السعادة أمن واستقرار
إن كنت سعيدا في حياتك، فلأنك تعيش في وطن آمن مستقر، وترى أبناءك يكبرون ليحققوا آمالهم دون منغصات، وترى في المستقبل الأجمل، والحياة تسير ولا خوف من تغيرات حادة، أو مخاطر في وطن مستقر.
السعادة أساسها الأمن والاستقرار، ولذلك كانت المناطق الزراعية، والواحات عبر التاريخ تعيش سعادة أكبر، وتغني للحب والحياة لأنها آمنة مستقرة، بينما مناطق الصحاري المفتوحة والرعي تتجاذبها الصراعات، ويتقاتل الناس على مواردها، فتفقد في كثير من الأوقات الأمن والاستقرار.
الأمن، والاستقرار ليسا بدون ثمن، فعلينا أن نذكر الجهد العظيم لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وما فعله في توطين البدو الرحل في مستعمرات زراعية أسماها الهجر، وكيف دعموهم بالمال والبذور، وساعدوهم في حفر الآبار لبدء حياة زراعية مستقرة، فتذوقوا الأمن والاستقرار وتحضروا.
بعد ذلك احتاج الاستقرار في السعودية إلى بنيات أساسية في الصحة والتعليم والطرق، والكهرباء، والمياه وغيرها حتى أصبحنا اليوم أمام المملكة العربية السعودية وهي قارة متسعة تنميتها لا تقارن بتنمية مدينة واحدة.
المملكة المستقرة بعمقها الاقتصادي والاستراتيجي وثقلها العالمي صارت ركيزة لدول الخليج تتمثل سياساتها التنموية والأمنية لأنها النموذج.
بعد وفاة الملك عبد الله -يرحمه الله- وانتقال السلطة لملكنا الحالي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز خلال ساعات، عرف الناس معنى الاستمرارية والاستقرار، فكل شيء خضع للتنظيم المسبق من خلال نظم الحكم ونظام البيعة، وحتى تشكيل حكومة جديدة تم بالسرعة نفسها.
سر قوة المملكة واستمرارها السياسات المستقرة والثابتة، وهذا البناء المتماسك جعل بلادنا محل ثقة العالم اقتصاديا، ونمو اقتصادها يأتي من عمل متواصل في تقنين الاقتصاد ومحاربة الفساد، وعدم إعاقة الاقتصاد بقوانين معقدة تعرقل نمو الأعمال.
بقي دورنا نحن المواطنين، ما هو حق المواطنة علينا نحو وطن مزدهر؟ إنه بالتأكيد أكثر من الشعارات إنه الولاء للوطن ولقادته، ولمقدساته ورموزه الوطنية، وأن نحمل شعور العزة والأنفة ضد كل دخيل ومشكك لنا في وطننا الجميل الذي لا يشبهه وطن آخر فيما يعطينا.
إن واجب المواطنة ولاء للوطن وقادته واجب في الدين ولا يغالط في هذا إلا مغرض، فالوطن ورموز الوطن هي قلب المواطن الحق، فكن مواطنا واشكر الله على الأمن والاستقرار.