن الطائرات بلا نوافذ ليست مفهوماً جديداً – شركات خطوط الشحن والطائرات العسكرية لا تميل إلى أن يكون لديها نوافذ – إلا أن الشركات المصنعة للطائرات التجارية قد أجلت تلك الفكرة، حتى الآن بسبب المخاوف من أنها قد تكون من غير محبوبة من قبل الركاب.
رغم ذلك، أعلنت أحدى شركات الفضاء الأمريكية عن خطط للمضي قدماً في هذه الفكرة. وفي هذا العام، قالت شركة سبايك للفضاء "إنها قد تشمل مقصورة بلا نوافذ في طائراتها سبايك S-512 الأسرع من الصوت، التي من المقرر إطلاقها في عام 2018".
فيك كاشوريا، رئيس سبايك للفضاء، يؤمن بأن الفوائد الناتجة عما يسميه "المقصورة الرقمية المتعددة" ستساعد في الحصول على الركاب. وكما يقول: "سيكونون قادرين قريباً على تجربة منظر بانورامي رائع للعالم الخارجي".
ومع ذلك، كما يقول، لا تزال الشركة تخطط لتشمل عدة نوافذ لأغراض الطوارئ، التي سيكون الركاب قادرين على استخدامها لإلقاء "نظرة سريعة" على الخارج.
وفي المملكة المتحدة، استمر مركز عمليات الابتكار في العمل مع الشركات لتطوير سلسلة توريد في المملكة المتحدة للتكنولوجيا التي ستفيد الصناعات التحويلية البريطانية. بل هو أيضاً في محادثات مع شركات صناعة الطائرات حول توظيف المواد والمكونات.
ويقول تايلور "يمكنك أن ترى أوائل هذه المنتجات وهي تطرح في الأسواق في غضون ثلاث الى أربع سنوات".
#2#
التطورات التكنولوجية مثل هذه هي الغرض من شبكة المقاليع في المملكة المتحدة - مراكز التكنولوجيا والابتكار التي تهدف إلى تطوير البحث إلى النقطة التي يمكن أن يتحول فيها إلى مشاريع تجارية ناجحة. من الناحية التقليدية، تخلفت المملكة المتحدة عن نظيراتها الأوروبية والأمريكية في هذا المجال.
وكان قد تم إطلاقها من قبل الحكومة في عام 2011، وفي آذار (مارس) طلب فينس كيبل، وزير الأعمال، إجراء مراجعة لما تم إحرازه من تقدم من هيرمان هاوزر، المؤسس المشارك لشركة آكورن كمبيوتر، الذي اقترح المراكز في تقرير لحكومة حزب العمال.
تعتزم الحكومة استحداث تسعة منها على مدى خمس سنوات بقيمة تبلغ 1.4 مليار جنيه استرليني من الاستثمار العام والخاص. حتى الآن، سبعة منها، مع اثنين آخرين - يركزان على أنظمة الطاقة والدقة الطبية - لتفتح في العام المقبل. وهي توظف 1500 شخص من العلماء والمهندسين.
ولم يخفِ كابل رغبته في أن يرى شبكة المقاليع وهي تنافس الأمثلة الخارجية، مثل جمعية فراونهوفر في ألمانيا، التي تأسست في عام 1949 وتوظف أكثر من 22 ألف شخص في 67 مركزاً. تمويل فراونهوفر يجعل التمويل في المملكة المتحدة يتضاءل أمامه، مع ميزانية بحث سنوية تبلغ ملياري يورو.
وبينما تلقى المراكز ترحيباً من جانب الصناعة، إلا أن كثيرين يعتقدون أنها بحاجة إلى مزيد من التمويل بشكل كبير إذا ما أرادت أن تنافس نظيراتها في الخارج.
في مراجعة للتصنيع المتقدم لحزب العمال في حزيران (يونيو)، حذر المدير التنفيذي لشركة جاكوار لاند روفر مايك رايت من أن الحكومة يجب ألا تزيد عدد المقاليع دون زيادة التمويل.
وقال رايت لصحيفة فاينانشيال تايمز: "نحن لسنا بحاجة إلى مراكز كثيرة ولكن لوضع مزيد من الموارد ومزيد من التركيز ومنحها الوقت لتزدهر".