الملك عبدالله يوجه بأكبر جزء من الاكتتابات العامة لصغار المستثمرين
برؤى ثاقبة اتخذت بناء عليها خطوات جريئة وبإجراءات سديدة واستثنائية جعلت من سوق الأسهم السعودية إحدى أهم الأسواق العالمية من الناحية التنظيمية والتشريعية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، حيث وجّه بتخصيص أي اكتتاب عام يتم طرحه بالسوق المالية السعودية تكون أعلى نسبة للمكتتبين الأفراد، إضافة إلى تخصيص بعض القطاعات وصناديق الدولة وتوجيهها للاستثمار في سوق الأسهم وإعطاء المزيد من الشفافية والإفصاح للمتداولين ليطمئنوا على أموالهم واستثماراتهم بسوق المال.
وكان يهدف الملك - رحمه الله -، إلى تحقيق مبدأ "العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة المالية" على أكبر قدر ممكن من الأفراد المكتتبين.
وبحسب رصد لوحدة التقارير الاقتصادية بصحيفة "الاقتصادية" كان أكبر اكتتابين يشهدهما الاقتصاد السعودي في أكبر قطاعاته "المصارف والخدمات المالية"، إضافة إلى بعض القطاعات الأخرى.
ومن أهم تلك الاكتتابات، التي لاقت رواجا كبيرا لدى الأفراد، وتعد الأعلى من حيث عدد المكتتبين والأموال المجمعة هي؛ اكتتاب البنك الأهلي، مصرف الإنماء، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية "إعمار"، ومدينة المعرفة الاقتصادية.
وبالتطرق إلى البيانات المالية لكل اكتتاب على حده يتضح ما يلي:
مصرف الإنماء
هذا، وقد أمر الملك - رحمه الله - بإنشاء مصرف الإنماء وطرحه للاكتتاب العام أمام الجمهور وتخصيص أغلب أسهمه للشعب السعودي، حيث لاقى رواجا قويا آنذاك ليبلغ حجم الاكتتاب به نحو 10.5 مليار ريال. وقد بلغت قيمة الأموال المجمعة من الاكتتاب نحو 18.3 مليار ريال. وقد بلغ عدد المكتتبين نحو 8.9 مليون مكتتب. وخصص لكل مكتتب قام باكتتاب في 100 سهم فأكثر قد حصل على كامل حصته، أما من اكتتب في أعلى من 150 سهما فقد حصل على 143 سهما.
البنك الأهلي
ويعد البنك الأهلي التجاري من أكبر المصارف السعودية من حيث الموجودات (أي الأصول)، إضافة إلى ودائع العملاء، ليطرح بعد ذلك جزءا من رأسمال البنك للاكتتاب العام بنسبة 25 في المائة من إجمالي رأسماله وبعدد أسهم يبلغ نحو 500 مليون سهم. بحيث يخصص منها 300 مليون سهم لجمهور الأفراد تمثل نحو 15 في المائة من رأسمال البنك، والمتبقي 200 مليون سهم تمثل نحو 10 في المائة من رأسمال البنك توجه لصندوق معاشات التقاعد.
هذا، وقد بلغ إجمالي المبالغ المتحصلة من اكتتاب الأفراد نحو 310.7 مليار ريال، بنسبة تغطية تجاوزت الـ 2300 في المائة. ليبلغ عدد المكتتبين الأفراد نحو 1.3 مليون مكتتب.
ومن جانب آخر، جعل الملك عبدالله دخول صناديق الدولة كأحد الدواعم الرئيسة وإعطاء المزيد من الثقة لجمهور الأفراد بمشاركتهم في الاكتتاب
"إعمار"
بلغ حجم الاكتتاب بهذا الطرح نحو 2.6 مليار ريال، وكان ذلك في عام 2006 وتحديدا في شهر تموز (يوليو)، حيث بلغ عدد المكتتبين نحو 10.2 مليون مكتتب. ويمثل هذا الطرح نحو 30 في المائة من رأسمالها البالغ 8.5 مليار ريال.
مدينة المعرفة الاقتصادية
تم طرح شركة "مدينة المعرفة الاقتصادية" لجزء من أسهمها يقدر بـ 30 في المائة من رأسمالها البالغ نحو 3.4 مليار ريال للاكتتاب العام أي نحو 102 مليون سهم، بسعر عشرة ريالات للسهم وذلك في شهر أيار (مايو) من العام 2010. حيث يبلغ حجم الإصدار نحو 1020 مليون ريال، وقد تم تخصيص عدد 50 سهما لكل مكتتب.
يذكر أن الأموال المجمعة بلغت نحو 1.7 مليار ريال، بعدد مكتتبين فاق الـ 1.9 مليون مكتتب.
من جانب آخر، كانت تجزئة القمة الاسمية للأسهم للشركات كافة المدرجة بالسوق آنذاك لتصبح بعشرة ريالات للسهم بدلا من 50 ريالا للسهم، ما أعطى دفعة قوية لصغار المستثمرين بالدخول لسوق الأسهم والمشاركة به وتحقيق أكبر عائد ممكن على أموالهم.
خاصة بعد ما شهدته سوق الأسهم من التذبذبات الحادة، ليخصص بعدها الملك إحدى الجلسات المنعقدة تحت قبة المجلس الاقتصادي الأعلى وبرئاسته بتاريخ 14 من شهر آذار (مارس) عام 2006، حول التأكيد على متانة وقوة الاقتصاد السعودي ودعمه للإجراءات الكفيلة لدعم وتنظيم السوق المالية والمحافظة على أموال المستثمرين الأفراد، خاصة صغار المستثمرين منهم، وكان من أهم تلك الإجراءات هو توجيه النسبة الكبرى من الطروحات الأولية (أي الأسهم) للمستثمرين الأفراد، إضافة إلى اقتصار الاكتتابات على الأفراد السعوديين فقط. خاصة التي صدرت بمرسوم ملكي على سبيل المثال لا الحصر؛ مثل الصناعات البتروكيماوية، وصناعة الأسمنت، وقطاع التأمين.