عبدالله بن عبدالعزيز .. رجل المبادرات التنموية

عبدالله بن عبدالعزيز .. رجل المبادرات التنموية
عبدالله بن عبدالعزيز .. رجل المبادرات التنموية
عبدالله بن عبدالعزيز .. رجل المبادرات التنموية
عبدالله بن عبدالعزيز .. رجل المبادرات التنموية
عبدالله بن عبدالعزيز .. رجل المبادرات التنموية
عبدالله بن عبدالعزيز .. رجل المبادرات التنموية

رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وترك خلفه إرثاً طويلاً من الأعمال الضخمة على الأصعدة كافة. وسجل التاريخ بأحرف من ذهب مسيرة عطرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- خلال حياة قضاها في خدمة الدين ثم الوطن ثم توّجها بحزمة من الإنجازات التنموية للمملكة منذ توليه مقاليد الحكم حتى وفاته صباح الجمعة ليعم بفضل حنكته القيادية الخير والنماء على السعودية في مختلف المجالات التي انعكس أثرها إيجابًا على تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين.

ولم يقتصر عطاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله على السعودية فقط بل شمل مختلف أنحاء العالم حرصاً منه على تأكيد رسالة الإسلام الخيّرة التي تدعو إلى التعاون الإنساني وإغاثة الملهوف ونصرة قضايا الإسلام والمسلمين ونشر التسامح بين أتباع الأديان السماوية والثقافات والحضارات وتعميق المعرفة بالآخر وبتاريخه وقيمه وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري.

وحصل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله على أكثر من 20 جائزة عالمية توزعت ما بين جوائز منظمات دولية وأكاديميات عالمية وجامعات إضافة إلى أوسمة تقدير عالمية من بلدان ذات ثقافات مختلفة ومنها جائزة اليونسكو في تعزيز ثقافة الحوار والسلام العالميين، واختيار مجلة (فوربس) الأمريكية له ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، ومنحه الدكتوراه الفخرية من الأزهر تقديراً لدوره في خدمة الإسلام والمسلمين ولمواقفه المشهودة لدعم القضايا الإسلامية والإنسانية وخدمته لأمته الإسلامية.

وكانت سنوات حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله قد اتسمت بالأمن والأمان والإنجاز والعطاء على الصعد التنموية كافة وتحولت المملكة إلى ورشة عمل شيّدت فيها عديد من المنشآت التي تخدم المواطنين على الرغم من الأزمات المالية الخانقة التي مرت بالعالم ومنها الأزمة الأخيرة المتمثلة في انخفاض أسعار النفط وعزّز تلك الرعاية الملكية الكلمة الضافية التي وجهها -رحمه الله- إبان إعلان ميزانية الدولة للعام المالي المنصرم وتأكيده على أن يؤخذ بعين الاعتبار في الخطوات المستقبلية للدولة كل ما من شأنه خدمةُ المواطنين وتحسينُ الخدماتِ المقدمةِ لهم والتنفيذُ الدقيق والكفْء لبرامج ومشاريع الميزانية.
#2#
حمل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله قلبًا كبيرًا احتضن فيه حب الوطن ومواطنيه فحظي الوطن بالكم الهائل من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن واستفاد منها كل مواطن ومواطنة وقبل أيام من وفاته -رحمه الله- أمر بتقديم مساعدة للجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر) قدرها عشرة ملايين ريال لتمكينها من أداء مهامها في رعاية أبناء الأسر السعودية المنقطعة في الخارج والعائدين منهم إلى أرض الوطن في نظرة أبوية حانية على أبنائه على الرغم من معاناته الصحية.

وإيمانا منه -رحمه الله- بدور المرأة السعودية في إثبات الذات والوصول إلى أعلى المستويات فقد أولاها -تغمده الله بواسع رحمته- اهتمامه ورعايته بمشاركتها في الحياة السياسية ومنحها الفرصة الكاملة للإسهام في بناء هذا الصرح الشامخ لكي تصبح عضواً في مجلس الشورى وتُرشح للانتخابات البلدية والمشاركة في ترشيح المرشحين للمجالس البلدية.

واستمراراً لعنايته -رحمه الله- بشؤون مواطنيه ومنهم المعوقون والمحتاجون أصدر في شهر رمضان المبارك 1429هـ أمراً بزيادة مقدار الإعانة المالية المخصصة لجميع فئات المعوقين المسجلين على قوائم وزارة الشؤون الاجتماعية بما نسبته 100 في المائة لمساعدة المعوقين على تلبية لوازمهم وتحقيق متطلباتهم وسد احتياجاتهم المرتبطة بإعاقاتهم بمبلغ إضافي (سنوي) مقداره مليار و41 مليون ريال ليصبح إجمالي ما سيخصص سنوياً لبند الإعانات المالية للمعوقين المسجلين في وزارة الشؤون الاجتماعية مليارين و82 مليون ريال.

وانطلاقاً من حرصه المتواصل على تّلمس احتياجات أبنائه المواطنين في شتى مناحي الحياة أصدر -رحمه الله- مجموعة من الأوامر والتوجيهات الكريمة خلال مسيرة توليه مقاليد الحكم دللت على أن المواطن في مقدمة اهتماماته منها دعم رأسمال صندوق التنمية العقارية بمبلغ إضافي قدره 40 ألف مليون ريال لتمكينه من إنهاء الطلبات على القروض والتسريع في عملية الحصول على القرض، وإعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض صندوق التنمية العقارية للأغراض السكنية الخاصة المستحقة عليهم دون أي شروط وإعفاء جميع المقترضين من صندوق التنمية العقارية للأغراض السكنية الخاصة من قسطين لمدة عامين.
#3#
كما أصدر -رحمه الله- اعتماد بناء 500 ألف وحدة سكنية في مناطق المملكة كلها وتخصيص مبلغ إجمالي لذلك قدره 250 مليار ريال, ودعم رأسمال صندوق التنمية العقارية، ورفع قيمة الحد الأعلى للقرض السكني من صندوق التنمية العقارية من 300 ألف ريال ليصبح 500 ألف ريال، وفي هذا الصدد أقر مجلس الوزراء برئاسته -رحمه الله- في 12 شعبان 1433هـ الموافقة على نظام الرهن العقاري لتنظيم النشاط العقاري المعني بالتنفيذ والرهن العقاري والإيجار التمويلي والتمويل العقاري ومراقبة شركات التمويل العقاري التي تصب في مصلحة المواطن والاقتصاد السعودي وعلى راحة ورفاهية المواطنين وتحقيق الحياة الكريمة لهم.

وسعياً منه -رحمه الله- لإيجاد حلول عاجلة لمسألة البطالة ونحوها التي توليها الدولة جل اهتمامها دعم البنك السعودي للتسليف والادخار لتمكينه من تلبية طلبات القروض الاجتماعية وتمويل ورعاية المنشآت الصغيرة والناشئة وأصحاب الحرف والمهن من المواطنين ليزاولوا أعمالهم بأنفسهم ولحسابهم وتوفيراً لفرص العمل لهم وتنفيذ برامج للتوفير والادخار لذوي الدخول المنخفضة من المواطنين.

وتحقيقاً لذلك تم رفع رأسمال البنك السعودي للتسليف والادخار.
كذلك أمر -رحمه الله- بإعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض البنك السعودي للتسليف والادخار الخاصة بالأغراض الاجتماعية دون أي شروط وإعفاء جميع المقترضين من البنك السعودي للتسليف والادخار الخاصة بالأغراض الاجتماعية من أقساط لمدة عامين.

ولتحقيق الاكتفاء لمستحقي الضمان الاجتماعي وما شابههم أمر -رحمه الله- برفع الحد الأعلى لعدد الأفراد في الأسرة التي يشملها الضمان الاجتماعي من ثمانية أفراد إلى 15 فرداً وتخصيص مبلغ وقدره 1000 مليون ريال لهذا الغرض وتفعيل البرامج المساندة في الضمان الاجتماعي ودعمها وتخصيص مبلغ ثلاثة مليارات و500 مليون ريال لهذا الغرض وزيدت مخصصات الإعانات التي تقدم للجمعيات الخيرية من الدولة بنسبة 50 في المائة لتصبح سنوياً 450 مليون ريال سنوياً ودعم الجمعيات التعاونية بمبلغ 100 مليون ريال سنوياً.
ومن منطلق أهمية توفير السكن الكريم للمواطنين وجه -رحمه الله- بدعم ميزانية الهيئة العامة للإسكان التي تحولت فيما بعد إلى (وزارة الإسكان) .
#4#
وتم تثبيت بدل غلاء المعيشة بمقدار 15 في المائة ضمن الراتب الأساسي للمواطنين واعتماد الحد الأدنى لرواتب فئات العاملين في الدولة كافة من السعوديين بـ 3000 ريال شهرياً.

وشملت أوامر الملك عبدالله -رحمه الله- زيادة المزايا المالية للموظفين من انتداب وبدل نقل ومكافأة نهاية الخدمة وتثبيت كل المواطنين والمواطنات المعينين على كل البنود ممن يتقاضون رواتبهم من ميزانية الدولة ويشمل ذلك من يعملون في الأجهزة الحكومية ويتقاضون رواتبهم من خارج الميزانية العامة إضافة لصرف مكافأة شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين.

ورغبة في إيجاد حل لمشكلة البطالة التي يعانيها بعض المواطنين والمواطنات وجّه -رحمه الله- باعتماد صرف مُخصص مالي قدره 2000 ريال شهرياً للباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص ولدعم ومساندة الجهاز الأمني بما يعزز قدرته في حفظ الأمن والاستقرار الوطني كما أصدر أمره -رحمه الله- بإحداث 60 ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية.
أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- برفع الوظائف العسكرية المعتمدة في ميزانية السنة المالية الحالية 1432/1433هـ التي يشغلها مستحقو الترقية وقت صدور الأمر الكريم من الضباط والأفراد في جميع القطاعات العسكرية والأمنية إلى الرتبة التالية كذلك الأمر بالعفو عن سجناء الحق العام وفق الضوابط المقررة والتسديد عن المطالبين بحقوق مالية وفق ضوابط معينة والتسديد عن السجناء المطالبين بديات مترتبة على حوادث السير وفق ضوابط معينة.
#5#
ولأهمية قطاع البحث العلمي تبرع الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في شهر ذي القعدة 1427هـ بمبلغ 36 مليون ريال من حسابه الخاص لتمويل استكمال التجهيزات الأساسية لمعامل متخصصة في مجال التقنية متناهية الصغر المعروفة بتقنية النانو في ثلاث جامعات هي جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بواقع 12 مليون ريال لكل جامعة.

وفي شهر جمادى الأولى 1431هـ صدر أمره -رحمه الله- بإنشاء مدينة علمية تسمى (مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة) للإسهام في التنمية المستدامة في المملكة باستخدام العلوم والبحوث والصناعات ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية.

وإيماناً منه -رحمه الله- بأهمية دور الأندية الأدبية والرياضية في تقدم النهضة الشبابية أمر بتقديم دعم لجميع الأندية الأدبية في المملكة مقداره عشرة ملايين ريال لكل نادٍ وتقديم دعم للأندية الرياضية قدره عشرة ملايين ريال لكل نادٍ من أندية الدوري الممتاز وخمسة ملايين ريال لكل نادٍ من أندية الدرجة الأولى ومليونا ريال لبقية الأندية الرياضية المسجلة رسمياً وإنشاء 11 نادياً في مختلف مناطق المملكة.

وتوفيراً للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة للمواطنين وسعياً لأن تَعُمَّ جميع أرجاء البلاد واستكمالاً لما هو قائم وتحت الإنشاء من مُدن طبية ومستشفياتٍ تخصصية ومرجعية ومستشفيات ومراكز طبية ومراكز للرعاية الصحية الأولية في كل مناطق المملكة أمر -رحمه الله- باعتماد مبلغ 16 مليار ريال لوزارة الصحة لتنفيذ وتوسعة عدد من المدن الطبية والمراكز والمستشفيات لدفع عجلة التنمية الصحية في المملكة.

ورغبة في دعم البنية التحتية للقطاع الصحي للإسهام في الجانب الصحي تم رفع الحد الأعلى في برنامج (تمويل المستشفيات الخاصة) في وزارة المالية من 50 مليون ريال إلى 200 مليون ريال ورعى -رحمه الله- في شهر ذي الحجة 1433هـ حفل افتتاح 420 مشروعاً ووضع حجر الأساس لـ 127مشروعاً من المشاريع الصحية في مختلف مناطق المملكة بمبلغ إجمالي قدره 12.084.987.241 ريال.

كما أمر -رحمه الله- بإنشاء 22 مشروعًا طبيًا منها 19 مجمعاً طبياً ومستشفى، وثلاثة مراكز لاضطرابات النمو والسلوك للأطفال كما وجه بنزع ملكية عدد من الأراضي لإقامة عدد من المشاريع الصحية عليها إضافة إلى الموافقة على اعتماد عدد من البرامج التطويرية لمرافق وزارة الصحة.

وخلال عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- دخلت المملكة ضمن أقوى اقتصادات 20 دولة كبرى في العالم وشاركت في قمم الـ20 التي عقدت في أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا وتمكن بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأصبح للمملكة الوجود المهم في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكل ذلك دافعاً قوياً للصوت الإسلامي والعربي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.

ووجه -رحمه الله- بأن تستمر المملكة في دعم منظمة الأوبك لتضطلع بمهامها الكبيرة لاستقرار السوق البترولية الدولية مع العمل مع الدول الأخرى المنتجة للبترول خارج أوبك والتعاون بشكل حثيث مع الدول المستهلكة من منطلق جعل التعامل في السوق النفطية أكثر وضوحاً وعدالة بين مصالح المنتجين والمستهلكين.

وحظي القطاع الصناعي في المملكة بجانب من الاهتمام والرعاية من الملك عبدالله -رحمه الله- حيث أسس وافتتح مشاريع عملاقة ما ضاعف حجم الاستثمارات في المدينتين الصناعيتين الجبيل وينبع ليبلغ 676 مليار ريال وبلغ عدد المجمعات الصناعية فيهما 42 مجمعاً صناعياً أساسياً فضلاً عن أكثر من 400 مصنع ما بين صناعات متوسطة وخفيفة وزاد حجم الإنتاج على 106 ملايين طن سنوياً ومن المتوقع أن ترتفع الاستثمارات والمجمعات الصناعية وبالتالي الإنتاج لأكثر من ذلك بعد الانتهاء من المراحل المتبقية في المشروعين العملاقين (الجبيل2) و(ينبع2).

وتجسيداً لاهتمامه بمسيرة التعليم خصّصت في عهده -رحمه الله- أكبر ميزانيات في تاريخ المملكة للتعليم ووصل عدد الجامعات الحكومية إلى أكثر من 30 جامعة تضم أكثر من 500 كلية تتوزع على 76 مدينة ومحافظة إضافة إلى ثماني جامعات أهلية وعشرات الكليات ووصلت نسبة المقبولين من خريجي الثانوية العامة في عهده إلى أكثر من 92 في المائة وفتح الابتعاث الخارجي بدعم سخي من لدنه -رحمه الله- ليصل عدد المبتعثين إلى ما يقارب 135 ألف طالب وطالبة يدرسون في أكثر من 34 بلداً حول العالم وفتح المجال للابتعاث الداخلي لتتولى الدولة الإنفاق على 50 في المائة من عدد الطلبة المقبولين في الجامعات والكليات الأهلية.
#6#
وخلال عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ارتفعت موجودات مؤسسة النقد العربي السعودي التي تعد بمثابة البنك المركزي في المملكة خلال شهر مارس من عام 2014 إلى نحو 2714 مليار ريال بارتفاع قدره 49.750 مليار ريال مقارنة بشهر فبراير من العام نفسه أي بنسبة 3.5 في المائة، بينما تزيد بنحو 391 مليار ريال عند مقارنتها بشهر مارس من العام الماضي 2012 بنسبة تزيد عن 18 في المائة.

كما ارتفعت استثمارات مؤسسة النقد السعودي في أوراق مالية بالخارج التي تمثل نحو 73 في المائة من إجمالي موجوداتها لتصل إلى 1813 مليار ريال بنهاية شهر مارس الماضي بنسبة زيادة قدرها 27 في المائة مقارنة بالشهر المماثل من عام 2012 مواصلة بذلك ارتفاعها للشهر الـ38 على التوالي.

وحظيت بيوت الله بعناية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لتظهر بما يليق بها من البناء والتجهيز والعناية والرعاية لتحقق لها العمارة الحسية والمعنوية فصدر أمره الكريم بتخصيص مبلغ 500 مليون ريال لترميم المساجد والجوامع في كل أنحاء المملكة كذلك تخصيص مبلغ 200 مليون ريال لدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم إضافة إلى تخصيص مبلغ 300 مليون ريال لدعم مكاتب الدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد واعتماد دعم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمبلغ 200 مليون ريال لاستكمال بناء مقار لها في مختلف مناطق المملكة.

وكان المشروع الضخم والفريد من نوعه لتطوير الجسر ومنطقة الجمرات الأهم والأبرز في منظومة الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام بمشعر منى بتكلفة نحو أربعة مليارات ريال حيث دشن -رحمه الله- المرحلة الأولى من تطوير جسر ومنطقة الجمرات في شهر ذي الحجة عام 1427هـ وتم الانتهاء من أعمال الجسر في حج عام 1430هـ.

ويتكون جسر الجمرات الجديد من أربعة أدوار إضافة إلى الدور الأرضي والسفلي تحت مستوى الأرض ويشغل حجم جسر الجمرات نحو كيلو متر واحد وتبلغ الطاقة الاستيعابية لرمي الجمرات في كل مستويات الجسر نحو خمسة ملايين حاج في اليوم الواحد.
كما صدرت في 26 من شهر ذي الحجة 1428هـ موافقة الملك عبدالله -رحمه الله- على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام وستكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد تنفيذ مشروع التوسعة 300 ألف متر مسطح تقريباً ما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة.

وعلى المستويين العربي والدولي سجل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -تغمده الله بواسع رحمته- نجاحات متتالية جعلته يحظى باحترام وتقدير العالم أجمع وليس أدل على ذلك من المصالحة الخليجية التي رعاها في الرياض لرأب الصدع الخليجي وعودة اللحمة بين دول المجلس وتعزيز مسيرة التعاون بين الخليجيين بما يكفل بعون الله تعالى تحقيق الخير لجميع شعوبها.

وذهب الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أبعاد استراتيجيته القيادية إلى البعد الإنساني الذي عبر فيه عن اهتمامه -غفر الله له- بمساعدة المنكوب وإغاثة الملهوف دون النظر إلى جنسه أو ديانته إيماناً بالمبدأ الشرعي الذي يحث على فعل الخير في كل مكان بغية عكس صورة الإسلام الحقيقية الذي يدعو للخير وينّبذ الشر فسيّرت المملكة قوافل الإغاثة والإنقاذ حيثما وقعت كوارث طبيعية أو غير طبيعية وجُعل في أولوياتها إغاثة المسلمين في فلسطين والعراق وسورية وباكستان وغيرها من البلدان المحتاجة.

وعربياً أعلن -رحمه الله- دعمه للاستقرار في كل من مصر واليمن والعراق وتونس وسورية، وكان قد دعا في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة) التي عقدت في الكويت عام 2009م تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب وأسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

وقدّم الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان ولياً للعهد تصوراً للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم (مشروع الأمير عبدالله بن ‌عبدالعزيز للسلام) قدِّم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م وقد لاقت هذه ‌المقترحات قبولاً عربياً ودولياً وتبنتها تلك القمة وأضحت مبادرة سلام عربية أكّدتها القمم العربية اللاحقة.
وعندما حدث خلاف بين الفلسطينيين سارع -رحمه الله- بتوجيه الدعوة لأشقائه قادة الفصائل الفلسطينية لعقد لقاء في رحاب بيت الله الحرام في مكة المكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف والوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية وتوجت تلك الاجتماعات باتفاق مكة الذي أعلن في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في الـ20 من شهر المحرم 1428هـ.

واستمر -رحمه الله- في جهوده للم الشمل العربي حيث تم في الثاني من شهر مايو 2007 في الرياض التوقيع على اتفاق ثنائي لتطوير وتعزيز العلاقات بين جمهورية السودان وجمهورية تشاد، وفي شهر رمضان عام 1428هـ رعى في جدة الجلسة الختامية لمؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية كما حرص دوماً على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية الأخرى والإسهام في تنمية المجتمعات العربية وتطويرها عبر وسائل الدعم والمساندة المباشرة وغير المباشرة وبمختلف أشكالها واستمر العطاء دون انقطاع حتى وفاته -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته.

الأكثر قراءة