روضة خريم .. متنفس الملك الراحل والقرارات المهمة
روضة خريم .. هذه المنطقة الصحراوية ذات الطبيعة الجميلة كانت لها قصة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – رحمه الله -، فهي تذكره بعبق الماضي وأصالته، فهي خلال السنوات العشر الماضية اكتسبت أهميتها كمقر لاستجمامه كل عام.
وسجلت "الروضة" التي تبعد عن العاصمة الرياض نحو 100 كلم شمالا لقاءات مهمة لنحو 25 من رؤساء وزعماء ومسؤولين عالميين، حيث استقبل فيها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن والرئيس كلينتون، والأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، والرئيس السوداني عمر البشير ورجب طيب أروغان وبيل جيتس مالك شركة مايكروسوفت والعديد من الشخصيات المهمة والمؤثرة.
ما إن تذكر روضة خريم إلا ويعلق في أذهان السعوديين تلك المحبة بين قائدهم وحبيبهم عبد الله مع هذا المنتزه، حتى أنه ومع شدة مرضه أصر على قضاء وقته فيها، فهي بالنسبة متنفس له.
وشهدت روضة خريم إعلان الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2010، وذلك في 28 صفر 1430هـ، كما شهد ذات المكان في 24 ذو الحجة 1429هـ، أيضا إقرار الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1430/ 1431هـ.
#2#
ويذكر المقربون من الملك عبد الله بن عبد العزيز أن الصحراء والبر متنفس حقيقي للملك عبدالله، فهو يشعر دائماً بالراحة حينما يكون في البر، أو مزرعته الخاصة، ويزداد حبه للبر في أوقات الربيع وهطول المطر، خصوصاً حين يكون في روضة خريم التي يحبها كثيرا.
ويحكي إبراهيم بن عبد الرحمن الطاسان الرئيس السابق للشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، أنه في هذه المنطقة تتجلى مواقفه وبساطته وثقته بشعبه، منوهاً أنه حين يكون متواجدا في الروضة يكون عدد من المواطنين قريبين من مكانه، وبحكم المسؤولية الأمنية يقوم عدد من أفراد الحراسة بإبعاد الناس عن مكان إقامته، وحين علم بذلك منع مسؤولي الأمن من إبعاد الناس، وقال لهم :"دعوهم في أرض الله الواسعة".
كما أن الروضة معروفة بأن فيها مصلى لمؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله- ، ومشب لقهوته لا يزال محفوظاً فيها منذ عام 1945 وحتى الوقت الحالي، إضافة إلى أنها متنزه طبيعي يقصده عدد من أهالي العاصمة للاستجمام فيه مع عائلاتهم، والتمتع بربيعها المزهر كل عام.
وتشتمل الروضة على محمية للصيد، حيث افتتحها الملك عبد الله عام 2005، وكان حدثاً مهماً انضمامها إلى منظومة المحميات المعلنة بإشراف الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في توقيت يعد مناسباً لإطلاق الأحياء الفطرية فيها.
وتتميز هذه المنطقة بجمالها واتساعها على الطرف الجنوبي الغربي من صحراء الدهناء ذات الطبيعة الرملية، وتصب في أودية متعددة أشهرها وادي غيلانة والخويشين ووثيلان والثمامة.
وتحوي أشجار السدر والطلح المعمرة إضافة إلى نباتات موسمية تنمو في الربيع مثل النفل والخزامى التي تعبق المكان برائحة زكية تجذب الزوار، عبق الربيع ورائحة الخزامى، تزدهر الروضة ربيعاً بالأعشاب وأنواع مشهورة من الزهور يعرفها أهل المنطقة مثل: قيصوم، وسليح، وقرنا، وقريص وصفار وقحويان، وخزامى، وحماض.
وتمتاز عن بقية المناطق المجاورة لها بوفرة الغطاء النباتي فيها وكثافته وتنوعه، ويقدر عدد أنواع النباتات الفطرية فيها بنحو 132 نوعاً، فيما تنمو فيها نباتات محمية من أهمها الأرطى والسدر والسلم والطلح والعشر والعوسج والثمام والرمث والشبرم والشيح والقيصوم والخبيز والرشاد والقطينة والمكر والنصى والحميض والحنوة والحوى والحوذان والربلة.