«ملوك متعاونون وشعب متجاوب» .. حكمة سلمان بن عبدالعزيز
"ملوك متعاونون، وشعب متجاوب، هذه نعمة من الله" بهذه الكلمات اختصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز توجّه شعب ومسيرة وطن. فهذه الكلمات التي قالها الملك ضمن كلمة مطولة يصف فيها طبيعة العلاقة بين قيادات الوطن والشعب قبل أن يتولى سدة الحكم. تختصر وتصف اليوم أيضا، وهو ملك للبلاد، كثيرا من صور التعاضد والانتقال السلس من ملك إلى آخر، التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية لهذا الشعب وقيادته أثناء تقديم واجب العزاء والمبايعة إيذانا بتدشين عهد جديد يواصل المسير على الأسس ذاتها.
###«مجالس مفتوحة»
وفي توصيف متصل وعملي لطبيعة هذا التواصل بين القيادة والشعب يقول الملك سلمان في أحد لقاءاته "إن الدولة دأبت منذ عهد الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ على سياسة الباب المفتوح، وسار عليها أبناؤه من بعده كمظهر من مظاهر الحكم في المملكة، وأضحت هذه المجالس المفتوحة صورة صادقة للعلاقة بين ولاة الأمر والمواطنين، فيحرص عليها المسؤول، ويحتاج إليها المواطن والمقيم، وتعد مضماراً لاستقبال المقترحين والشاكين والتعرف على مشكلاتهم والعمل على حلها، وتلمس احتياجات الناس والنظر في أحوالهم".
نشأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع إخوانه في القصر الملكي في الرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم. ومن هنا اكتسب الخبرة السياسية التي توجها باهتمامه بكثير من العلوم على وجه العموم، وبعلوم التاريخ على وجه الخصوص، حيث تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء في الرياض، إذ درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله خياط ـ رحمه الله ـ.
إلى ذلك، فإن ربْط الحاضر وتأصيله بمعرفة الماضي من أجل المستقبل، هو الأمر الأكيد والمطلب الأهم الذي لا يتجاهله الملك حين يوصي الشباب قائلا "يجب على شبابنا أن يعرفوا كيف تكونت هذه الوحدة، المبنية على العقيدة الإسلامية، وحدة عربية إسلامية". مؤكدا أن هذا الاهتمام لا يتعارض مع التطور والتقدم "من يعتقد أن الكتاب والسنة عائق للتطور أو التقدم فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن".
###تطوير الاقتصاد
الملك سلمان، المدرك تماما لحجم التحديات الثقافية والاجتماعية، حين يؤكد ضرورة معرفة المرجعية الدينية والتاريخية لهذه الوحدة الوطنية، لا يغفل بحكم خبراته المتراكمة في إدارة واحدة من كبريات مدن العالم نموا واقتصادا، التحديات الاقتصادية أيضا، وضرورة تطوير آليات الاقتصاد، مؤكدا "إننا نعيش في مرحلة تفرض كثيرا من التحديات، ما يتطلب نظرة موضوعية شاملة لتطوير آليات الاقتصاد، وهو تطوير يجب أن يكون مبنيا على الدراسة والأسس العلمية".
تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز منصب أمير منطقة الرياض إحدى كبريات مناطق المملكة العربية السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة في مرحلة مهمة من تاريخ هذه المدينة، أكسبه إضافة إلى ما سبق من خبرات وعلوم سياسية وثقافية، خبرات وممارسات اقتصادية جمة. حيث تم تعيينه أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة وهو في التاسعة عشرة من العمر، وبعد عام واحد عُيّن حاكماً لمنطقة الرياض وأميراً عليها. ومن قصر الحكم في الرياض، حيث ولد وترعرع، كان يمارس عمله أميراً لمنطقة الرياض.
واستمر أميراً لمنطقة الرياض أكثر من خمسة عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها نحو 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً في العالم العربي اليوم، حيث تحتضن أكثر من خمسة ملايين نسمة.
ولم تخل فترة النمو هذه من التحديات الصعبة التي ترافق مسيرة التنمية والنمو، ولكنه أثبت قدرة عالية على المبادرة وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة السعودية اليوم إحدى أغنى المدن في المنطقة ومركزاً إقليمياً للسفر والتجارة.
وقد شهدت الرياض خلال توليه الإمارة إنجاز عديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل الطرق السريعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات، إلى جانب المتاحف والاستادات الرياضية وإعداد مشروع مترو الرياض.
###سلمان الإنسان
#2#
أما حقوق الإنسان فلا يمكن أن تغيب عن رجل عُرف بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة طوال سنين مضت، والحائز درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم، حيث يتولى رئاسة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها كثير من الجهات.
وهذه الحقوق التي ينادي بها كثيرون ليست غائبة بل موجودة و"محفوظة"، ويجب علينا فقط الرجوع إليها وممارستها. يقول الملك سلمان: "جميع الحقوق التي تسعى إليها البشرية من إسعاد البشر ومن رفع مستوى المعيشة ومن التراحم بين الناس ومن الشورى ومن حفظ حقوق الإنسان من كل المقاييس والمعايير التي يدعيها ويقول بها الناس في هذا الزمان محفوظة في كتاب الله وسنة رسوله".
ومنذ 1956، تولى الملك سلمان رئاسة مجلس إدارة عديد من اللجان الإنسانية والخدماتية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في عديد من المناطق المنكوبة حول العالم، سواء المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية. وقد نال خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان عن جهوده الإنسانية هذه عديدا من الأوسمة والميداليات من دول عدة، بينها البحرين والبوسنة والهرسك وفرنسا والمغرب وفلسطين والفلبين والسنغال والأمم المتحدة واليمن.
يبقى ختاما، لا مناص من القول إن "التعاون" و"التجاوب" مفتاحان لا غنى عنهما لاستمرار المسيرة التي أطلقها المؤسس، وحافظ عليها الأبناء. خصوصا وهما اليوم صورتان ماثلتان للعالم بأجمعه، الذي أعلن بحضوره الكثيف أن المملكة بثقليها السياسي والاقتصادي، وبما تعنيه لكل مسلم وعربي على هذه الأرض، تبقى رمزا وعلامة فارقة بين الدول.
###مناصب ومسؤوليات
- رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
- رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
- رئاسة مجلس الأمناء لمكتبة الملك فهد الوطنية.
- رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز.
- الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية.
- الرئيس الفخري لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.
- رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ويتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية وواحة الأمير سلمان للعلوم.
- الرئيس الفخري لمجلس إدارة لجنة أصدقاء المرضى في منطقة الرياض.
- رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية.
- الرئيس الفخري لمجلس إدارة مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية.
- رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري.
- رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض.
###الجمعيات والهيئات التي رأسها وكان لها نشاط في الخارج:
- رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م.
- رئيس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م.
- رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1976م.
- رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني.
- رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م.
- رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر عام 1973م.
- رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سورية عام 1973م.
- رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م.
- رئيس اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء للمواطنين الكويتيين إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م.
- رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلادش عام 1991م.
- رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م.
- الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم، الذي أقيم في عدد من الدول العربية والأوروبية وفي الولايات المتحدة وكندا خلال الفترة 1985م/ 1992م.
- رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس في منطقة الرياض 2000م/ 1421هـ.