7 طرق تنقل فيها الحجيج من بلدانهم إلى مكة المكرمة عبر التاريخ

7 طرق تنقل فيها الحجيج من بلدانهم إلى مكة المكرمة عبر التاريخ
7 طرق تنقل فيها الحجيج من بلدانهم إلى مكة المكرمة عبر التاريخ
7 طرق تنقل فيها الحجيج من بلدانهم إلى مكة المكرمة عبر التاريخ

سلكت قوافل الحجاج منذ أن فرض الله الحج على المسلمين دروبًا وسبلاً عدة، ملبية وميممة وجهتها لبيت الله العتيق، تهفو قلوبهم لأداء الركن الخامس من الإسلام، فسارت الجماعات والأفراد بتعدد أجناسها من كل فج عميق، حيث حفظت المصادر التاريخية سبع طرق رئيسية.

وتعددت طرق الحج ومن أشهرها طرق الحج العراقية والشامية والمصرية واليمانية والعمانية، وقد أولى الخلفاء والسلاطين المسلمون عنايتهم بطرق الحج، ودليل ذلك ظهور وظيفة أمير الحج، الذي يقوم برعاية الحجاج وإقامة المحطات على الطرق، وتحديد المسافات بين المحطات.

ففي عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بذلت عناية خاصة بالطريق ما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، فاهتم بإنشاء الاستراحات والنزل في المدينة المنورة، ليتمكن الحجاج والمارة من النزول فيها خلال سفرهم.
#2#
وحفظت المصادر التاريخية سبع طرق رئيسية كانت تأتي من أنحاء الدولة الإسلامية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة هي طريق الكوفة / مكة المكرمة، وتعد هذه الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي واشتهرت باسم "درب زبيدة" نسبة إلى السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد، التي أسهمت في عمارتها فخلد ذكرها على مر العصور.

أما طريق البصرة / مكة المكرمة، فتعد الطريق الثانية في الأهمية، حيث تبدأ من مدينة البصرة مرورا بشمال شرق الجزيرة العربية عبر وادي الباطن مخترقة عدة مناطق صحراوية أصعبها صحراء الدهناء، ثم تمر بمنطقة القصيم التي تكثر فيها المياه العذبة والوديان الخصبة والعيون، وبعدها تسير الطريق محاذية لطريق الكوفة - مكة المكرمة حتى تلتقيا عند محطة أم خرمان "أوطاس" التي تقع على مسافة عشرة أميال من موقع ذات عرق.

وتلتقي طريق البصرة بالطريق الرئيسية الممتدة من الكوفة عند منطقة معدن النقرة التي تتفرع منها طريق تتجه إلى المدينة، ويبلغ طول الطريق نحو 1200 كيلو متر.
والطريق الثالثة طريق الحج المصري ويسلكها حجاج مصر ومن رافقهم من حجاج المغرب والأندلس وإفريقيا في طريقهم إلى مكة المكرمة متجهين إلى شبه جزيرة سيناء للوصول إلى أيلة "العقبة" وهي أول محطة في الطريق، وبعد أيلة تمر قوافل الحجاج على حقل، ثم الشرف، ثم مدين "مغائر شعيب - البدع".

وطريق الحج الرابعة هي طريق "الحج الشامي" وتربط بلاد الشام بالأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعرفت باسم التبوكية نسبة إلى بلدة تبوك التي تمر عليها.
وتبدأ مسارها من دمشق وتمر ببصرى الشام "درعا"، وبمنازل أخرى أهمها أذرعات، ومعان والمدورة "سرغ" ثم تدخل أراضي المملكة لتمر على حالة عمار، ثم ذات الحاج في تبوك، ثم الأقرع، ثم الأخضر الذي تقع فيه محطة المحدثة، ثم محطة المعظم، ثم الحجر، ثم العلا، ثم قرح.
#3#
وطرق (الحاج اليمني) من طرق الحج التي ربطت بين اليمن والحجاز منذ العصور القديمة، لذا فقد تعددت طرق الحج اليمنية واختلفت مساراتها، وتعددت كذلك المدن التي تسير منها، ولعل أهم العواصم اليمنية التي كانت تنطلق منها جموع الحجاج اليمنيين إلى مكة هي عدن، وتعز وصنعاء وزبيد وصعدة في شمال اليمن.
وكانت بعض مسارات تلك الطرق تلتقي بعضها ببعض في نقاط معينة، مثل طريق تعز زبيد وطريق صنعاء الداخلي إلى صعدة.

ومن أهم الطرق التي كانت مفضلة لدى حجاج بيت الله الحرام القادمين من طريق اليمن الطريق التي تمر بشمال اليمن وتخترق منطقة عسير الجبلية إلى أن تصل إلى الطائف ثم إلى مكة المكرمة، وعلى الرغم من أن الطريق تجتاز مناطق ذات طبيعة تضاريسية صعبة، إلا أنها كانت مفضلة للحجاج وغيرهم لأنها تمر عبر أراض خصبة دائمة الخضرة وقرى وبلدات تتوافر فيها المياه ويكثر فيها الغذاء.

أما طريقا الحج العماني اللتان يسلكهما حجاج عُمان إلى المشاعر، فإحداهما تتجه من عمان إلى يبرين، ثم إلى البحرين، ومنها إلى اليمامة، ثم إلى ضريه.
وتشير المصادر الجغرافية إلى أن ضريه كانت ملتقى حجاج البصرة والبحرين، حيث يفترقون بعدها إذا انصرفوا من الحج، فيتجه حجاج البصرة شمالاً وحجاج البحرين باتجاه اليمين، كما كان بإمكان القوافل القادمة من عمان اجتياز منطقة الأحساء لتلتقي بطريق اليمامة مكة المكرمة.

وتعد طريق حج البحرين - اليمامة - مكة المكرمة رافداً مهماً من روافد طريق حج البصرة، لما لها من أهمية، إذ إنها تعبر الأجزاء الوسطى من الجزيرة العربية، مارة بعديد من بلدانها وأقاليمها، وتربط بين الحجاز والعراق مركز الخلافة العباسية، وقد حظي حجاج هذه الطريق برعاية الدولة الإسلامية وخصوصاً في توفير الخدمات المهمة، وحماية الحجاج السائرين عليها من أي اعتداء يقع عليهم من قطاع الطرق.

الأكثر قراءة