بين ملكين.. ملك تبكيه العيون وملك يحتضن العيون
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
لا شك في أن فاجعة فقدان الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز مصاب جلل، لم يقتصر أثره على أفئدة السعوديين فحسب، بل أحزن كل بيت عربي ومسلم. إذ يتمتع فقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله بعلاقة ــ حب تصل للعشق بينه وبين شعبه. فعلى الرغم من أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ توفي وهو على مشارف التسعين من عمره، لكن الفرق العمري مع جيل الشباب لم يحدث تباينا في التطلعات والطموح. فشباب هذا الوطن كان يحبه ــ رحمه الله ــ لدرجة يصعب وصفها. وقد التقيت عديدا من المبتعثين السعوديين في الخارج وشاهدت وعشت وشعرت عمق هذه العلاقة الأبوية القائمة على صدق المشاعر والتفاهم المشترك. ولعل علماء الاجتماع أو النفس أن يبحثوا ويستكشفوا بعض أسرار نجاح العلاقة الحميمة بينه ــ رحمه الله ــ وبين الشباب رغم الفارق العمري. لا نقول في هذا الوقت العصيب إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا عبدالله بن عبدالعزيز لمحزونون.
لا شك أن تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم يخفف هول المصاب الجلل. فالحضن الدفيء الذي اكتنفنا به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خفف هول المصاب وفجاعة الخسارة. فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يتمتع بشخصية " كاريزمية" وخبرة ملكية ومعرفية طويلة، معروفة للجميع. ولا أدل على حكمته ــ حفظه الله ورعاه ــ سرعة إصدار أوامر ملكية مهمة قطعت الطريق في وجوه الحاقدين والمتربصين بهذه البلاد وأهلها. فلم تشغله ــ حفظه الله ــ مصيبة فقدان من كان عضيدا له بأن يسرع البت في قضايا قد تكون بيئة خصبة ــ في حالة تأجيلها ــ للحاسدين والمتربصين. فلله الحمد والمنة أن وفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأن يصدر تلك القرارات الملكية سليمة في الوقت الصحيح. فكما يعلمنا خبراء الإدارة أن التأخر في إصدار بعض القرارات قد يقلل من قيمتها أو قد يفقدها مصداقيتها. هذه القرارات الملكية أوضحت مدى حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ورعاه ــ كما أن تلك الأوامر المباركة خففت مصاب فقدان رجل أحببناه. وتتمثل هذه القرارات في تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد، والأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، وتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسا للديوان الملكي ووزيرا للدفاع.
حفظ الله بلدنا من كيد الكائدين، كما أسأل الله أن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لباس الصحة والعافية والتوفيق والسداد. كما أسأل المولى ــ عز وجل ــ أن يوفق عضده وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ورعاه ــ والأمير محمد بن نايف ــ حفظه الله ورعاه ــ لكل خير وأن يكونا خير سند لخير ملك.