السفير الصيني: لن ننسى تبرع الراحل الكبير لنا بـ 60 مليون دولار خلال الفيضانات
"لن تنسى الصين موقف السعودية والملك عبد الله عام 2008، بعد أن وقع الزلزال الكبير في سيتشوان، حيث كان أول زعيم أجنبي يرسل تعازيه للصين، مقدما باسم بلاده مساعدات تبلغ نحو 60 مليون دولار في أكبر مساعدات خارجية تصل لوطننا".. بهذه الكلمات بدأ لي تشنج ون السفير الصيني لدى السعودية حديثه لـ "الاقتصادية" عن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز -يرحمه الله-.
وقال لي تشنج ون، "إن عهد الملك عبد الله شهد فيه البلدان علاقات اقتصادية ثنائية قوية"، مشيراً إلى أن زيارته إلى الصين فتحت عهدا جديدا من العلاقات، وكانت خطوة منطقية لإضافة الصين إلى الحلفاء التقليديين للسعودية". وأضاف، أن "السعودية والصين وقعتا خلال زيارة الملك عبد الله التاريخية إلى بكين، خمس اتفاقيات اقتصادية، من بينها اتفاق التعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي والمعادن"، لافتا إلى أنه منذ ذلك الحين أصبحت الصين شريكا مهما وأكبر مستهلك للنفط والبتروكيماويات من السعودية. وأكد السفير الصيني، أن الملك عبد الله -يرحمه الله- قائد عظيم، وله مساهمات كثيرة على الصعيدين الدولي والمحلي، منها إنشاؤه مركز حوار الأديان، إضافة إلى سياسته السليمة النابعة عن حنكته، وانتهاجه سياسة حسن الجوار في تعامله مع كافة دول العالم. ولفت إلى أن السعودية شهدت في عهده تطورا كبيرا وملموسا على الصعيدين المحلي والدولي، خاصة مع الصين، لافتاً إلى أن أول زيارة له بعد توليه العرش عام 2005 خارج منطقة الشرق الأوسط كانت إلى الصين، التي تعد أول زيارة يقوم بها عاهل سعودي إلى الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين عام 1990، ما يدلل على اهتمامه بتوطيد علاقاته ببكين في كافة المجالات التنموية مثل الطاقة والثقافة والتجارة وكافة المجالات الأخرى.
واستطرد السفير الصيني، قائلا "كما لا ننسى مواقفه الشجاعة تجاه القضية الفلسطينية وشعبها، حيث كان له مبادرات ودور فعال وحاسم تجاهها وكذلك في المنطقة"، مضيفاً أنه "كان دائما سباقا لطرح مبادرات والبحث عن حل دائم للصراعات في الشرق الأوسط من خلال رعايته مبادرة السلام العربية والتزامه بالحوار بين أتباع الديانات والثقافات.
أما على الصعيد المحلي، فقدم مساهمات كثيرة في بناء الدولة وبذل جهودا كبيرة، لسير المملكة بخطوات كبيرة إلى بناء بلد حديث، ومتطور، عن طريق اعتنائه بكافة مجالات التنمية، ودفعها للأمام". وأعرب السفير عن أحر تعازيه وتعازي جمهورية الصين، في وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، كما أعرب عن خالص تهانيه للملك سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة مبايعته ملكا للسعودية، وللأمير مقرن بن عبد العزيز بمناسبة مبايعته لولاية العهد، والأمير محمد بن نايف لتوليه منصب ولي ولي العهد. وذكر أنه في شهر مارس من السنة الماضية، قام الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- حينما كان وليا للعهد بزيارة للصين، مشيراً إلى أنها كانت مثمرة وناجحة بفضل رؤيته الثاقبة وحنكته السياسية، راجيا أن يمده الله بعونه وتوفيقه لاستكمال مسيرة الخير والنماء والنهضة والازدهار في المملكة وخدمة القضايا العربية والعالمية. وأكد السفير لي تشنج ون، ثقته بأن السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ستتقدم وتستمر في تطورها وستحقق ازدهارا، معرباً عن أمنياته لشعب المملكة بالتقدم والخير، وللعلاقات الصينية - السعودية أن تتوطد أكثر.
وتسارعت منذ نهاية التسعينيات حتى الوقت الحاضر، وتيرة تحسن العلاقات بين السعودية والصين، والزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين التي توجت بزيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الصين.
يذكر أن "يانج جيه تشي" نائب رئيس مجلس الوزراء الصيني، قدم أمس الأول كممثل خاص من جمهورية الصين الشعبية، إلى المملكة، لتقديم التعازي للملك سلمان بن عبد العزيز.