الفاتيكان: الملك عبد الله رائد للوسطية والحوار
قدم وفد يمثل دولة الفاتيكان برئاسة المطران بيتنكور، واجب العزاء في فقيد الوطن والأمتين الإسلامية والعربية الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ وذلك في مقر سفارة خادم الحرمين الشريفين في روما، حيث كان في استقبال الوفد الدكتور رائد بن خالد قرملي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا ومالطا.
وأشاد الوفد بدور الفقيد وما قدمه من جهود من أجل إنجاح الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
من جهة ثانية نوه مجلس الأمة الكويتي في جلسته التكميلية أمس، بمنجزات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ تقديرا وعرفانا لدوره وتخليدا لذكراه الطيبة.
وأكد الدكتور علي العمير وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة وزير النفط في كلمة ألقاها باسم الحكومة خلال تخصيص المجلس ساعة من جلسته لتذكر مواقف الملك عبدالله بن عبد العزيز ــ رحمه الله ــ أن الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية فقدوا قائدا وزعيما فذا وملهما، وضع أمتيه العربية والإسلامية في قلبه الكبير وفكره النير، وحمل همومهما، وعمل جاهدا طوال توليه مسؤوليته القيادية على تحقيق الازدهار لشعبه وتقدم بلاده، وتخفيف آلام أبناء الأمتين ومعالجة قضاياهما بحكمة واقتدار.
وأضاف أنه على المستوى الوطني قاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ المملكة ليصل بها إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث تحققت في عهده نهضة شاملة في مرافق الحياة كافة، وإنجازات تاريخية كانت مثار إعجاب العالم بأسره، فحقق نهضة على مستوى التعليم، حيث أنشأ عديدا من الجامعات وضاعف أعداد المبتعثين إلى الخارج، وكرس ثقافة شاملة لأبناء شعبه.
وأردف أنه على الجانب الاقتصادي حقق الملك الراحل عديدا من المكاسب الاقتصادية، تمكن معها الاقتصاد السعودي من أن يكون اقتصادا فاعلا ومؤثرا في اقتصادات العالم، ما حدا بالمجتمع الدولي إلى دعوة المملكة العربية السعودية للانضمام إلى مجموعة الـ 20، وهي المجموعة التي تحدد عديدا من المسارات الاقتصادية على مستوى العالم.
وأوضح الوزير العمير أنه على المستوى الصحي فقد أنشأ الملك عبدالله ــ رحمه الله ــ عديدا من المستشفيات في مختلف مناطق المملكة ليرتقي بالخدمات الصحية إلى مستويات تحاكي أرفع المستويات العالمية في الرعاية الصحية.
وبين أن الراحل الكبير اعتنى بخدمة حجاج بيت الله الحرام ورعايتهم وراحتهم وأنشأ عديدا من المشاريع التوسعية للحرم المكي الشريف والمسجد النبوي، بما يسهم في مضاعفة طاقتيهما الاستيعابيتين. وتلك المشاريع الضخمة غير المسبوقة تدل على حرصه ــ رحمه الله ــ على خدمة بيت الله الحرام وضيوفه.
وعلى المستوى الإقليمي قال العمير "إننا في دولة الكويت، ونحن نعيش هذه اللحظات الحزينة، نستذكر بالعرفان موقف المملكة العربية والسعودية عندما هبت لنصرة الكويت أيام محنة الغزو، وسخرت إمكاناتها في تحرير دولة الكويت". ونوه بحرص خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ على مسيرة دول مجلس التعاون الخليجي ورعايته لهذه المسيرة بأفكار ومبادرات خلاقة وبآراء داعمة سيذكرها التاريخ والأجيال المقبلة، لتدرك كم كان هذا الرجل عظيما في صنع تاريخ مجيد، وسطر صورا مشرقة في خدمة دينه وشعبه وأمتيه العربية والإسلامية. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية كانت في صميم ووجدان الملك عبدالله ــ رحمه الله ــ حيث قدم الكثير لهذه القضية للدفاع عنها ونصرة شعبها في كل المحافل الدولية"، وقال "لعل المبادرة العربية التي تقدم بها ــ رحمه الله ــ التي مثلت تحولا للصراع العربي ــ الإسرائيلي، خير دليل على حرصه وسعيه المتواصل ودعمه للقضية الفلسطينية، ووضع سلطات الاحتلال أمام مسؤوليتها وكشف نواياها حيال السلام في منطقة الشرق الأوسط".
وعلى المستوى الدولي قال الوزير الكويتي: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ أيقن بالتحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية المتمثلة بالإرهاب الذي نشهده اليوم ويستهدف أمن واستقرار وجود أمتنا، فبادر ــ رحمه الله ــ بمواجهة هذه الآفة من خلال إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، لينطلق بعمله على مستوى العالم.
وقال العمير: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ بادر كذلك باقتراح إطلاق حوار بناء وصادق بين أتباع الأديان وتبنى هذه المبادرة ونقلها إلى دول العالم، ودعا إلى عديد من المؤتمرات الهادفة إلى تحقيق التفاعل مع هذا الحوار. وتقدم الوزير العمير بخالص العزاء وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده، وإلى الحكومة والشعب السعودي، مبتهلا إلى الباري ــ عز وجل ــ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أبناء الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية الصبر وحسن العزاء.
من جانبه، أشاد مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، بالفقيد الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ تقديرا وعرفانا بدوره، وتخليدا لذكراه ــ طيب الله ثراه. وقال الغانم: إن تخصيص مجلس الأمة ساعة من جلسته (التكميلية اليوم) "لن يكفي لتعداد أعمال الراحل وإنجازاته ــ رحمه الله ــ لكنها لفتة رمزية صادقة من نواب الشعب تجاه رجل يكن له الكويتيون بشكل خاص محبة خاصة وحميمية استثنائية".