مسؤولون خليجيون: الملك عبدالله عزز وحدة الخليج وجنّبه الأزمات
أكد عديد من مسؤولي الدول الخليجية أن مواقف الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ اختصرت كل الخلافات والأزمات الخليجية ووحدت صف الدول وأعادت إليها اللحمة التي جنبتها عديدا من الأزمات، وأشادوا بالمبادرات الخليجية وتوحيد عملها المشترك، ودور الملك الراحل في تعزيز الاقتصادين الخليجي والعربي.
في البداية يقول عادل المعاودة، نائب البرلمان البحريني، إن علاقة البلدين علاقة متجذرة، حيث ضربتا المثل في التعاون السياسي والاقتصادي، لحرص حكامهما بمصالح الوطن خاصة في الظروف التي مرت بها البحرين أخيرا، وترك الملك ــ رحمه الله ــ أثرا قويا أشعر كل بحريني بأنه أب له بطريقته العفوية الصادقة التي عاش بها طوال فترة حكمه.
كما نوه بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبسلاسة انتقال الحكم في السعودية، مستشهدا بالتاريخ الحافل للملك سلمان عندما كان أميرا للرياض، ووليا للعهد، من حسم للأمور ومراعاة لمصالح المواطنين.
ولفت المعاودة إلى الدور الأخير للملك الراحل عبدالله، في الخلاف الخليجي الخليجي، قائلا: "إن من حسن ختام أعماله أن حلت الأزمة على يديه، وكما قال تعالى: {لا خير في كثيرا من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس}، حيث إن الملك الراحل تعامل بالسهل الممتنع في هذه القضية وبحزم شديد جدا، ولم تخلو الحلول من إظهار المحبة والرأفة، مشيدا باحتوائه الأزمة على الرغم من أن القضية كانت شائكة ولا تخلو من التعقيدات.
وأكدت رائدة السبت، مديرة حقوق الإنسان البحرينية، أن مواقف الملك الراحل تجاه البحرين مواقف تاريخية تملؤها الوحدة، حيث لا أحد ينسى دعوة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لدول مجلس التعاون الخليجي بالانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد الخليجي، مما كان له كبير الأثر علينا.
وزادت "لقد وقف الملك الراحل مع كل ما من شأنه تدعيم قوة البيتين الخليجي والعربي، ولم يغب عنه طرح أيّ مبادرة أو وساطة أو تقديم الدعم اللازم لسد أيّ مداخل للفتنة فيما بين الإخوة العرب، فكان لهم نعم القائد العربي والزعيم الإسلامي والقدوة الصالحة في الحكم الرشيد.
وأضافت أن البحرين تكن مكانة قلبية كبيرة في قلوب المواطنين، فقد كان الداعم الأكبر لسيادة البحرين واستقلالها وتثبيت عروبتها، ولقد اتشحت البحرين بالحزن لفقيد الأمة العربية والإسلامية، وأعلن الحداد الرسمي في البحرين، التي تعد رحيل الملك خسارة كبيرة للإنسانية.
من جهة أخرى قالت رائدة السبت إن الملك سلمان بن عبدالعزيز ينتمي إلى البيت المالك السعودي، وتولى مناصب رفيعة ومتقدمة في هرم السلطة السعودية قبل أن يبايع ملكا خلفا لأخيه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأضافت: لقد عاصر الملك سلمان بن عبدالعزيز ظروفاً وتحديات كبيرة في الحقب الماضية إبان توليه مقاليد إمارة الرياض ووزارة الدفاع أو عضوية مجلس الوزراء ونيابته عن رئاسة المجلس أو ولاية العهد قبل المبايعة ملكا، فهو كان شاهدا على كثير من القرارات الصعبة والاستراتيجية التي اتخذتها السعودية في ظل ظروف وتحديات عصيبة مرت عليها الأمة العربية والإسلامية، وإن ما تشهده المنطقة العربية حاليا من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية لن تكون صعبة أمام خبرة وحنكة الملك سلمان بن عبدالعزيز في إدارة هذه المنعطفات المصيرية التي تواجه الأمة العربية والإسلامية، وذلك بالاستفادة من خبرته الطويلة في مجال إدارة الدولة والتغلب على التحديات بكل حكمة واقتدار.
من ناحيته، أشار خليفة حمادة وكيل وزارة المالية الكويتية، إلى أن مبادرات الملك عبدالله عديدة في مسيرة العمل الاقتصادي الخليجي المشترك، لعل أهمها مبادرته التي أطلقها في قمة الرياض في تحول دول مجلس التعاون من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد تم تشكيل لجنة متخصصة لهذا الغرض وترجمة ذلك إلى واقع عملي تسير على نهجه اللجان الوزارية كافة في إطار مجلس التعاون،
خاصة لجنة التعاون المالي والاقتصادي وتسريع وتيرة العمل المشترك للوصول إلى التكامل الاقتصادي المنشود، إضافة إلى إطلاق عديد من المبادرات لمعالجة المعوقات والمشكلات التي تعترض مسيرة العمل الاقتصادي الخليجي المشترك،
مؤكدا أن هذه المبادرات أسهمت في معالجة عديد من المعوقات الخاصة بالتبادل التجاري العمل الجمركي وسهولة انسياب السلع بين دول مجلس التعاون.
وأشار حماد أن للملك عبدالله ــ رحمه الله ــ كان له كبير الأثر في دعم المشروعات الاقتصادية التكاملية مثل الربط الكهربائي ومشروع سكة الحديد بين دول المجلس، وإنشاء عديد من الأجهزة والمراكز التابعة لمجلس التعاون، وهذه المشاريع أدت إلى تعزيز الوحدة الخليجية وأسهمت في تقوية كيان مجلس التعاون.
وحول تولي الملك سلمان مقاليد الحكم السعودي وانعكاسه خليجيا قال: بالنسبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فلا شك أنه سيقوم باستكمال المسيرة الخيرة التي سار على نهجها الملك عبدالله ــ رحمه الله ــ من دور كبير في تعزيز اللحمة الخليجية ووحدة الصف الخليجي وتقوية كيان مجلس التعاون والاستمرار في طرح المبادرات التي تعزز العمل الخليجي المشترك في جوانبه السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية كافة، مؤكدا أن السعودية هي العمق الاستراتيجي دول المجلس لكافة.
وأعرب عن تقديره لمجهودات الملك عبدالله على المستوى العربي مثل مبادرته التي أطلقها في القمة العربية 2011 بزيادة رؤوس أموال المؤسسات المالية العربية والشركات العربية المشتركة بنسبة 50 في المائة من رؤوس أموالها، التي أسهمت في زيادة تمويل المشروعات والقروض التي تقدمها هذه المؤسسات إلى الدول العربية الأعضاء، كما لا ننسى دعمه لمبادرة الشيخ الأمير صباح الأحمد الصباح بإنشاء حساب لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 500 مليون دولار، الذي يديره الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.